الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جدل حول استخدام الآيات القرآنية فى الدعاية التجارية

مع تزايد التنافس التجارى بين الهايبرات الكبرى تظهر العديد من وسائل الدعاية الجديدة التى تحقق نوعا من جذب المستهلكين لها، ومن بين تلك الأساليب التى ظهرت استخدام بعض الآيات التجارية فى الدعاية لاسيما فى شهر رمضان.. الأمر الذى أثار نوعا من الجدل بين بعض الأزهريين حول مشروعية الدعاية بالآيات القرآنية.



بداية ترى د. سعاد صالح استاذ الفقه بجامعة الأزهر أنه لايمكن القول بكراهية استخدام الآيات القرآنية فى أمور حياتية بشكل مطلق، فالرسول صلى الله عليه وسلم استخدم بعض الآيات القرآنية فى الرقية الشرعية، ولطرد السحر، وهذا يربط الإنسان بالقرآن أكثر ولا ارى فيها نوعا من البدعية أو التحريم أو الكراهة 

وعن تنزيه القرآن عن مسائل الدعاية اوضحت د. سعاد :» أن استخدام الآيات القرآنية فى أمور حياتية توثق صلة الإنسان بالقرآن أمر مطلوب .. لاسيما انه لا يقصد باستخدام بعض الآيات القرانية الاستهزاء بكتاب الله وإنما البركة، وهذا لا يخالف قدسية القرآن الكريم. 

وحول وجود آيات نزلت فى مواضع بعينها يتم استخدامها فى الدعاية التجارية او التبرك، قالت د. سعاد :» إن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وإلا كنا وقفنا وتمسكنا بسبب كل آية ولم ينطبق القرآن كله.

وشددت أن كل القرآن الكريم دعاء والله تعالى يقول :» ادعونى استجب لكم « وعندما نستخدم الآيات القرآنية فى المرض او البركة فى المال او الرزق فهذا مطلوب ومستحب، موضحة انه لاينبغى ان نهجر القرآن فى حياتنا، فلابد من الإحياء المستمر للقرآن الكريم فى حياتنا.

ويرفض د. أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر استخدام الآيات القرآنية كلون من ألوان الدعاية ويوضح ان القرآن الكريم له قدسيته ووظيفته الواردة فى آياته حيث قال تعالى عنه :» لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين»، وقال جل شأنه :» إن هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم « كما قال تعالى :» لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ».

اضاف أن القرآن الكريم كلام إلهى ربانى مقدس ألفاظه وآياته يستشهد بها فى الغرض التى جاءت من اجله للوعظ او للترغيب أو الترهيب أو للدلالة على احكام عبادية أو معاملاتية، او اخلاقية أو لأخذ العبر والعظات.

واستطرد د. كريمة قائلاً: «إن استخدام آيات قرآنية كلها او بعضها فى دعايات سواء كانت تجارية او مصلحية فنربأ بالقرآن الكريم أن يكون عرضة لهذا، لما يؤدى إلى ابتذاله أو امتهانه، فعلى سبيل المثال ما علاقة قوله تعالى: «وسقاهم ربهم شرابا طهورا « فى الجنة بان تجعل تلك الآية على محل عصائر، وما علاقة قوله عز وجل « كلوا مما رزقناكم « بمطعم، وما علاقة قوله تعالى « وإذا مرضت فهو يشفين « بأن تكون فى بعض الصيدليات وكراسات الأطباء.

استخدام الآيات القرآنية فى هذه الأمور تحريف للكلم عن مواضعه وهو امر محرم مجرم يجب التصدى له بحسم وحزم.

إذا كان النبى صلى الله عليه وسلم منع كتابة الحديث النبوى فى حياته حتى لا يختلط بالقرآن الكريم حفاظا عليه، وإذا كان العلماء قرروا عدم كتابة شيء مما هو خارج القرآن فى المصحف فكيف بنا وهذا الطوفان الذى اقل ان يوصف انه مزايدة رخيصة بالدين.

وحول رؤية دار الافتاء لقضية استخدام الآيات القرآنية كدعاية تجارية يوضح د. على فخر أمين الفتوى بالدار ان القرآن الكريم وآياته لها قدسيتها، فهو كلام الله بأوامره ونواهيه لعباده، ويجب ان نتحرى قداسة كتاب الله تعالى ونتعامل معه بما يليق به.

ويوضح ان استخدام آيات قرآنية كقوله تعالى « وجعلنا من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا فأغشيناهم فهم لا يبصرون « كنوع من الدعاية على أحد المتاجر هو استخدام فى غير موضعه، ولا يليق مع قدسية الآية الكريمة وسبب نزولها.