الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

د. محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطينى للشئون الدينية لـ «روزاليوسف»: خطابنا الدينى موجّهّ بالدرجة الأولى لمواجهة الاحتلال وإبقاء وعى شبابنا بالقضية الفلسطينية

أكد الدكتور محمود الهبّاش، مستشار رئيس فلسطين للشئون الدينية والعلاقات الإسلامية، أهمية دور مؤسسة الأزهر فى المرحلة المقبلة، لتصحيح المفاهيم الدينية على الساحة الإسلامية بعدما تسللت أفكار المتطرفين لعدد من المجتمعات، محذرًا الشباب من خطورة الانسياق وراء الخطاب المتطرف الذى تتبناه بعض الجماعات، وتبثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مستغلة قوة انتشارها بين أوساط الشباب.



«روزاليوسف» كان لها هذا الحوار مع الدكتور محمود الهبّاش، مستشار الرئيس الفلسطينى للشئون الدينية:

■ بداية كيف ترى أبرز التحديات التى تواجه الخطاب الدينى فى عالمنا الإسلامي؟

- بزوغ ظاهرة الانحراف الفكرى على الساحة الإسلامية، والذى تمثله جماعات - مع الأسف - ترفع شعارات إسلامية ولكنها تلوى أعناق النصوص الدينية من قرآن كريم وسنّة نبوية مطهرة، وتستهدف عقول الشباب كى تجندهم ضد أوطانهم ومجتمعاتهم، بالإضافة إلى تحدى عزوف الكثير من الشباب عن الفكر الإسلامي، كرد فعل على تلك السلوكيات والتفاسير الدينية الخاطئة للنصوص والتى تطلقها الجماعات المتشددة، وهذا يفرض تحديا كبيرا على المؤسسات الإسلامية، وفى مقدمتها الأزهر الشريف، والذى ننتظر منه المزيد لإعادة الاعتبار للوعى الصحيح للمفاهيم الدينية فى الساحة الإسلامية عربيا ودوليًا.

■ وبرأيك ما الآلية المُثلى لتجديد الخطاب الديني؟

- لا يجب أن يُؤخذ ذلك المفهوم بشكل سطحي، فهذا لا يعنى تجديد أسس الديني، بل السعى لابتكار طرق جديدة فى توصيل رسائل الخطاب الديني، بما يلاءم التغييرات الواقعة فى مجتمعاتنا الإسلامية والعربية، وهذا طبيعى فى إطار التطور المستمر للحياة التى نعيشها، مع ضرورة التفريق بين الثوابت والمتغيرات، فالثوابت تعنى العقيدة والقرآن والسنة، والمتغيرات هى كل ما يطرأ على العصر من قضايا وإشكاليات.

■ وإلى أى مدى أسهم الخطاب الدينى المتطرف فى إحداث المزيد من الكراهية ضد المسلمين حول العالم وبالتالى تنفيذ عمليات عدائية تجاههم؟

- أحد أهم أهداف مروجى الأفكار المنحرفة هو ضرب مصداقية وصورة المسلمين فى العالم، ولذلك نقول بلا تردد إن هؤلاء الجماعات تعمل لصالح أجندات خارجية - سواء بقصد أو بدون - فكما يُقال إن الأمور بمآلاتها، والحقيقة أن مآلات ما تفعله تلك الجماعات المتطرفة هى الإضرار بالمسلمين حول العالم، وتشويه أى محاولة لإصلاح الخطاب الديني، وتشتت وعى المسلمين بعيدًا عن الأهداف الحقيقية للأمة العربية والإسلامية.

■  وكيف ترى الدور الإقليمى لمؤسسة الأزهر؟

- الأزهر هو أكبر وأهم مرجعية ومؤسسة إسلامية فى العالم، وهو بيت العلم والفقه والدعوة، ودوره يجب أن يكون محوريًا، وعلى النظم السياسية أن تعطى الأزهر مكانته الحقيقية كمرجعية إسلامية، وأن تجعل للأزهر الدور الأبرز فى بناء وصياغة الوعى لدى قطاعات الأمة العربية والإٍسلامية فى العالم، وخاصة قطاعات الشباب، لأنهم مستهدفون من أصحاب الفكر الظلامى فى ظل هيمنة مواقع التواصل الاجتماعى على مصادر المعلومات وتشكيل الوعي.

■ ولماذا تتصاعد حدة الإسلاموفوبيا فى العالم رغم ما يُبذل من مجهود لتجديد الخطاب الدينى داخل مصر وخارجها؟

- سبب الإسلاموفوبيا فى المقام الأول هو تسلل الأفكار المتطرفة خفية إلى بعض المجتمعات والمحافل، والأمر الثانى يتعلق بجهات خارجية استعمارية تحاول إظهار المسلمين كأمّة متوحشة، ووصم الإسلام بالعنف والإرهاب والتطرف، وهذا غير حقيقي، ولا يجب أن يتوقف دورنا عند مواجهة الجماعات المتطرفة بخطاب دينى سمح، وإنما يجب أن يمتد لمواجهة الدول المتطرفة التى تحاول أن تضرب مصداقية المسلمين، وتشوه صورة الإسلام فى العالم.

■ اذا انتقلنا إلى الساحة الفلسطينية فما طبيعة الخطاب الدينى فى فلسطين؟

- فلسطين دولة لها خصوصية، فنحن نواجه تحديات لها طبيعة أخرى عن باقى الدول، أولها الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك نواجه تحدى انتشار بعض الأفكار المنحرفة التى توجد فى فلسطين بشكل ليس بالكبير فى حقيقة الأمر، لكنها موجودة، إذن التركيز فى المقام الأول يبقى على مناهضة على الاحتلال الإسرائيلي، وفى نفس الوقت لا نغفل محاربة تلك الأفكار المتطرفة.