الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

د. مختار جمعة : الفرح أيام العيد هو عبادة لله تعالى واقتداء بسنة النبى صلى الله عليه و سلم

«الاحتفال بعيد الفطر» تعظيم لشعائر الله

مع دخول عيد الفطر قد يعتقد البعض أن الاحتفال به هو مظهر دنيوى لإسعاد الناس والتفريج عنهم بعد شهر عبادة وطاعة، الأمر الذى اعبتره العلماء انه فهم خاطئ، وأكدوا ان للعبد آداب تزيد من ثواب العبد بعد شهر الصوم، كما ان الفرح بأيام العيد هو نوع من العبادة أيضا.



بداية توضح دار الإفتاء المصرية أن هناك مجموعة من الآداب الشرعية والسلوكيات المرعية التى تنبغى مراعاتها والحرص عليها فى أداء هذه المناسبة الإسلامية العظيمة أولها الاغتسال وارتداء أفضل الثياب، مع التزام النساء بمظاهر الحشمة وعدم كشف العورات، والالتزام بغض البصر عن المحرمات، وتناول شيء من الطعام قبل صلاة العيد، ويستحب أن يكون عددًا وتريًّا من التمر؛ لِمَا روى البخارى فى «صحيحه» عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ لاَ يَغْدُو يَوْمَ الفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ، وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا».

اضافت دار الإفتاء أنه يفضل التبكير إلى مصلى العيد بسكينة ووقار، ويستحب الذهاب من طريق والعودة من طريق آخر؛ لحديث جابر رضى الله عنه: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ» رواه البخاري، ومن الحكمة فى ذلك: أن يوافق تسليم الملائكة ووقوفهم على أبواب الطرقات، وأن يشهد له الطريقان بإقامة شعائر الإسلام. ولفتت إلى ان من الآداب الإكثار من التكبير سرًّا وجهرًا، حتى يقوم الإمام لصلاة العيد، ولا يجوز إنكار ما تعارف الناس عليه من صيغ التكبير ولا جعلها مثارًا للنزاع والشقاق فى هذه المناسبة التى توصل فيها الأرحام وتجتمع فيها الكلمة، كالصيغة المتعارف عليها عند المصريين، فلا بأس بها ولا مخالفة فيها للشريعة، بل هى أفضل؛ لزيادة الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم فيها، ولم يرد فى صيغة التكبير شيء بخصوصه فى السنة المطهرة، والأمر فيه على السعة عند أئمة الفقهاء، قال ابن القاسم: «ما كان مالك يحدّ فى هذه الأشياء حدًّا»، وقال الإمام الشافعي: «وإن كبر على ما يكبر عليه الناس اليوم فحسن»، وقال الإمام أحمد بن حنبل: «هو واسع».

من جانبه قال وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة أن الفرح أيام العيد هو أولا عبادة لله تعالى واقتداء بسنة النبى عليه الصلاة والسلام وسيرة السلف الصالح.. ولذا قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِى الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ. قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}..

وأضاف أن  حياة المسلم كلها طاعة وعبادة، نطقه ذكر، وصمته فكر، صومه عبادة، وفرحه عبادة، ما دام منضبطا فى ذلك كله بضوابط الشرع 

وأوضح ان لعيد الفطر فرصة لزيادة صلة الأرحام والتزاور، وصلة ذوى القربى، فنتيجة انشغال الناس هذه الأيام بمشاغل العمل والحياة، أصحبت صلة الأرحام عملة نادرة، ويأتى عيد الفطر ليجدد هذه السنة الطيبة، لما لها من أثر طيب فى التقارب بين الناس والعائلات وإدخال البهجة والسرور على الجميع، وخاصة كبار السن، الذين يسعدون بزيارة أهلهم لهم، وزيارة أبنائهم وأحفادهم فى هذه الأيام المباركات

الدكتور محمد المحرصاوى رئيس جامعة الأزهر يرى أنه على الناس ان يغتنموا أيام العيد وأوقاتها بالقرب من الله  بالإكثار من ذكره  والدعاء له  أن يعمنا السلام والإخاء، وأوضح أن صلة الأرحام أجرها عظيم وفضلها كبير وأن هذه فرصة كبيرة لأن يتصالح المتخاصمون ويتقارب المختلفون

من جهته يقول الدكتور أسامه الحديدي، مدير مركز الأزهر العالمى للرصد والفتوى الإلكترونية: إن العيد شعيرة من شعائر الله، وهو من المناسك التى تحدث عنها المولى -عز وجل- فى كتابه العزيز قائلا: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}، الحج (32)»، موضحا أن تعظيم شعائر الله من تقوى القلوب، وهو دليل على أنك صاحب قلب ورع تقي، تحب الله ورسوله وتنفذ أوامره.

وأكد الحديدى أن للعيد فوائد عظيمة فى العبادة، وفوائد عظيمة فى الشريعة، وفى النفع العائد على الإنسان بوجه عام فى إظهار شعائر هذا الدين وعظمته للناس، موضحا أننا يمكننا أن نتواصل ونتراحم ونتبادل التهانى من منازلنا عن طريق استخدام وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة، أو عن طريق الهاتف، لاسيما غن وجدت ظروف تمنع التواصل بالزيارات .

وأوضح الحديدى أن النبى «صلى الله عليه وسلم»، أراد أن يسعد أمته، وأراد الفرح لهذه الأمة، موضحا أن فرحتنا واحتفالنا بالعيد يجب أن تكون بتقوى الله، وبالتكبير والشكر لله -عز وجل- لأننا خرجنا من شهر رمضان وقد أتم الله علينا النعم، وأتم علينا صيام هذا الشهر الكريم، لأن فيه هدى ربانى قال تعالى:{وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.