الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قضاء السنن مع الفروض

ورد سؤال يقول: فاتتنى صلوات كثيرة، فهل يجوز لى وأنا أقضى الفوائت أن أصليَ سنن الصلوات الحاضرة والوتر وقيام الليل؟



ويجيب د. مجدى عاشور المستشار العلمى للمفتى قائلا: 

أولًا: من ترك الصلاة بغير عذرٍ عليه التوبة والاستغفار من ذلك الذنب .

ثانيًا: قَضاءُ الفوائت واجبٌ ولو كانت لمدة طويلة بلغت سنوات ؛ لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِك رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ، أَوْ غَفَلَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، فإن الله يقول: {وَأَقِمِ الصَّلَوٰةَ لِذِكرِي} [طه: 14].

ثالثًا: الأصل أن يقضيَ الإنسانُ ما عليه من فوائتَ ؛ لأنها واجبةٌ على الفور ؛ بمعنى أنه كلما وجد وقتًا، فعليه أن يقضيَ فيه ما فاته ولا ينشغلَ بسننٍ أو نوافلَ؛ إذ الواجب مُقدَّم على المندوب والمستحب ؛ لحديث أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قَالَ: « شَغَلَنَا الْمُشْرِكُونَ يَوْمَ الخَنْدَقِ عَنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ فِى القِتَالِ مَا نَزَلَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى: {وَكَفَى اللَّهُ المُؤمِنِينَ القِتَالَ} [الأحزاب: 25]، فَأَمَرَ رَسُولُ الله صلى الله  عليه وسلم بِلَالًا فَأَقَامَ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ فَصَلَّاهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا لِوَقْتِهَا، ثُمَّ أَقَامَ لِلعَصْرِ فَصَلَّاهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِى وَقْتِهَا، ثُمَّ أَذَّنَ لِلْمَغْرِبِ فَصَلَّاهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِى وَقْتِهَا « . وهذا مذهب الجمهور.

ويرى الحنفيَّةُ جوازَ صلاة السنن الراتبة التى لها أجرٌ منصوصٌ عليه فى الشرع مع قضاء ما عليه من فوائت.

والخلاصة: أنَّ عليك أنْ تقضيَ ما عليك من صلواتٍ ؛ إذ هى مُعَلَّقةٌ بِذِمَّتِك، حتى تستشعرَ أنك قضيتها، وذلك خُرُوجًا مِن خلاف الفقهاء، ثم تصلى بعد ذلك ما شئتَ من الرواتبِ والنوافل.