الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تصدر قريبا عن دار هاشيت أنطوان

مأساة الأرمن وعلاقتهم بمصر فى «موت منظم» لأحمد مجدى همام

فى روايته الأحدث «موت منظم»، التى ستصدر خلال أيام عن دار هاشيت أنطوان فى بيروت، يتتبع الكاتب أحمد مجدى همام، سيرة سيدة مصرية من أصل أرمني، ليطرح من خلالها المأساة التاريخية للأرمن، والإبادة التى تعرضوا لها على يد الدولة العثمانية فى 1915، ثم يتشعب السرد فى مسارات متوازية.



تبدأ «موت منظم» بصدفة تجمع السيدة ماجدة سيمونيان بالصحفى الشاب عبد الرحمن سعد، وتنطلق من تلك النقطة إلى الماضى والمستقبل، فتطرح ماجدة قصة عائلتها فى مسيرات الموت القديمة وحتى وصولها إلى مصر وتوطّنها هناك، وبالمثل يحكى عبد الرحمن حاضره وحاضر ماجدة والمشاكل التى تعترض طريقهما فى فترة الانفلات الأمنى بين 2011 و2014، والعلاقة المتأرجحة بينهما. عبر تقنية تعدد الأصوات تكتمل الصورة وتصل الحكاية إلى نهايتها القاتمة.

تنقسم الرواية التى تحكى السنة الأخيرة فى حياة ماجدة سيمونيان إلى 4 فصول: «شتاء طويل، ربيع فى القوقاز، مواعيد صيفية، خريف أسود». وتُحكى أحداثها موزعة بين عدة بلدان: مصر، أرمينيا، لبنان، أرمينيا. 

وجدير بالذكر أن الرواية حاصلة على منحة من مؤسسة «المورد» الثقافى.

نبذة من الرواية

«ركضتُ راجعًا إلى مخبئي، كنت أرتجف وأنا أحكى لنونيا عن أبناء جلدتنا الذين سيُذبحون، يومها بَكتْ حتى خارت ونامت، وبعد يومين فاحت فى البادية رائحة نتنة، وشوهدت النسور تحلِّق فى المدى. وكثُر الذباب، فعرفت أنهم قُتِلوا، وأن الشيخ أنقذنى من الموت مرة أخرى، وأن البقاء بقربه يضمن لى قدرًا لا بأس به من الأمان. كان الشيخ النعيمى دومًا يعيد على مسامع رجال عشيرته أن الشريف حسين بن على الهاشمى -وكان ملكًا على الحجاز وقتها- قد أوصى أمراء وشيوخ القبائل العربية فى الشام والعراق بحسن معاملة أبناء الطائفة اليعقوبية الأرمينية. وهذا تقريبًا ما كان الشيخ عدنان يفعله، حتى جاءت الليلة التى رجعت فيها من مضاربهم، لأجد المغارة، التى وضعت فيها أنا ونونيا بعض الخِرَق والأوانى واعتبرناها بيتًا، خاليةً. اختفت نونيا. فتَّشت البادية من أقصاها لأقصاها. بكيتُ وأهلتُ التراب على رأسي، وقبيل الصباح ركضت صوب خيام العرب لأستنجد بهم، وكانت مفاجأتى كبيرة عندما وجدت خالتى تجلس مذعورة إلى جوار زوجها الطبيب التركى الأعرج، الذى تمكَّن بشكل أو بآخر من اقتفاء أثرها».

يذكر أن أحمد مجدى همام صحفى وروائى مصرى مقيم فى القاهرة، صدر له فى الرواية «أوجاع ابن آوى»، «عياش»، «الوصفة رقم 7»، وفى القصة القصيرة «الجنتلمان يفضل القضايا الخاسرة». وفاز بجائزة «ساويرس» للقصة القصيرة 2016.