الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

دياب اللوح سفير دولة فلسطين فى مصر لـروزاليوسف:

القاهرة صاحبة يد داعمة وقوية فى التاريخ الوطنى الفلسطينى

حوار - أمانى عزام



منذ اللحظة الأولى لبدء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، بادرت مصر بتحمل مسئوليتها التاريخية والعربية بل والإنسانية أيضًا وسعت جاهدة لوقف العدوان وإعلان الهدنة حقنًا لدماء الأشقاء الفلسطينيين.

وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى مسئولية مصر التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، كما أرسلت السلطة المصرية وفودًا أمنية عالية المستوى لثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة  ووقف العدوان على الأراضى الفلسطينية المحتلة.

وانطلاقًا من المسئولية التاريخية والإنسانية أطلق الرئيس السيسى ردود مبادرة  500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة، بجانب فتح معبر رفح لعلاج الجرحى والمصابين فى المستشفيات المصرية، وهو ماجعل الجهود المصرية حديث الساعة فى الشارع الفلسطينى، كما قوبل بالتقدير من السلطة الفلسطنية.

وأشاد السفير دياب اللوح، سفير دولة فلسطين فى مصر، ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية، بالجهود المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى لوقف إطلاق النار فى غزة، قائلاً، موجهًا الشكر للقيادة المصرية على الدور الذى تبذله دعمًا للقضية الفلسطينية.. وإلى نص الحوار.. 

■ كيف قرأتم المبادرات المصرية والجهود التى سعت إلى فرض الهدنة ووقف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلى؟

- نحن نرى فى الدور المصرى دورًا رائدًا نوعيًا متقدمًا لاقى الترحيب والشكر والتقدير من الرئيس الفلسطينى محمود عباس، والقيادة الفلسطينية، والفصائل الفلسطينية كافة، والشعب الفلسطينى بكل مكوناته، حيث إن الروابط بين مصر وفلسطين هى روابط تاريخية وطنية قومية عريقة راسخة رسوخ الجبال.

مصر منذ اللحظة الأولى لوقوع العدوان بادرت وبذلت جهودًا حثيثة لوقف هذا العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة وحقن دماء الشعب الفلسطينى، كما عودتنا دائمًا فى كل الاعتداءات السابقة التى تعرض لها الشعب الفلسطينى.

الجهود المصرية نجحت فى 21 مايو يوم الجمعة الماضى فى وقف العدوان على قطاع غزة دون ترتيبات، كذلك فإن الوفد الأمنى المصرى الذى ذهب إلى غزة 3 مرات، كما ذهب إلى رام الله والتقى بالرئيس محمود عباس يستهدف وضع ترتيبات تفصيلية لصياغة وقف إطلاق النار وتثبيته لمنع تكرار العدوان على قطاع غزة، والبدء فى إعادة إعمار قطاع غزة وعدم إعاقة ذلك من قبل إسرائيل، وعدم ربط ذلك بأي ملفات أخرى أو أبعاد سياسية.

■ هل هناك تشاور مصرى - فلسطينى بشأن ما يحدث فى الأراضى المحتلة؟

- هناك تشاور مستمر بين القيادتين الرئيس عبدالفتاح السيسى، والرئيس محمود عباس، وبين الدولتين على جميع المستويات، سواء على مستوى وزراء الخارجية أو على مستوى الأجهزة الأمنية والسيادية، مصر وفلسطين فى خندق واحد ونحن كما قال الرئيس أبو مازن أكثر من مرة مصر شريك وليست مجرد وسيط بيننا وبين الإسرائيليين، ولذلك نحن نقول دائمًا: إن القاهرة صاحبة يد نظيفة وسجل نظيفة فى التاريخ الوطنى الفلسطيني، كل الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على مبادرته الكريمة بتخصيص 500 مليون دولار لإعادة إعمار قطاع غزة، وكل الشكر لمصر ووزارة الصحة المصرية ووزيرة الصحة والمستشفيات المصرية على فتح أبوابها لعلاج جرحى العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وكل الشكر على تسيير قوافل الإغاثة والدعم والإسناد من مصر إلى قطاع غزة  فى هذه الظروف الصعبة التى أعقِبت وقف إطلاق النار، واحتياجات قطاع غزة لإغاثة عاجلة.

■ كم يقدر تقريبًا عدد الجرحى الذين تلقوا علاجهم فى مصر؟

- تحديد الرقم متروك لوزارة الصحية المصرية، ولكنه يقدر بالعشرات من الجرحى وأصحاب الإصابات الخطرة، الذين وصلوا إلى المستشفيات المصرية فى العريش، وفى مستشفى معهد ناصر بالقاهرة، وأنا زرت الجرحى فى مستشفى معهد ناصر وتقدمت بالشكر والتقدير لمصر رئيسًا وحكومة وشعبًا ووزيرة الصحة والمستشفى وإدارتها على كل مايقدمونه من خدمات طبية نوعية للجرحى ومرافقيهم، ولاحظنا أن ما يقدم للجرحى هو شيء نوعى يعكس مدى الاهتمام المصرى بعلاج الجرحى وراحة مرافقيهم ونحن على تعاون مع وزارة الصحة والمستشفيات فى العريش والقاهرة.

■ كيف تابع الشارع الفلسطينى مبارة الرئيس السيسى الخاصة بإعادة إعمار غزة؟  

- أن تكون المبادرة الأولى من مصر، كان له صدى كبير، كانت مبادرة نوعية من مصر استقبلها الشعب الفلسطينى والسلطة الفلسطينية بالترحيب والثناء، المسألة ليست أرقامًا ولكنها مسألة مبدأ، وكانت بالفعل مبادرة كريمة ورقمًا كبيرًا فتخصيص 500 مليون دولار بعث الأمل لدى أبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة بأن صبرهم وكفاحهم ومقاومتهم للعدوان الإسرائيلى قوبل بالتقدير والثناء من الأشقاء العرب والشقيقة الكبرى مصر، فهم الآن ينتظرون إعادة إعمار بيوتهم ومنازلهم التى دمرت فى هذا العدوان، الآن لدينا ما لا يقل عن 70 ألف مواطن فلسطينى فقدوا مساكنهم سواء بشكل كلى أو تضررت منازلهم بشكل جزئى.

■ هل بالفعل تم تحديد عقد مؤتمر دولى للسلام وهل فى حال عقده تتوقعون أن ينجح فى إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية؟

- السيد الوزير سامح شكرى، والسيد الوزير أيمن الصفتى وزير خارجية الأردن وصل إلى رام الله وكان هناك لقاء مصرى أردنى لوزراء الخارجية فى عمان وحضر أيضًا وزير الخارجية الأمريكى وزار إسرائيل ورام الله ومصر وعمان وحضر أيضًا وزير خارجية بريطانيا والتقى بالإسرائيلين والسيد الرئيس محمود عباس، وهناك الآن غرفة عمليات سياسية وشراكة مصرية أردنية فلسطينية من خلال تحرك سياسى جدى وفاعل واستثمار كل الفرص المتاحة أمامنا فى فلسطين من أجل إنهاء الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى وإنهاء الاحتلال الإسرائيلى وتمكين الشعب الفلسطينى من العيش بحرية وكرامة وممارسة حياته الطبيعية والسياسية والإنسانية والعودة لحدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لذلك الآن مصر الشقيقة الكبرى وأنا قلت سابقا مصر ليست مجرد دولة عربية إفريقية فقط ولكنها دولة محورية على مستوى الشرق الأوسط وعلى مستوى الإقليم وعلى مستوى العالم تحظى بثقة من كل الأطراف فى فلسطين والمجتمع الدولى، والاتصالات التى جرت بين السيد الرئيس بايد والسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى تؤكد محورية هذا الدور وثقة الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولى فى الدور المصرى.

ونحن أيضًا نقول: إن مصر هى القادرة على قيادة تحرك سياسى فى هذه المرحلة جنبًا إلى جنب مع الرباعية الدولية لذلك ندعم أن تكون مصر طرفًا أصيلًا مع الأردن الشقيق فى الرباعية الدولية من أجل قيادة هذا التحرك السياسى وإنهاء الصراع، ووضع المنطقة على أعتاب مرحلة جديدة لأن حل القضية الفلسطينية يعتبر نزعًا لفتيل النار والأزمة الموجودة.

■ ما تفاصيل صفقة الإخوان المسلمين» الخاصة بتوطين الفلسطينيين على جزء من أرض سيناء إبان حكم الجماعة لمصر قبل ثورة 30 يونيو؟

- مشروع التوطين فى سيناء مشروع إسرائيلى - أمريكى قديم وضع على الطاولة بعد نكبة 1948، وهذا المشروع رفض كليًا من الشعب الفلسطينى.

ولكن ما نتحدث عنه حديثًا أكبر من التوطين بكثير، وهو إقامة دولة فلسطينية فى قطاع غزة وعلى جزء من أراضى سيناء المصرية، وهذا يعنى سلخ قطاع غزة عن الجغرافيا الفلسطينية، وسلخ سيناء عن الجغرافيا المصرية، وإقامة دولة هناك أو إمارة أو ما شابه، ونحن نؤكد أن القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطينى بكل مكوناته رفض هذا المخطط جملة وتفصيلًا، وأكدت القيادة الفلسطينية احترامها لسلطة مصر على كل سنتيمتر من أراضيها، ومصر رفضت وما زالت ترفض هذا المخطط الاستعمارى لأنه كان يستهدف بالأساس المساس بالسيادة المصرية وسلخ سيناء عن الجغرافيا المصرية.

نحن نحيى ثورة 30 يونيو التى قادها الرئيس عبدالفتاح السيسى، والتى أعادت الأمور إلى مسارها ونصابها الصحيح، ونحن نتمسك بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على أراضينا كاملة التى احتلت عام 1967، وكما قلنا سابقًا لا دولة فى غزة ولا دولة دون غزة، ولا عاصمة فى القدس وإنما القدس الشرقية بكامل حدود 1967، هى عاصمة دولة فلسطين.

حينما أنشأنا مطار غزة الدولى أنشأناه على أراض فلسطينية، ولم يتم إنشاؤه على أراض مصرية منعًا لأى تفسيرات أخرى، نحن ومصر فى خندق واحد ندافع عن سيادتنا المطلقة على أراضينا، سيادة مصر على أراضيها، وسيادة فلسطين على أراضيها، لذلك نحن نرفض كل هذه المشاريع سواء الخاصة بالتوطين أو مقترح إقامة دولة فلسطينية فى غزة وعلى جزء من أراضى سيناء، وهذا المشروع توقف بالفعل ولن يرى النور مطلقًا.

■ ختامًا ما الرسالة التى توجّهها؟ 

- السلطة الوطنية الفلسطينية، ورئيس دولة فلسطين محمود عباس أبومازن هما العنوان الشرعى والرسمى للشعب الفلسطينى وهذا متفق عليه فلسطينيًا ومدعوم مصريًا وعربيًا ودوليًا.