الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«أوبرا عايدة» بديكورات ضخمة وملابس مميزة خارج «المسرح الكبير»

يبدو أن أزمة تفشى فيروس «كورونا» منحنا الفرصة لإعادة اكتشاف مدى قدرتنا على التعايش والمواءمة مع الوضع الجديد؛ ففى ظل هذه الأزمة بدأنا نبحث عن مخرج للاستمرار؛ استمرار انتاجنا الفنى بشكل يليق بنا وبقوتنا الناعمة؛ وبالتالى قررت دار الأوبرا برئاسة الدكتور مجدى صابر الإقدام على تجربة صعبة بتقديم اوبرا «عايدة» بديكورات ضخمة وملابس مبهرة واروكسترا كامل خارج أسوار المسرح الكبير على خشبة مسرح النافورة بالهواء الطلق؛ وهو ما يعد تحديا كبيرا على مستوى الصوت والأداء الفنى والعزف الموسيقى بجانب مدى إمكانية استيعاب مسرح النافورة لتلك الديكورات والأعداد الهائلة التى تحتوى عليها اوبرا عايدة من مطربين وراقصين وكورال ومجاميع.



استبدل المخرج هشام الطلى مع مهندس الديكور محمد عبد الرازق الديكورات الكثيرة بأخرى تحتفظ لعايدة بهيبتها وثرائها الفنى فافترش مدخل مسرح النافورة بديكورات المسلات الفرعونية؛ بجانب بناء المسرح بديكورات بدت ضخمة لكنها شديدة الرقى والاتساق مع الشكل الخارجى لدار الأوبرا المصرية؛ مما منح العرض حالة من العظمة التى بدت معها عظمة وحضارة مصر فى المزج بين المعمار الفنى لدار الأوبرا بقبتها التى جاورت ديكورات عايدة خارج المسرح الكبير؛ فامتزجت الحضارة المصرية القديمة بنظيرتها الإسلامية؛ انعكس هيبة المكان والمنظر المسرحى الذى خرجت عليه «عايدة» على مشاعر الحاضرين وادخلتهم فى حالة من السعادة والدهشة من الوهلة الأولى؛ انسجم الجمهور مع هذه الفخامة الفنية التى بدت عليها «عايدة» رغم بساطتها.

يأتى بعد ذلك بناء حفرة بالخارج مخصصة لأوركسترا القاهرة السيمفونى المصاحب للأوبرا بقيادة المايسترو الإيطالى إليو أورتشولو؛ الذى أتقن قيادة الأوركسترا فى حضور وزيرة الثقافة الدكتورة ايناس عبد الدايم؛ فلم يتفوق صناع عايدة فى اتقان عناصر تكوينها الخارجى فقط؛ بل كان لجدارة خروج الصوت بهذا الوضوح والانضباط والدقة أكبر تحد ربما يواجه هذا النوع من العروض التى يتم عرضها خارج مسارحها الأصلية؛ خاصة إذا كانت فى الهواء الطلق تحتاج هنا هندسة الصوت إلى عملية شديدة التعقيد لضبطه وخروجه على أكمل وجه سواء الصوت الخاص بعازفى الأوركسترا داخل الحفرة الجديدة؛ وصوت المطربين الذين يؤدون أصعب انواع الغناء «الأوبرالي»؛ خرج الصوت فى هذه المرة فى أفضل حالاته ربما أفضل من عروض عايدة جميعها على خشبة المسرح الكبير؛ دقة ومهارة واحتراف شديد فى تقديم عمل بهذه الضخامة والتعقيد الفنى بهذا الشكل الراقى وغير المتكرر فى مغامرة لتقديم مقتطفات من اوبرا عايدة؛ فلم يسعفهم الوقت لتقديمها كاملة نظرا لطول العمل المسرحى الغنائى حيث تم تقديمها الأسبوع الماضى فى وقت تطبيق مواعيد الحظر.