الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ديارنا «عامرة بأهالينا»..المنتجات التراثية تتحدث عن مصر

يضم معرض « ديارنا» التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، عددًا من الحرفيين، أصحاب المهن المختلفة، الذين يقومون بعرض منتجاتهم داخل المعرض، ويهتم المعرض بعرض المنتجات التراثية الحرفية التى تتحدث عن مصر، ويتميز بوجود حرفيين على أعلى مستوى لهم حكايات كثيرة مع التراث الذين يقومون بتصنيعه. 



والتقينا بنماذج ناجحة فى هذا المعرض التى يقام سنويا

واللاتى سردن قصص نجاحهن ونتعرف على بعضهن  النموذج الأول

فمنذ ثلاثة أعوام  فقط قررت الأربعينية انتصار بدوى أن يكون لها مشروع خاص، للمفروشات المطرزة يدويا، والأخرى المطرزة على الماكينة، بعد أن بقيت تعمل لنحو 25 سنة، فى تدريب الفتيات فى مدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية بحلوان والتى تقبل الطالبات الحاصلات على الشهادة الإعدادية.

وكنت قد ادخرت 15 ألف جنيه، اشترت بها قماشًا لتبدأ بها المشروع، وماكينة بالتقسيط، واختارت إحدى غرف شقتها لتصبح مشغلا، وخلال عامين أصبح لديها 5 ماكينات وتعمل معها 5 فتيات فى الخياطة والتطريز و«الأوفر» أو السرفلة والتقفيل، وأجر الفتيات بحسب الإنتاج.  

  «فرصة» للتأهيل لسوق العمل ودعم المشروعات متناهية الصغر

وصرحت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى بأن المعرض يأتى فى إطار جهود وسياسات وزارة التضامن الاجتماعى لتقديم مختلف سبل الدعم لصغار المنتجين والترويج للمنتج المصرى.

وأضافت أن المعرض يحمل عددا من الرسائل التسويقية أهمها ترويج المنتج المصرى ودعم صغار المنتجين العاملين فى مجال الأخشاب والأجهزة الكهربائية، خاصة فئة التعاونيات الانتاجية فى مجال صناعة الأثاث وممثلى مدينة الأثاث بدمياط التى تستهدف دعم الصناعة الوطنية.

وأشارت إلى أن المعرض يستهدف ترشيد الاستهلاك المبالغ فيه فى تجهيز منازل الزوجية، وخفض نسبة المواطنين المعرضين لأن يكونوا غارمين بسبب الاستدانة والاقتراض، والتركيز على بناء أسرة سليمة.

ويضم المعرض المقام بصالة جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة بأرض المعارض بمدينة نصر، عروضا مختلفة دعما لتجهيز العرائس من بينها ٤ غرف بقيمة ٢٠ ألف جنيه، بالاضافة إلى عرض آخر يضم ٤ غرف والاجهزة الكهربائية بقيمة ٣٠ ألف جنيه، فضلا عن العديد من العروض الاخرى التى تستهدف تقديم تكلفة أقل لتجهيز العرائس المقبلين على الزواج، ويستمر المعرض حتى الاثنين الموافق  ١٣ يونيو الجارى  وسط تطبيق الاجراءات الاحترازية بمشاركة الهلال الأحمر المصرى، ويفتح أبوابه للجمهور من 10 صباحًا إلى 10 مساءً بمشاركة ٣٠٠ عارض من بينهم ٢٠٠ عارض لمنتجات الأثاث من صغار المنتجين التابعين للجمعيات التعاونية الإنتاجية ومنتجى مدينة الاثاث بدمياط .

كما يشارك فى المعرض ١٠٠ عارض لمستلزمات المفروشات من منتجات الجمعيات الاهلية والأسر المنتجة من محافظات القاهرة،الوادى الجديد،شمال وجنوب سيناء،الفيوم، الغربية، دمياط المنوفية، القليوبية، الاسكندرية، أسوان، سوهاج والبحر الاحمر، كما تشارك بالمعرض «شركة الأزياء الراقية» بسلع معمرة واستهلاكية لاستكمال منظومة تجهيز العرائس من أجهزة وأثاث ومفروشات.

وتقدم وزارة التضامن الاجتماعى من خلال المعرض عددا من الرسائل التى تستهدف تشجيع  صغار المنتجين فى إطار برنامج «فرصة» للتأهيل لسوق العمل ودعم المشروعات متناهية الصغر، والمساعدة فى تسويق المنتجات الصغيرة والحرفية، فضلا عن ترشيد الاستهلاك المبالغ فيه فى تجهيز منازل الزوحية، وخفض نسبة المواطنين المعرضين لأن يكونوا غارمين بسبب الاستدانة والاقتراض، والتركيز على بناء أسرة سليمة.

درغام: الصبر والإتقان والجدية أسباب النجاح

قواعد للأوانى الساخنة ومعلقات  مضفرة بألوان هادئة من نسيج مجموعة ألياف صناعية، توصل لخلطتها محمد درغام، الأستاذ بقسم النسيج بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان، بعد ثلاث سنوات من التجريب، وبخبرة دراسته حتى وصل فى عام 2017 ، إلى تحويل فكرته من فن تراثى الى منتج متعدد الوظائف.

فكرة المشروع هى تطويع بعض الخامات النسجية ذات الخصائص الطبيعية والكيميائية، وتشكيلها بأسلوب مبتكر استنادا إلى خبرتى فى المنسوجات والفنون، بسمك وألوان ومواصفات مختلفة وتجميعها معا، بتصميم لمنتجات متعددة تناسب طبيعة الخامات ووظيفة المنتج.

مفارش وسلال تخزين بأشكال وأحجام مختلفة، مشايات وسجاد ومعلقات جدارية، وحقائب اليد والمحافظ وشنط البحر، كلها جاءت بعد دراسة لاحتياجات الأسواق، وتحديد أولويات الإنتاج، كما يقول د. درغام.

الصبر والإتقان، والالتزام، والجدية، والتركيز، وتقبل الصعوبات بصدر رحب، وحب العمل والثقة بالنفس وبالمنتج، هى نصيحة د. درغام لكل من يريد أن يبدأ مشروعا خاصا.

 يختتم درغام: اشتركت فى معارض كثيرة، وما زالت معارض القاهرة الأكثر مبيعا بالنسبة لمنتجاتنا، أتمنى أن تساهم وزارة  التضامن الاجتماعى فى تدريب أصحاب الحرف اليدوية على تطوير منتجاتهم باستمرار لتلائم السوق وتستطيع المنافسة فى الأسواق الخارجية، لننقل تراثنا للخارج، ونساهم فى اقتصاد الأسر العاملة واقتصاد مصر.

 

العسال: نقاوم ثقافة «التوك توك» بحب الفن والحرفة

لوحات ديكوباج، فخار، مقاعد وتابلوهات وطبالى خشبية بلمسات فنية ويد مبدعة، شارك فى صنعها نحو 16 صبيا وصبية بمنطقة مصر القديمة، حسبما يحكى قصة المنتجات محمد العسال مدير تسويق مؤسسة حرفة للتراث والفنون اليدوية.. المؤسسة بدأت العمل فى 2016 بمنطقة الفسطاط بمصر القديمة، بفكرة من الأستاذ محمد حسن، لخدمة الحرفيين، ولجذب الأطفال الذين تركوا التعليم من أجل مكسب قيادة التوك توك، أو لعدم حبهم للمدرسة، فتحاول المؤسسة أن نحببه فى الحرفة والفن والعمل وسط المجموعة، والمشاركة طويلا فى نقاش من أجل حب العمل الحرفى.. مدخلنا إلى الطفل من خلال مساعدة الأم المعيلة وأطفالها، لتصبح الأسرة منتجة، ويمكن أن تختار الأسرة أو الأفراد بين تعلم الديكوباج أوالفخار والصينى أوقسم النجارة، الذى ينتج الطبالى الخشب والمقاعد، بإشراف المهندس شادى حسن، الذى يقوم بالتصمم والتدريب والإشراف على الانتاج.. المؤسسة توفر الخامات والتدريب على عمل الأشكال الصغيرة، وشيئا فشيئا يمكن للأم أو الابن أو الابنة صنع المنتجات الكبيرة الحجم، وتسوق الجمعية منتجاتهم عبر المعارض أوالجاليريهات، وعندما يباع المنتج يأخذ الصنايعى حقه.. يبتسم العسال وهو يتذكر بعض المواقف مع الشباب أو الأطفال، «قد يحدث أن يأخذ البعض الخامات ولا يعودوا، لكن البعض الآخر يستمر ويكمل معنا الطريق، لدينا الآن 8 أسر مستمرة فى العمل والانتاج، منهم 16 صبيا وفتاة، وتتميز منتجاتهم بألوان البهجة التى تصبح مصدر فرح لمقتنيها، علاوة على حملها لطاقتهم الإيجابية فى العمل وحبهم وتقديرهم للحرفة، رغم كل المصاعب التى عاشوها.

ماجدة: مشاركتى عمل وطنى ونضال ضد ثقافة التسول

ماجدة حسن محمد، إخصائى التشطيب بجمعية الشابات المسلمات بالعريش، التى تعد أقدم الجمعيات فى شمال سيناء، تعرض منتجات الفتيات والسيدات اللاتى يتعاملن مع الجمعية بحب لصاحبات هذه الأنامل اللاتى دربتهن بنفسها، ليتمكن من كسب رزقهن من عرق الجبين.

تعطى ماجدة السيدات المعيلات والفتيات البدويات القماش، والخيوط وتدربهن على الغرزة السيناوية، لمن لا تعرفها، وتوفر لهم الرسمة المطلوبة، بعدها يمكن للفتاة أو السيدة أن  تعمل من بيتها، بحسب ما تسمح لها ظروفها، وعندما تنتهى من القطعة المطلوبة تدفع لها ثمنها، لتغلفها وتعرضها فى المعرض الدائم بالعريش أو فى معرض ديارنا.

تضيف ماجدة نسبة ربح 20% على حاصل جمع ثمن المستلزمات ومقابل الصنعة الذى تحصل عليه الفتاة، لتحسب ثمن المنتج النهائي، فشنطة اليد المطرزة مثلا بـ150 جنيها، وشنطة الظهر بنحو 200 جنيه وهكذا.

تقوم ماجدة بفرد الشيلان والبلوزات لزائرات معرض ديارنا، مؤكدة على الخصم الخاص للمعرض «عشان نقدر نحافظ على تراثنا لم تعد الغرزة السيناوية قاصرة على الأزياء البدوية التقليدية، بل نزين بها منتجات عصرية بالموتيفات البدوية مثل شنط الظهر وشنطة المولود وشنطة اليد والكمامة، والفيزت والكوفية وغيرها.

تصمم ماجدة أشكالا جديدة لتوزيع التطريز على الشنط أو الصدريات أو الشيلان، تتخيل التصميم الجديد أولا، وإذا استقرت على الشكل ترسمه على الورق، وتبدأ التنفيذ بالغرزة، أما الثوب فلا تستطيع أن تغير فى أشكال موتيفاته أو كما تسميها «شكل الوردة» لأن لكل قبيلة وردة معروفة، تحافظ عليها كتراث تتوارثه الأجيال.

تعتبر ماجدة دورها فى تدريب الفتيات وتسويق منتجاتهن، دورا وطنيا للحفاظ على التراث والهوية المصرية، وشرف لتشجيع العمل وكسب الرزق باليد وعزة النفس، ونضال ضد ثقافة التسول، فى زمن يستسهل فيه الكثيرون قبول المساعدات فى الوقت الذى يستطيعون فيه العمل والتعفف. 

تشعر ماجدة بأن نضالها هذا يقدره الكثيرون من رواد معرض ديارنا الذين لا يفاصلون فى الأسعار، ويأتون لشراء احتياجاتهم وهداياهم من المعرض، تشجيعًا لتلك الروح ولهذا الدور.