واحة الإبداع
لقـاء بعيـد
الأعمال للفنان: ديميترى تشيباروس
يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين. إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة بإرسال مشاركتك من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:
لقـاء بعيـد
قصيدة
مروة المرنح/ رشيد – البحيرة
إننى هنا...
مازلتُ فى الانتظار،
لغدٍ قريب،
يُكملُ محطاتِ الطريق،
ويعيشُ على بعضِ فُتاتِ الأملِ الذى يتأرجح يُمنةً ويسارًا...
إننى هنا ولازِلتُ هنا…
أكونُ كما أكون...
أَحمِلُ معى مِشكاةِ نورِ الصباح،
أسيرُ ببطءٍ على الطريق …
وحدى،
أرسُمُ علاماتِ هداي…
أَخُطُ بيدى قصةَ حياة…
وأسعى إلى ما أُريد…
أمضى إلى مسعاى…
وأحلم أن أصيرُأنا…
إننى هناك ولست هنا…
نصفُ حُلمى يمضى معى،
ويصاحبنى فى سفرى الطويل…
ونِصفُه الآخر هناك فى النهاية،
مازالَ يَمكثُ فى ساحةِ الانتظار…
ولازالَ يحلمُ بدفءِ اللقاء…
مازالَ يرسمُ صورتُه فى مُخيلتِه،
كيف يكون اللقاءَ يا صاحبى؟
كيف لنصفىّ روحٍ أن يلتقيا فى نهايةِ المطاف…
بعد فراقٍ طويلٍ فى طريقٍ مزدحمًا بالمغريات…
أخبرنى كيف يكونُ شغفُ اللقاء؟
أيكون لقاءً دافئًا مُبهِجًا مكلّلًا بِتعبِ ما فات؟
أم يكونُ لِقاءً عابرًا بين غريبينِ التقيا عند مفترقِ الطرقات؟
أيعرفُ كلاهما البعضُ بعد طولِ الغياب؟
أتساءلُ حقًا…
هل أصبحُ أنا كما كنتُ من قبل أنا؟
أم أصبحتُ أنا كما لم أكن من قبل أنا؟
لازلت هنا وفى طريقى إلى هناك…
أُكمِلُ مسعاى الطويل،
أركضُ وأركضُ وأركضُ،
أتعبُ، فأستريحَ وأهدأ،
أعودُ، فأمشى وأهرولُ سعياً،
وأعودُ لأركضَ ثانية…
إلى هناك،
حيث أكون فأصبح أنا،
كما لم أكن من قبل أنا
