الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«مكتبة البرج».. مبادرة لتشجيع أطفال الجيران على القراءة

بورقة بسيطة حملت عبارة مباشرة تقول «مكتبة البرج» أطلق الشاب مصطفى كمال ابن محافظة أسيوط مبادرة لتشجيع أطفال الجيران على القراءة، وهى الفكرة التى لاقت قبولاً وتقديراً من جانب السكان وأطفالهم وقوبلت بشىء كبير من التفاعل.



مصطفى يعرف نفسه بأنه أحد المهتمين بتنمية ونشر الثقافة فى الصعيد، ويعمل فى مجال تسويق الكتب وتنظيم معارض الكتاب والأحداث الثقافية الأخرى، فكر فى أن يبدأ من دائرته وجيرانه، فقرر أن يدشن مكتبة مجانية للأطفال يمكنهم استعارة الكتب منها دون مقابل لتنمية هواية القراءة لديهم، وفوجئ بردود الفعل الإيجابية من الأطفال وذويهم على الفكرة. 

وحكى مصطفى أنه انتقل للسكن فى هذا البرج منذ 9 أشهر، قائلا: «كانت هناك حالة من عدم الاهتمام بالبرج ( العمارة)، لا يوجد تعاون بين السكان، وكل ساكن فى انتظار غيره هو من يعمل، وهو ما دفعنى لقبول عرضا بأن أكون المسئول عن الأمر بعد شكاوى متكررة من تأخر إنجاز بعض الأشياء المتعلقة بالمكان«، مشيرا إلى أن هذا العرض جاء كمحاولة للتعجيز.

ويضيف «كمال» حاولت أن أنقل خبرتى التى حصلت عليها من العمل فى المجتمع المدنى والتطوعى والمبادرات المجتمعية والثقافية، إلى السكان كمجتمع أصغر، لافتا إلى أنه اهتم بالأمور الأساسية كالصيانة والنظافة والتجميل، متوقعا اعتراض السكان على التكلفة، لكن هذا لم يحدث بالعكس وجدت ترحيبا كبيرا والتزام الجميع بدفع المساهمات المطلوبة، وبدأ البعض يطرح أفكارا مميزة تساهم فى جعل البرج مجتمع أفضل.

وحول فكرة المكتبة قال: «أنا بحب الكتب والقراءة ولى كتاب عنوانه «متعة القراءة» هدفه التشجيع والتحفيز على حب القراءة والاقبال عليها فدائما أحاول عمل مبادرات تلفت النظر للكتاب وأهميته وكانت آخرها مبادرة «كتاب مش تاب»، فكان التفكير فى تفعيل المبادرة داخل المكان الذى أسكن فيه لتشجيع السكان وأولادهم على القراءة، وأيضا أمنحهم إحساسا أن  التعاون فيما بيننا سيجعل مجتمعنا الصغير أفضل».

وتابع «بدأت فى إعداد مكتبة خشب صغيرة، واختارت مجموعة من الكتب المتنوعة التى تناسب كل الأعمال الأطفال والكبار، وكان رد الفعل بالنسبة لى مبهر وفاق التوقعات خاصة من الأطفال والشباب، فبجانب كتب ورقة بالكتب المستعارة، بدأوا فى الاهتمام بنظافة المكتبة وترتيبها.

ويشير إلى أن مصدر السعادة بالنسبة له كان فى ردود الأفعال الإيجابية التى وجدها من السكان وأطفالهم، قائلا: » كل اللى فات عادى طبعًا.. اللى فرحنى جدًا الحقيقة هو وأنا نازل تانى يوم بعد تركيب المكتبة لقيت الشباب الصغير اللى فى البرج كاتب ورق على سبورة الملاحظات، كل واحد باسمه وعنوان الكتاب أو القصة اللى استعارها».

ويستكمل مصطفى «أنا فعلا مكنتش متوقع، وحركة الكتابة اتفاجئت بيها وخلتنى أحس بسعادة شديدة وحسيت إن الحاجة البسيطة دى ممكن تفرق فى تكوين فكر طفل أو ناشئ أو حتى حد كبير ممكن يتشجع ويقرر ياخد كتاب يقرأه».