الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أزهريون ردا على الشائعات

الامتناع عن أخذ لقاح كورونا حرام شرعًا

رغم سعى الحكومة  لتحصين المواطنين من فيروس كورونا عبر توفير كميات كبيرة من اللقاحات، وتيسير إجراءات الحصول عليه إلا أن هذا السعى قابله ظهور  عدد من الشائعات التى تحظر الناس من اللقاح ، وترى انه يضر بالصحة.. 



ومن هنا يأتى السؤال: «ما حكم الامتناع عن أخذ اللقاح؟»، وهل يأثم الناصح بعدم تلقيه؟، وماذا عن تسببه فى نقل العدوى لغيره التى قد تسبب الوفاة وانهيار أسر كاملة، وماذا عن مبررات الامتناع عن أخذه؟ الدكتور حامد أبوطالب، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وعميد كلية الشريعة والقانون الأسبق، أكد أنه طالما تم توفير اللقاح، وتمت تجربته وتحصين عدد كبير من الناس به ولم يتبين أن وراء هذا التطعيم مشكلة، فيجب على كل إنسان عاقل أن يشرع فى تطعيم نفسه، ولا يلتفت إلى أقوال المرجفين الذين يرهبون الناس من أخذه ويعتمدون على إحساسهم الشخصى دون تجربة اللقاح.

وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية فى تصريحات لـ«روزاليوسف»، أن اللقاح لم تترتب عليه حتى الآن أية أضرار صحية تؤثر سلبًا على سلامة الإنسان، بالفعل تم تطعيم ما يزيد على مليونى شخص فى مصر بسلامة تامة.

وتابع الدكتور حامد أبوطالب:  وبناء على ذلك فإن أى إنسان يمتنع عن التطعيم يكون مُلقيا بنفسه فى التهلكة، وهذا أمر محرم شرعًا عملًا بقول الله تعالى : وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ - البقرة:195 –

وحذر عضو مجمع البحوث الإسلامية من هؤلاء المُشككين فى فاعلية اللقاح من أن يكونوا سببًا فى إلحاق الأذى بغيرهم قائلًا: «ستُحاسبون على ذلك لأنكم ستكونون سببًا فى هلاك أحدهم بعد فوات الأوان إذا أصابه الفيروس ولم يتمكن الأطباء من علاجه».

وناشد الدكتور حامد أبوطالب جميع العُقلاء بالإسراع فى التسجيل والحصول على اللقاح بأقرب وقت ممكن، خاصة أن الدولة تبذل جهودًا مُضنية لتوفيره بشكل عادل على جميع أنحاء الجمهورية.

من جانبها شددت دكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن حماية النفس البشرية جزء مهم من عقيدة المسلم لأنها من المقاصد الأساسية.

تابعت فى تصريحاتها لـ»روزاليوسف» أن الامتناع عن أخذ اللقاح يأتى غالبًا مدفوعًا بآراء الجهلاء المُحرضين، أو الحاصلين على اللقاح الذين لم يتحملوا آثاره الجانبية، قائلة: «الدواء مُر، لكن لا بد منه».

وأكدت د. آمنة نصير، أن ذلك الشخص الممتنع عن أخذ اللقاح إذا نقل العدوى لأبيه أو أمه أو أى شخص وتسبب فى إيذائه أو وفاته فسيكون مُتحملا لوزره أمام الله يوم القيامة.

وأوضحت» نصير «أن أخذ اللقاح فى هذه الحالة واجب شرعي، لأن المصلحة العامة مُقدمة على المصلحة الخاصة، والجميع يعيش فى مجتمع واحد، والشريعة تعمد إلى حماية النفس البشرية.

وأضافت د. آمنة نصير: »هذا الأمر أيضا حق قانونى ينبغى على الإنسان أن يلتزم به طالما أن الدولة والحكومة أمرت بذلك، ونحن نقول سمعًا وطاعًا لأن ولى الأمر ملزم بحماية رعاياه، وبما أن ولى الأمر قد تحمل مسئوليته أمام الله وأمامنا، فمن واجبنا أيضًا أن نساعده على حمياتنا والحفاظ على الآباء والأمهات والعجائز والشباب«.

وأشارت إلى أنه لا ينبغى للإنسان أن يمتنع عن تعاطى لقاح كورونا الذى أوجبت عليه الدولة تعاطيه، إلا لسبب ضرورى كأن يكون هذا اللقاح سيؤدى به إلى الوفاة، فوقتها عليه أن يخبر المختصين بهذا الأمر.

من جانبه أكد الشيخ شوقى عبداللطيف، وكيل أول وزارة الأوقاف، أن الإسلام دين الحذر، عملًا بقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا»، فالحذر من أوجب الواجبات الشرعية.

واستشهد الشيخ شوقى بالآية الكريمة: »وَأَنفِقُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ«، مشيرًا إلى أن الإنسان هو بنيان الرب وليس ملكًا لنفسه، وإنما لله ثم لنفسه ومجتمعه وأسرته، فالكون خُلق لأجل الإنسان، ويجب المحافظة عليه.

وحذر» شوقى« من الاستهانة بعدم أخذ لقاح كورونا، وما يترتب عليه من مضار للإنسان وللمحيطين به، قائلا: » الإسلام دين الأخذ بالأسباب وليس دين التواكل، وإلا لما أنزل الله من دواء لكل داء«.

وشدد وكيل الأوقاف الأسبق على ضرورة الانصياع لجميع الإجراءات الطبية الوقائية التى من بينها أخذ اللقاء، فالدعاء وحده ليس سبيل الخروج من الأزمة الراهنة، وإنما الأخذ بالأسباب أولا ثم الدعاء والتوكل على الله.