الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بريد روزا

أمى تضيع

تحية طيبة لبريد روزا وبعد... 



أنا زوجة فى الخامسة والعشرين من عمرى أعيش بمحافظة ساحلية وحاصلة على مؤهل عالٍ، زوجى يعمل موظفًا بإحدى الشركات، مشكلتى التى أكتبها لكم سيدى الفاضل تخص والدتى لكنها تمسنى بكل تأكيد، نحن أسرة بسيطة تنتمى لإحدى مدن الأقاليم، كان جدى لوالدتى رحمه الله رجلًا بسيطًا رزقه الله ببنت وحيدة تتمتع بدرجة كبيرة من الجمال وهى أمى، لكن كما يقولون - «الحلو ميكملش» فقد ابتلاها الله وهى فى الثانوية العامة بحالة مستعصية تشبه الصرع تأتى على فترات واحتار الأطباء فيها، تكون على شكل موجات من الهياج العصبى إذا تعرضت لضغوط نفسية، وتتم السيطرة عليها بحقنها بضعة أيام تحت إشراف طبى بالمستشفى ثم تخرج وتعود لطبيعتها،، تزوجت من أبى عندما كانت فى التاسعة عشر ورآها أثناء عمله بالصعيد مع مقاول فأعجب بها ثم انتقلا للعيش بمحافظته، وارتضى به جدى رحمه الله ووافق عليه رغم أنه يجهل القراءة والكتابة بسبب رفض الخطاب المناسبين تحمل أعباء مرضها غير الواضح والمزمن. بعد زواجها بعام أنجبتنى ثم شقيقتى وتلانا شقيقنا الوحيد، حصلت أنا وشقيقتى على مؤهل عالِ وتزوجنا سريعًا، بينما تسرب شقيقنا من التعليم وعمل بورشة أبي، مر والدى بظروف وضغوط معيشية صعبة اضطرته للموافقة على عمل والدتى سكرتيرة لمهندس استشارى كبير بمحيط إقامتها، ثم استمرت الحياة هكذا حتى تزوجنا واستقر كل منا فى شقته، وفى أحد الأيام كنت أتسوق فى «مول» يبعد قليلا عن مكان سكنى وإذا بى أفاجأ بوالدتى مع رجل غريب لا أعرفه، تسمرت فى مكانى غير مصدقة ثم تمالكت نفسى واتصلت بوالدى أسأل عنها فأخبرنى بأنها ستتأخر قليلا بالعمل، وهنا تأكدت بأن ما أراه حقيقة فظهرتُ لها وإذ بالرجل ينصرف من أمامى فى لحظات بينما هى لا تبالى كثيرًا، اصطحبتها لشقتى لأنفرد بها أثناء وجود زوجى بعمله وسألتها عن هذا الرجل فانخرطت فى البكاء وطالبتنى بأن أتركها تعيش حياتها كما تحب لأنها كرهت أبى الذى لم تنسَ له حبسها بالمنزل عندما كنا صغارًا أثناء نوبتها العصبية، لا يهتم إلا بإطعامها حتى تعرف جدتى بالصدفة فتخبر ابنة خالتى التى تعيش بالقرب منها لترافقها بأحد المستشفيات حتى تعود لبيتها دون إخبار جدى كى لا تتسبب فى طلاقها،، ثم أخبرتنى بأن هذا الرجل هو صاحب الشركة التى تعمل بها وهى قالت له بأنها مطلقة ووحيدة وهو معجب بها وتخطط للزواج منه والهروب من سجن أبى ليعرف قيمتها، حاولت إقناعها بشتى الطرق أن ما تفعله سيدمرنا جميعًا وهى لا تهتم، أصبحت لا أستطيع فعل أى شيء أستاذ أحمد، فإذا أخبرت زوجى سأفضح والدتي، كما أن والدى إذا علم بما حدث قد يقتلها - ومن غير المنطقى أن أصدمه فى شرفه برغم أن والدتى أقسمت بالله أنها لم تخُنه،، فماذا أفعل؟ 

إمضاء ح. س

عزيزتى ح. س تحية طيبة وبعد ...

رغم أن والدتك تبدو جانية فى حق نفسها وحقكم لوجود رجل غريب فى حياتها، إلا أنها مجنى عليها فى الأساس بسبب إهمال والدكم لظروفها الصحية بعد تقبله لها ثم تخليه عنها وتركها تصارع نوباتها العصبية بين جدران الوحدة فى محبس الزوجية كحل غير مكلف، وبديل عن إنقاذها من تفاقم حالتها. تلك التفاصيل المحزنة كانت كفيلة بإحداث فجوة كبيرة جعلتها تكرهه، فهى ما بين تقبل الحياة رفقته حتى يشق كل منكم طريقه، وبين الخلاص من قبضته عسى أن تجد من يعوض صبرها خيرًا. الملفت هو انتقامها بطريقة هيسترية وغير منطقية بعدما أخبرت رئيسها بالعمل أنها مطلقة، وهى تخطط للزواج منه رغم أنها لازالت على ذمة أبيكم، وهذا دليل قوى على إصابتها بدرجة من درجات الاكتئاب والتشوش الذهنى مما يشعرها بعدم القدرة على مواجهة أبيكم وفقد الأمل فيه.. المشكلة تكمن فى حالتها غير المستقرة التى قد تدفعها لإلحاق الأذى بنفسها لأنها تصارع فى عدة جبهات داخلها - لا تقوى عليها بمفردها، وهذا أمر غير جيد على الإطلاق لأنه قد يقودها للانتحار إذا لم تجد من يؤمن بمعاناتها ويساعدها على تضميد جراحها، من جهة أخرى هى عرضة للاستغلال من قبل المهندس مالك الشركة التى تعمل بها، وهذا سيكون بمثابة صدمة جديدة إذا ساءت نواياه تجاهها لأنها تتوسم فيه الخير وبأنه يحبها ويريدها فى الحلال بعد طلاقها الذى تسعى إليه، فإذا اكتشفت أنها مجرد نزوة لذئب يتحين الفرصة المناسبة ستُدَمر كليًّا، لذا فإننى أرى ضرورة اتحادك مع شقيقتك وعمل جبهة قوية لدعمها دون إخبار أحد بما حدث، لأن المجتمع لن يتقبل جزئية علاقتها برجل غريب. حاولوا أن تزوروها باستمرار لكسب ثقتها فيكم ومن ثم تنفيسها عما يدور بذهنها من أفكار - حتى لو كانت مشوشة، حسنوا صورة والدكم واقنعوها بأنه اعترف لكم بدورها وقيمتها فى حياته لربما سامحته، على الجانب الآخر فإن عليكم توصية أبيكم وإقناعه بأن والدتكم لازالت فى حاجة إلى وجوده إلى جانبها وتخصيص جزء من وقته لرعايتها وهذا حقها عليه، ومتابعتها طبيًا بصفة مستمرة حتى تعود لطبيعتها، انصحوه بزيارتها لطبيب نفسى واعرضو عليها فكرة ترك العمل كأنها فكرته حتى يريحها، للتقريب بينهما، كذلك حتى تبتعد عن صاحب العمل لأنه يشوه سمعتها ولو بحسن نية، بل أرى أنه من الضرورى إبلاغ الرجل نفسه بأن والدتكم متزوجة ووالدكم إذا علم بعلاقتها به قد يحدث ما لا يحمد عقباه، كما أنها مريضة وتعانى من بعض الضغوط العائلية - وأنا على ثقة بأن الله سوف يعوضها خيرًا ويكفيها شر كل الشرور.

 دمتِ سعيدة وموفقة دائما ح. س