بالكرتون والخيوط الملونة.. مارينا طورت منهج «منتسورى» لتنمية مهارات الأطفال

الدور الأساسى والرئيسى للأم فى الحياة هى رعاية أطفالها، وهو ما قررت العشرينية مارينا فايز أن تفعله مع ابنها الرضيع الذى كان مصدر إلهامها لأن تقوم بتصميم كتب تفاعلية وعندما لاقت منه تفاعلًا كبيرًا من جانبه مع هذه الكتب قررت أن تعمل فى مجال كتب المنتسورى الذى درسته هو والجولى فونكس، وكانت تحضر دروس المنتسورى وهى تحمل فى يدها طفلها الرضيع حتى حصلت على الدبلومة وأصبحت موجهة منتسورى ومصممة كتب تفاعلية للأطفال من عمر 3 شهور حتى عمر 10 سنوات.

تخرجت مارينا فى كلية تربية قسم طفولة عام ٢٠١٦، بتقدير عام جيد جدًا مع مرتبة الشرف، وكانت من الأوائل، ثم عملت معلمة لغة إنجليزية لمدة سنتين، ولكنى بعد إنجابها لطفلها كاراس قررت أن تترك العمل وتتفرغ له بشكل تام لتكتشف من خلاله  شغفها بتصميم الكتب والأنشطة التفاعلية للأطفال، فذات مرة قامت بتصميم أحد هذه الكتب التى لفتت انتباهه أكثر من الألعاب الأخرى التى تناسب سنه، فشعرت بحبها لهذا المجال وتلقت العديد من الدراسات حول المنتسورى والجولى فونكس، ووقتها كان طفلها يبلغ 6 شهور كانت تأخذه معها فى دراستها حتى تمكنت من الحصول على شهادة معتمدة من جامعة عين شمس.

تستخدم مارينا القماش فى الكتب التفاعلية التى تصممها لتكون آمنة على الأطفال، وبعد أن شاركت أول كتاب تصممه لطفلها على مواقع التواصل الاجتماعى وبعض الجروبات، جاءها العديد من الطلبات من قبل المؤسسات التعليمية للأطفال قبل سن المدرسة تطلب منها تصميم كتب تفاعلية لهم، وقد شجعها زوجها ووالدتها على إطلاق مشروعها الخاص بتصميم وحياكة الكتب التفاعلية، إذ ساعدتها والدتها فى تعليمها حياكة الكتب، وساعدها والدها فى قص هذه الكتب.

طورت مارينا من منهج المنتسورى التقليدي، فهو فى الأساس عبارة عن كتب مصممة من الخشب، يقوم الطفل من خلالها باكتشاف الأرقام والحروف لكن مارينا حولت الخشب إلى خيوط وأقمشة، حتى تكون آمنة على الطفل، ويمكن غسل هذه الكتب لاستخدامها مرات كثيرة فيما بعد.

تستخدم مصممة الكتب التفاعلية فى حياكة هذه الكتب العديد من الخامات مثل الجوخ، والأسفنج، والفازلين، والقطن، والخرز، والخيوط الملونة، والأجراس، وغيرها من الخامات التى تساهم فى تنمية حواس الطفل، ويستغرق العمل فى الكتاب الواحد من 10 إلى 14 يومًا  وذلك يتوقف على التفاصيل  التى يتضمنها الكتاب سواء كانت بسيطة أو كثيرة، لتنتج فى النهاية كتابًا من تصميمها بشكل كلى.

تقول مارينا:  الكتب التفاعلية تساهم فى تنمة الأطفال لاسيما أولئك الذين ينتمون لذوى الاحتياجات الخاصة وصعوبات التعلم والتوحد وكذلك الأطفال المكفوفين، إذ إن منهج المنتسورى، يساعد الأم فى الاقتراب من طفلها، وأن تقضى معه أوقاتًا كثيرة لاكتشاف مهاراته وتنميتها، ويبدأ هذا المنهج من سن 3 شهور حتى 10 سنوات وأكثر، وكل كتاب أصممه يكون له فكرة وهدف ويناقش موضوعًا ما وليس مجرد لوحة بها ألوان متداخلة تشتت انتباه الطفل، وأتمنى وجود متخصص فى التعليم باستخدام الكتب التفاعلية للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة والمكفوفين.