الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خلال مشاركته فى إطلاق المشروع القومى لتنمية الـــــــــــــــــــــــــــــريف المصرى حياة كريمة

الرئيس: المساس بأمن مـــــــــــــــــــــصر القومى خط أحمر

وقع الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، على وثيقة انطلاق مشروع تنمية الريف المصرى «حياة كريمة»، وذلك خلال مشاركته فى المؤتمر الأول للمشروع القومى لمبادرة (حياة كريمة) لتطوير الريف المصري.



وخلال المؤتمر، ألقى الرئيس كلمة قال فيها: «أقف متحدثًا إليكم اليوم فى لحظة يمتزج فى نفسى مزيج من السعادة والفخر، السعادة بوجودى فى وسط رموز وممثلين من كل فئات الشعب المصرى والفخر بما حققناه معا من انتصارات متتالية وإنجازات عظيمة تحققت بسواعد أبناء مصر وبدماء شهدائنا الأبرار»، مضيفًا:« إننى أجد نفسى الآن، وهى تفخر بما حققه المصريون وقد تعالت الصيحات فى ميادين مصر وفى شوارعها وقراها معبرة عن إرادة الأمة المصرية فى استعادة مصر ممن أرادوا انتهاك قدسية أرضها وسلبوا هويتها تدفعهم فى ذلك مفاهيم مغلوطة وأيديولوجيات متطرفة».

وأضاف:« أجدنى ومعى الجيش المصرى الذى شرفت بقيادته فى تلك اللحظات العصيبة من تاريخ الوطن وقد كان انحيازنا مطلقًا لإرادة هذا الشعب العظيم، وعلى قدر ما كانت التحديات والصعوبات، التى واجهتنا جراء قرارنا شعبًا ودولة بأن نستعيد مصر من شرذمة البغى والضلال التى تتاجر بالوطن والدين بقدر ما كان العزم على خوض غمار التحدى وأن نحقق النصر المبين فى معركتى البقاء والبناء».

وتابع:« حين لبيت نداءكم كانت ثقتى فى قدرات المصريين مطلقة ويقينى فى النصر بلا شك وزادى فى رحلة العمل على رأس فريق إنقاذ الوطن هو التجرد والإخلاص، لم أخش غير الله ولم يكن لى هدف سوى الوطن ولم أسع سوى بالعمل»، متابعًا:« ولقد كان يقينى صادقًا وثقتى فى محلها حيث أثبت هذا الشعب الباسل أن عبقريته مسألة راسخة فى مكنون شخصيته، واستلهمت الشخصية المصرية عراقتها وقوتها وجذورها الحضارية وراحت تثبت للعالم كله قدرتها على صناعة المجد، لم تخش من اقتحام التحديات ولم تيأس بفعل آلات إعلامية تسعى لإحباط العزائم ولم يثنها إرهاب غاشم عن أهدافها، كانت التحديات كبيرة، لكنها أبدًا لم تكن أكبر أو أقوى من إرادتنا على مواجهتها والعبور بالوطن نحو آفاق المستقبل».

واستطرد الرئيس:« واجهنا موجة إرهاب عاتية سالت دماء أبنائنا من رجال الجيش المصرى العظيم والشرطة المصرية الباسلة، اقتحمنا مشكلات، وأزمات اقتصادية متراكمة على مدار عقود ببرنامج للإصلاح الاقتصادى كان بطله هو المواطن المصرى الذى تحمل آثاره المباشرة على حياته اليومية، متفهمًا أهمية هذه الإجراءات لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، كما أعدنا معا بناء مؤسساتنا الوطنية الدستورية وقد تشكلت الغرف التشريعية الممثلة للشعب المصرى وعلى التوازى كان السباق مع الزمن لبناء مصر المستقبل وتعظيم قدراتها وأصولها فكانت المشروعات القومية الكبرى رمزًا يعبر عن إرادة المصريين فى البناء».

وأردف:« وما بين مدن جديدة، تتسع لكافة المصريين فى كل ربوع الوطن وإسكان اجتماعى يوفر المسكن الملائم لشبابنا وتطوير للمناطق الخطرة وغير الآمنة، للقضاء على العشوائيات وتحديث شامل لشبكة الطرق القومية وزيادة للرقعة الزراعية وصولًا اليوم إلى انطلاق مشروعنا الوطنى الأعظم لتنمية الريف المصرى «حياة كريمة» والذى نسعى من خلاله إلى رفع مستوى المعيشة لأكثر من «أربعة آلاف» قرية مستهدفين تحقيق تنمية مستدامة وتحسين جودة الحياة لحوالى ٥٨ مليون مواطن خلال السنوات الثلاث القادمة بموازنة تقارب الـ ٧٠٠ مليار جنيه أو يزيد».

وأضاف:« إننى إذ أعلن اليوم، انطلاق هذا المشروع الطموح مستعينا على تنفيذه بالله وبثقتى فى قدرات المصريين - دولةً وشعبًا فإننى أعتبره تدشينًا للجمهورية الجديدة، الجمهورية المصرية القائمة بثباتٍ ورسوخ على مفهوم الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة التى تمتلك القدرات الشاملة: عسكريًا، واقتصاديًا، وسياسيًا، واجتماعيًا وتعلى مفهـوم المواطنة وقبول الآخر وتسعى لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية وتتطلع لتنمية سياسية تحقق حيوية للمجتمع المصرى قائمة على ترسيخ مفاهيم العدالة الاجتماعية والكرامة والإنسانية»، مضيفًا:« كما تسعى لبناء الإنسان المصرى بناءً متكاملًا صحيًا وعقليًا وثقافيًا، إيمانًا بأن الإنسان المصرى هو كنز هذا الوطن وأيقونة انتصاره ومجده. فمصر القوية، الحديثة، المدنية، الديمقراطية هى التى تليق بالمصريين وتعبر عن إرادتهم وتناسب تطلعاتهم وتمثل تضحياتهم».

وأوضح :« إننى أجدد معكم العهد وأصدقكم الوعد بأن نبدأ جمهوريتنا الجديدة المولودة من رحم ثورتكم العظيمة فى ٣٠ يونيو عازمين على المضى قدمًا نحو المزيد من العمل والبناء ممتلكين القدرة الشاملة مستمرين فى تحقيق التنمية الاقتصادية والسياسية، داعمين المزيد من المساحات المشتركة بين أبناء الوطن موفرين كافة السبل لشبابنا لتحقيق مستقبل يليق بهم فى وطنهم العظيم، كما أننى أود أن أعبر عن عظيم امتنانى للشعب المصرى العظيم على كل ما بذله من جهود وما قدمه من تضحيات لنقف اليوم آمنين مطمئنين سعيًا للبناء والتطوير والتنمية».

وتوجه الرئيس بالشكر لرجال الجيش المصرى على ما قدموه وما يقدمونه من تضحيات لصون كرامة الوطن وحماية مقدراته، وبالتحية لرجال الشرطة المصرية الباسلة على دورهم المحفور بحروف من نور فى مواجهة الإرهاب الأسود،  مضيفا:« وأشكر كل عامل بنى لمصر المجد وكل فلاح زرع لها الأمل وكل عالم أضاء لها النور، كما أتوجه بتحية خاصة للمرأة المصرية العظيمة التى كانت دومًا فى طليعة المسيرة الوطنية وفى صدارة التحدي».

وأكد السيسى أن مصر تدير علاقاتها الخارجية إقليميًا ودوليًا بثوابت راسخة ومستقرة قائمة على الاحترام المتبادل والجنوح للسلام وإعلاء قواعد القانون الدولي، كما أن مصر أيضا قد أصبحت تمتلك من الأدوات السياسية والقوة العسكرية والاقتصادية ما يعزز من إنفاذ إرادتنا وحماية مقدراتنا.

وتابع:« وفى سبيل تحقيق السلم والأمن على المستويين الإقليمى والدولى فإن المنهج الذى اتبعته مصر كان قائمًا على ممارسة أقصى درجات الحكمة والاستخدام الرشيد للقوة دون المساس بدوائر الأمن القومى المصرى على الحدين القريب والبعيد، وأقول لكم بصدق، وأؤكد لكم بالحق: إن المساس بأمن مصر القومى خط أحمر ولا يمكن اجتيازه «شاء من شاء.. وأبى من أبى»، إن ممارسة الحكمة والجنوح للسلام لا يعنى بأى شكل من الأشكال السماح بالمساس بمقدرات هذا الوطن والذى لن نسمح لأى ما كان أن يقترب منه ولدينا فى سبيل الحفاظ عليه خيارات متعددة نقررها طبقًا للموقف وطبقًا للظروف». واستطرد:« إننى معكم على عهد ووعد أجددهما بين حين وآخر بأن أظل ابنًا لهذا الوطن عاملًا من أجله، متجردًا من الهوى ومخلصًا لإرادتكم واثقًا فى قدراتكم مؤمنًا بعزائمكم داعيًا الله بالتوفيق والسداد، وكما كانت كلماتى معكم.. مخاطبًا وجدانكم من قبل حين قلت: «إن الأحلام لا تسقط بالتقادم» فاليوم أؤكد لكم: «إن الإيمان بالحلم يصيغ الحاضر ويصنع المستقبل»، وإن حلمى لوطنى كبير وعظيم مثل أحلامكم وعزيمتى فى تحقيقه لا تحيد مثل عزيمتكم فلنخلص أحلامنا لمصر ولنعمل من أجلها على الدوام دائمًا وأبدًا تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر».

وقال الرئيس السيسى - فى كلمة ارتجالية، عقب كلمته الرسمية إن مصر تتعامل دائما فى كل القضايا بعقل راشد وتخطيط عميق بعيدا عن الوهم أو دغدغة مشاعر المصريين، معتبرا أن قلق المصريين بشأن موضوع المياه «مشروع».

وطمأن الرئيس السيسى المصريين قائلاً: «لدينا خيارات متعددة للحفاظ على أمن مصر القومي»، مؤكدا أن مصر تسعى لجعل نهر النيل، نهرا للشراكة والخير.

وتابع: «أكدنا دائما استعداد مصر لنقل الخبرات فى مشاريع الكهرباء والإنتاج الزراعى لكل أشقائنا فى القارة الإفريقية»، مشددًا على أن تحرك مصر فى مجلس الأمن الدولى بشأن قضية سد النهضة الإثيوبى جاء لوضع القضية على أجندة المجتمع الدولي، ومصر طالبت باتفاق قانونى ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة.

ولفت الرئيس إلى أن المشاريع التى تنفذها الدولة تستهدف الحفاظ على كل نقطة مياه، موجهًا رسالة إلى الأشقاء فى السودان وإثيوبيا بضرورة العمل على التوصل لاتفاق قانونى ملزم بشأن سد النهضة، «لكى نعيش فى خير وسلام».

وشدد على أن مصر أصبحت تمتلك من الأدوات السياسية والقوة العسكرية والاقتصادية ما يعزز من إنفاذ إرادتنا وحماية مقدراتنا، ومؤكدًا  أن مصر القوية الديمقراطية والحديثة والمدنية هى التى تليق بالمصريين، معربا عن امتنانه للشعب المصرى لما بذله من جهود سعيا لتحقيق البناء والتطوير.

ووجه الرئيس السيسى - فى كلمته - إلى الجيش والشرطة لما يبذلانه من جهود فى خدمة الوطن.

وشدد الرئيس السيسى على أن مصر دائما مستعدة لنقل خبراتها والتعاون فى مشاريع الكهرباء ومشاريع الإنتاج الزراعى للأشقاء فى القارة الأفريقية، فمصر لديها قدرات مختلفة، متاحة للأشقاء الأفارقة شريطة عدم الاقتراب من المياه الخاصة بمصر.

وأضاف أن مصر لا تسعى - أبدا - للتهديد أو التدخل فى شئون الدول، لكنها تسعى - دائما - للتعاون والقبول بالتنمية التى ستنتج من توليد الكهرباء للإثيوبيين، مع التأكيد على أنه لا مساس بالمياه الخاصة بمصر.

وأكد مواصلة مصر التحرك فى مسار السعى لإيجاد اتفاق قانونى ملزم بين الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) فيما يتعلق بعملية ملء وتشغيل سد النهضة.

وأردف: إن مستقبل البلاد والشعوب يتم من خلال العمل والاتحاد، حيث إن «الدولة نجحت فى مواجهة التحديات عندما كنا معا على قلب رجل واحد».

واستطرد: أنا والجيش فى مقدمة المدافعين عن مصر ضد أى تهديد، وقال «قبل ما يحصل أى حاجة لمصر، يبقى لازم أنا والجيش نروح علشان حاجة تحصل لمصر غير كدة مفيش». وطمأن الرئيس السيسي، المصريين، بأن الأمور ستكون على ما يرام، وأن خطط الدولة تسير بشكل مدروس بفضل الله، داعيا إلى نبذ القلق وعدم الالتفات إلى أى أحاديث تغاير الواقع، قائلا «كل الأمور تسير بخير بسلام وأمان.. وأرجو متسمعوش كلام حد؛ لكن أنا دائما صادق وأمين ومخلص معكم وشريف وأنا مازلت على العهد ده».

كما كرم الرئيس عددًا من التنفيذيين المسئولين عن المبادرة بالمحافظات.