الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

ماناوا بيتر وزير الموارد المائية والرى بدولة جنوب السودان لـ«روزاليوسف»: مجلس الأمن ليس لديه رغبة فى حل قضية سد النهضة

كشف ماناوا بيتر وزير الموارد المائية والرى بدولة جنوب السودان لجريدة “روزاليوسف” عن تفاصيل اللقاء الذى جمع الرئيس عبد الفتاح السيسى بالوفد الوزارى من جنوب السودان وتحدث خلال الحوار عن النتائج الهامة للزيارة والتى تدعم العلاقات بين البلدين موضحًا أن هناك مجموعة من المشروعات سيتم تنفيذها فى جنوب السودان فى مجالات النقل والطيران المدنى والخدمات فى المجالات الصحية والزراعية ومجال الثروة السمكية والحيوانية ومشاريع فيما يخص الموارد المائية بين وزارتى الرى بالدولتين وزيادة المنح الدراسة للطلاببالجامعات والمعاهد العليا المصرية.



والرئيس عبد الفتاح السيسى وجه كل المؤسسات المصرية والوزارات بالتعاون الوثيق والعمل مع دولة جنوب السودان وطالب بضرورةوجود الاستقرار والامن بجنوب السودان وعلى ضوئه تحدث عن تسخير الإمكانيات المصرية لصالح المواطن والإنسان بدولة جنوب السودان.

وتحدث الرئيس السيسى عن التكامل الاقتصادى بين الدولتين عبر المشروعات الاقتصادية.   وإلى نص الحوار: 

■ أولا حدثنا عن العلاقات المصرية مع دولة جنوب السودان؟ 

ـــ العلاقات المصرية مع دولة جنوب السودان تطورت كثيرا بعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الأخيرة لدولة جنوب السودان وتكلل هذا التطور بالزيارة التاريخية لنائب رئيس دولة جنوب السودان وتم تكليفه من جانب الرئيس سلفاكير لقيادة اللجنة الوزارية المشتركة وتم تشكيلاللجنة برئاسة د. مصطفى مدبولى رئيس الوزراء المصرى ود. يمس وانى ايجا نائب رئيس جنوب السودان.

■ كيف تصنف العلاقات الآن بين مصر ودولة جنوب السودان؟ 

ــ العلاقة بين مصر وجنوب السودان فى أحسن حالاتها الآن ونرى كحكومة جنوب السودان آن مصر حليفة استيراتيجية لدولة جنوب السودانو مصر بوابة للعالم العربى ونستغل علاقات مصر الخارجية لتضغط وتطالب برفع العقويات عن دولة جنوب السودان والتى تم فرضها أثناء الحرب لأنها تعيق الدولة أن تحدث تنمية أو تستقطب رؤوس أموال، ومصر على استعداد أن تعمل على ذلك من خلال المحيط الإقليمى.

■ العلاقات الإفريقية المصرية اختلفت عهد الرئيس السيسى؟

ـــ مصر وقعت فى خطأ كبير قبل عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى بتراجع العلاقات المصرية الإفريقية وانكمشت بسبب مشاكلها الداخلية ولكن الأمر اختلف تماما الآن فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى.

 ■ ماذا حدث فى اللقاء مع الرئيس عبد الفتاح السيسى؟ 

ــ كان لقاء اشقاء واستمر لأكثر من ساعة وتم رفع تقرير للرئيس السيسى من جانب مدبولى وحول ما تم تحقيقه فى الاجتماعات الوزارية. الرئيس طالب ووجه بمزيد من التعاون وركز على مسألة الأمن والاستقرار فى دولة جنوب السودان.

 والرئيس ووجه كافة الوزارات بفتح آفاق التعاون مع دولة جنوب السودان وتذليل الإمكانيات لمساعدة الأخوة فى جنوب السودان وطالب بمزيد من التعاون فى مجالات الصحة وجنوب السودان أول من استفادت من المنحة الخاصة بالرئيس عبد الفتاح السيسى لعلاج مليون مواطن إفريقى من مرض التهاب الكبد الوبائى فيروس سى.

■ ماذا عن العلاقات فى المستقبل؟ 

ـــ مشروع الممر الملاحى لربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط مشروع هام ويمر من جنوب السودان ويحدث تكامل اقتصادى واجتماعى وسياسى ويربط جنوب إفريقيا بالإسكندرية يحقق تكاملا بين الدول الإفريقية ككل ويدعم التعاون لاقتصادى بين السودان ومصر والدول الإفريقية هذه خطوة إيجابية جدا.

■ كيف يمكن استخدام السدود فيما يحقق التنمية والمصالح المشتركة للقارة الإفريقية بوجه عام؟

ــ المياه يجب أن تكون سببا للاستقرار وليس سببا للنزاعات فى المنطقة الإفريقية والقضايا الخلافية لا يجب أن تتسبب فى أزمات بين الدول وقد تكون الآن القضايا الخلافية بداية فى طريق للبناء وليس الخلاف والصراعات والنزاعات.

النيل يجب أن يكون عنصر وحدة وتماسك وتصالح وتكامل بين الدول وليس عنصر للنزاعات.

■ ماذا عن قضية السدود؟ 

السدود يجب أن يكون الغرض منها المنفعة العامة لكل الدول فعلى سبيل المثال إذا كان هدف سد النهضة مثلا توليد الكهرباء فليتحول وغيره من المشروعات إلى مشروع تكامل ووحدة وليس مشروعات محل نزاع وأن يكون الهدف الأساسى الأمن المائى.

■ ماذا عن سد واو؟ 

ـــ مشروع سد واو هو مشروع مهم وحيوى ويمكن واحدة من الإيجابيات فى العلاقات بين مصر وجنوب السودان أن مصر تبرعت بالدراسات.

■ كيف ترى الجهود الدبلوماسية المصرية فى قضية سد النهضة؟

ـــ مصر طرقت كل الأبواب بداية من إعلان الخرطوم للمبادئ وفى واشنطن والاجتماعات الثنائية تحت مظلة الاتحاد الإفريقى.

خلال الـ10 سنوات الأخيرة كان هناك إصرار مصرى على حل الأمر سلميًا عبر التفاوض الذى يخدم مصلحة الجميع ومصر لعبت دورا إيجابيا عبر مجلس الأمن والاتحاد الإفريقى والأمم المتحدة.

ولا شك أن الموقف المصرى مسموع ووصل للعديد من الدول والمحاور الإقليمية والدولية والعربية. ووجهة النظر المصرية ووصلت للاعبيين الأساسيين فى الإقليم.  وعلى هذه الدول الكبرى أن تلعب دورًا أكبر فى إقناع كافة الأطراف إلى حتمية التوصل لاتفاق يخص قضية سد النهضة.

ـــ الدور الحالى ليس دورا ملزما وغير واضح كان يجب أن يكون هناك دورا ملزما.

■ ما سبب ذلك فى وجهة نظرك؟

ــ أمريكا فى البداية كانت تتصور أن هناك تغيرًا فى النظام الإثيوبى وكانت تعطى إثيوبيا فرصة لحين ترتيب أوراقها ولكن وجدت أن هناك إصرارًا إثيوبيًا على تنفيذ سد النهضة دون مشاورة السودان ومصر وبدأت تدرك أن هذا يقود المنطقة لأزمة وبدأت تغير لهجتها. والحديث الآن تغير وأصبح هناك تركيز على ضرورة التوصل لاتفاق قانونى ملزم يضمن الاستقرار فى المنطقة وهذا تغيير إيجابى فالموقف الأمريكى فاللهجة تغيرت لكن يظل الموقف به ضعف ويجب أن يكون هناك اتفاق ملزم التوصل لاتفاق قانونى ملزم يساهم في الاستقرار الإقليمى.

■ ما خطورة عدم التوصل لاتفاق قانونى ملزم؟

ـــ عدم التوصل لاتفاق قانونى ملزم يجعل إثيوبيا تملأ السد وفى حالة فيضانات تفتح المياه للسودان بدون اتفاق وهذا يؤثر على السدود السودانية خاصة سد الروصيرص فالسعة الاستيعابية أقل من 3 مليارات متر مكعب فى حين أن سعة سد النهضة 74 مليار متر مكعب.

بالتالى أى زيادة فى كميات المياه بإثيوبيا وإطلاق المياه للسودان بدون اتفاق وبدون إخطار يعرض السودان للخطر.

وفى حالة حدوث جفاف حاد فى إثيوبيا يمنع المياه لمصر ويعرض حياة الملايين من السكان فى مصر للخطر لأن مصر تعتمد على ٨٠٪ من احتياجاتها من المياه من النيل الأزرق لمصر  وبالتالى لو منعت إثيوبيا المياه تمشى خاصة فى حالة الجفاف سيعرض المصريين للخطر ولذلك لابد من اتفاق خاصة فى حالات الجفاف فمثلا.. ما كميات المياه المسموح لها بالمرور لمصر والسودان فى حالة الجفاف وكيف يمكن تنظيم حالات الفيضان بما لا يضر بالدول والشعوب.

■ هناك مشكلة تتعلق بتبادل المعلومات لماذا ترفض إثيوبيا أن تفعل ذلك بكل وضوح؟

ـــ الجميع كان يفسر ذلك بتعرض إثيوبيا لأزمات داخلية ولكن الانتخابات انتهت وانتهى الصراع بعد الانتخابات والمفترض ألا تؤثرصراعاتها الداخلية مع دول الجوار على سبيل المثال.

الصراعات الداخلية لإثيوبيا لا يجب أن تنعكس على علاقاتها بدول الجوار.

الشأن الداخلى لإثيوبيا يجب ألا ينعكس على علاقاتها بدول الجوار فجنوب السودان مثلا لا تؤثر مشاكلها الداخلية على العلاقات الخارجية  مع دول الجوار.. وكذلك مصر فالتحديات والمشكلات الداخلية لمصر لا تنعكس على علاقاتها بدول الجوار وتحتفظ الدولة بعلاقات قوية.

الشأن الداخلى لا يجب أن ينعكس سلبا وعلى الجانب الإثيوبى أن يتفهم ذلك وأن يستوعب الخوف والقلق المصرى والتخوفات السودانية أيضا هى تخوفات مشروعة.

■ إذًا ترى أن الأمن المائى قضية أمن قومى إفريقى يجب أن تكون فى مقدمة الأولويات؟

ـــ الأمن المائى المصرى يجب أن يكون رسالة اطمئنان لكل الدول الإفريقية ولا يجب أن تقلق أى دولة إفريقية من قضية المياه لأن هناك وفرة مائية إفريقية.

بعض الدول تشعر بالخطر من الشح فى المياه مع العلم أن القارة الإفريقية بها كميات كبيرة ووفيرة من المياه.

 ■ هل الصراعات الإثيوبية الداخلية سبب استخدام قضية سد النهضة داخليا لتحقيق مكاسب وهى السبب أيضا فى عدم التوصل لاتفاق بخصوص الأزمة؟

ـــ الأزمة بدأت قبل 10 سنوات والآن  يرون أنه سد النهضة مشروع قومى يوحد الرأى العام الإثيوبى وأقول لا يجب أن يستخدم ذلك للإضرار بالدول ولابد من التعاون المستمر.

■ وكيف ترى موقف إريتريا فى الصراع الإثيوبى الداخلى؟ 

ـــ تورطت فى الأزمة ولا نعرف السبب وهذا خطأ استراتيجى من إريتريا فى الصراع الداخلى الإثيوبى.

■ ماذا عن دور الاتحاد الإفريقي؟

ــ الاتحاد الإفريقى ضعيف كعادته لأنه لا يملك آليات تفرض حلول ملزمة.

■ ألا يستدعى ذلك اللجوء لتعديل المسار القانونى أو التنظيمى أو اللائحى للاتحاد بما يجعل قراراته ملزمة؟

ـــ أنا متأكد أن فى الاجتماعات القادمة للاتحاد الإفريقى بعض الدول ستتشكك فى قدرة الاتحاد الإفريقى والشعارات التى يطرحه فى غياب آلية ملزمة لحل المشكلات الإفريقية. وفى ظل غياب آلية ملزمة لحل المشاكل ستظل المشاكل الإفريقية بدون حلول إفريقية.

■ ماذا عن دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن بعد أن لجأت مصر لهما؟

ــ مجلس الأمن تتم السيطرة عليه من الدول الثلاثة أمريكا وروسيا الصين وبالتالى مصالح الدول فى مجلس الأمن يحدد قرارات مجلس الأمن.

■ هل تقصد أن هناك إرادة تقف ضد حل الأزمة من الدول الثلاث أم أن هناك أسبابا أخرى؟ 

ـــ الحقيقة أنه ما زال هناك صراع خفى بين روسيا والولايات المتحدة وهو غير ظاهر بشكله الحقيقى ولكن يقرأ من ملامح هذا الصراع وكأن روسيا تدعم الموقف الإثيوبى وتلقائيا وينظر للموقف الأمريكى وكأنه داعم لمصر وهذا الشد والجذب منع اتخاذ قرار فى مجلس الأمن لصالح مصر والسودان أو الضغط على الدول الثلاثة من أجل التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم للدول الثلاثة.

وبالتالى قرار مجلس الأمن يرجع الأمر للاتحاد الإفريقى الذى فشل قى الـ 10 سنوات الماضية فى حل الأزمة عبر اتفاق ملزم وهذا يعنى ان مجلس الأمن ليس لديه رغبة فى حل الأزمة.

 ■ كيف تفسر موقف روسيا فى قضية سد النهضة وصراع التيجراي؟

ـــ روسيا تميل للجانب الإثيوبى باعتبار أن إثيوبيا فى السابق كانت فى المحور الروسى «الاتحاد الاشتراكى السوفيتى» الآن روسيا ترسل رسائل لاستقطاب إثيوبيا بعد الأصوات الأمريكية التى تندد بانتهاكات حقوق الإنسان فى تيجراى ومطالبة إريتريا بالخروج من تيجراي الآن النبرة الأمريكية تجاه إثيوبيا تتغير عند صناع القرار فى أمريكا.

وهناك انتقاد علنى لإثيوبيا وروسيا تريد أن تستغل الموقف لأن إثيوبيا تحتاج فى الوقت الراهن لحليف فى مجلس الأمن وبهذا التقارب الروسى الإثيوبى يقرأ فى هذا السياق ولهذا كان يجب على مجلس الأمن أن يتخذ قرارًا.

■ هل أقصد أنها مرحلة عناد تلقى بظلالها على الأوضاع والأزمات؟

ـــ نعم