الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

د. شريف الجبلى رئيس لجنة الشئون الإفريقية بالبرلمان لـ«روزاليوسف»: ندعم حقوق مصر فى قضية سد النهضة بـ«الدبلوماسية البرلمانية»

فى إطار سياسة الانفتاح التى تتبناها الدولة المصرية فى علاقاتها مع الدول الإفريقية وفى القلب منها دول حوض نهر النيل، تتعدد مجالات التعاون والتواصل مع تلك الدول، لتحقيق هدف الشراكة معها، وهو ما يبدو فى إجراءات عدة على المستوى السياسى والاقتصادى والتجارى وأيضا الثقافى والخدمى، إضافة إلى الجانب الشعبى خصوصا على مستوى العلاقات البرلمانية. 



من هذا المنطلق يحظى ملف العلاقات البرلمانية بأهمية لدى المسئولين فى الدولة المصرية، خصوصا من الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى حرص خلال زياراته المتعددة لدول إفريقيا أن يخاطب شعوب تلك الدول من منصة برلماناتها، إلى جانب الحرص على استقبال لمسئولى برلمانات عديد من الدول الإفريقية، وهى رسالة تؤكد حرص الدولة المصرية على علاقاتها مع الأشقاء الأفارقة.

رسالة العلاقات البرلمانية والشعبية، أكد عليها الدكتور شريف الجبلى، رئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب، حيث تفتح أبوابًا لتدشين جمعيات صداقات مشتركة مع الدول الإفريقية وتنسيق المواقف البرلمانية.

وأشار فى هذا الإطار إلى زيارته الأخيرة، منتصف يوليو الماضى، للسنغال حيث التقى ايساتو دييورا نائبة رئيس البرلمان السنغالى، وبحث معها وسائل دعم العلاقات بين البرلمانين المصرى والسنغالى، وقال إنه تم الاتفاق على إنشاء جمعية صداقة برلمانية مصرية سنغالية ، بجانب بحث تنسيق المواقف بين برلمانات الدول الافريقية استعداداً للاجتماعات المقبلة للبرلمان الافريقى وأهمية قيام مصر والسنغال بدورهما فى هذا الملف، خاصة أن مصر تحظى بثقة كبيرة من البرلمانيين الافارقة كما أن السنغال من الدول المؤثرة فى غرب إفريقيا.

 

التعاون الاقتصادى

 

وأوضح الجبلى فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف»، أن الملف الاقتصادى من الملفات المهمة فى علاقات مصر مع الدول الإفريقية وخصوصا دول حوض النيل، وأشار إلى أن دول حوض النيل مهمة بالنسبة لمصر على المستوى السياسى بحكم المصالح المشتركة التى تجمعها مع مصر، وبالتالى هى مهمة على المستوى الاقتصادى، مشيرًا إلى أن أى اتجاه لتوطيد العلاقات مع هذه الدول هى شىء محمود جدا.

وأوضح رئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب، أن دول شرق إفريقيا وخصوصا دول حوض النيل، لديها مميزات كثيرة على المستوى اللوجستى عن غيرها من دول أخرى فى إفريقيا، سواء على مستوى الشحن المنتظم والأقرب من الناحية الجغرافية فضلا عن الروابط الشعبية التى تجمعنا مع بعض هذه الدول.

وحول آليات دعم التعاون الاقتصادى، أكد الجبلى أن مطلوب زيادة العلاقات الإقتصادية مع دول حوض النيل وزيادة التبادل التجارى معها، مشيرًا إلى أن هذه الدول تحتاج لكل أنواع البضائع والمنتجات والسلع التى يتم إنتاجها فى مصر، وفى نفس الوقت يجب أن يكون هناك استيراد لسلع من هذه الدول خصوصا التى يحتاجها السوق المصري.

وأكد رئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب، ضرورة تشجيع الاستثمار فى إفريقيا، مشيرًا إذا كانت هناك دول فى شرق إفريقيا لديها القدرات والخامات التى يمكن بها إقامة استثمارات هناك لتلبية احتياج السوق بها، فلا مانع من الاستثمار هناك وإقامة خطوط تصنيع بتلك الدول فهذا سيكون له مكاسب كثيرة.

واستشهد الجبلى فى ذلك بالاستثمار فى الجانب الزراعى، باعتباره من مجالات التعاون المهمة، وتمتلك دول حوض النيل ودول شرق إفريقيا قدرات كبيرة للاستثمار الزراعى، خصوصا وان هناك محاصيل تحتاجها مصر يتم زراعتها هناك. 

وأشار فى نفس الوقت إلى أهمية التعاون فى مجال الخدمات مع الدول الإفريقية خصوصا على مستوى دعم السياحة والاتصالات والبنية التحتية، وهذا جزء أساسى من اتفاقية التجارة الحر الإفريقية.

 

سوق غرب إفريقيا

 

وحول نتائج الزيارة المهمة التى شارك فيها مع وزيرة التجارة والصناعة نيفين جامع للسنغال منتصف يوليو الماضى، قال رئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب: إن الزيارة استهدفت بالأساس التعرف على مجتمع الأعمال فى السنغال، وبالتالى تعريف المصدر المصرى بسوق غرب إفريقيا وهذه خطوة مهمة جدا، خصوصا وان السنغال من الدول المهمة فى منطقة غرب إفريقيا.

وأضاف الجبلى: «يجب أن نشجع الشباب على العمل فى إفريقيا، وتشجيع الاستثمار المصرى فى دول أفريقيا، فذلك سيكون له دور كبير فى قوة الترابط والتعاون مع القارة السمراء».

 

معرض «صنع فى مصر»

 

وحول المكاسب التى حققها معرض «صنع فى مصر» الذى تم تنظيمه فى جنوب السودان منتصف يوليو الماضى أيضا، كمبادرة جديدة لدعم تواجد المنتجات المصرية فى السوق الإفريقية، أكد رئيس لجنة الشئون الإفريقية، أهمية هذه الخطوة الكبيرة والتى تحقق كثيرًا من المكاسب الاقتصادية والتجارية.. وقال إن رسالة هذا المعرض مهمة جدا، خصوصًا وأن هناك دولًا كثيرة فى إفريقيا ليس لديهم معرفة كافية بأننا فى مصر بلد صناعى كبير، ولدينا منتجات متعددة ومتنوعة ليست لديهم معرفة كافية بها، وبالتالى تأتى هنا أهمية هذا المعرض للإنفتاح على السوق الإفريقية.

وأكد الجبلى، أهمية أن تكرار تنظيم مثل هذا المعرض فى كل دول شرق القارة الافريقية وباقى الدول الافريقية قدر المستطاع، لأن معرص «صنع فى مصر» مكاسبه كثيرة ويمكن تعميمه على مستوى أكثر من دولة.

 

الأمن المائى

 

وحول رؤية لجنة الشئون الإفريقية للاجراءات التى تقوم بها مؤسسات الدولة المصرية لحماية الأمن المائى لمصر، قال الدكتور شريف الجبلى، إن ملف الأمن المائى قضية تتعامل معها مؤسسات الدولة، وهذا ما نتابعه فى ملف سد النهضة، لكن ما يمكن أن يقدمه البرلمان فى هذا الأمر هو توثيق العلاقات البرلمانية مع دول حوض النيل.

وأشار إلى أنه يمكن تشكيل جمعيات صداقات برلمانية مع عدد من برلمانات دول شرق إفريقيا وهذا يساعد على دور «الدبلوماسية الشعبية» مع هذه الدول دعما للمصالح المصرية وحقوقها المائية، وهذا ما تابعناه مثلا فى زيارات من سفراء ومسئولين بهذه الدول فى البرلمان المصرى، بجانب التمثيل المصرى فى البرلمان الإفريقى، وهذه خطوات مهمة جدًا على مستوى العلاقات المصرية مع هذه الدول.

وأشار الجبلى فى هذا الإطار، إلى ما حدث خلال زيارته الأخيرة للسنغال والتى التقى خلالها نائب رئيس البرلمان السنغالى، وتم الاتفاق على إنشاء جمعيات صداقة برلمانية والتعاون على مستوى البرلمان الافريقى، والتنسيق معا فى هذا الملف.

وشدد الجبلى، على ضرورة التواجد القوى للدولة المصرية فى المنظمات الافريقية والتجمعات الافريقية، خصوصا وأن مصر من أكبر الدول الداعمة للاتحاد والبرلمان الافريقى.

 

مدارس وبعثات وطلاب وافدون.. «التعليم» قوة ناعمة تربط جسور الأخوة بين مصر والسودان

 

«القاهرة» تستضيف أكبر مركز تعليمى للطلاب السودانيين

 

يعد ملف التعليم من الملفات التى تحتفظ بعلاقات تاريخية وطويلة بين مصر والسودان وجنوب السودان، كأداة للقوة الناعمة لمد جسور المعرفة والتواصل العلمى والحضارى بين أبناء شعبى وادى النيل.

وفى هذا الإطار تستضيف القاهرة واحدة من كبريات المدارس التعليمية للطلاب السودانيين داخل أو خارج السودان، فى مرحلتى التعليم الأساسى والثانوي، حيث جرت امتحانات الشهادة الثانوية السودانية بمركز التعليم السودانى فى الجيزة وهو الأكبر على الإطلاق داخل أو خارج السودان، ويقدر عدد الطلاب بالمدرسة الأولى التى يجرى بها الاختبارات ١١٠٦ طلاب، وبالمدرسة الثانية ٤٤٠ طالبًا، ينتمون إلى دولتى السودان وجنوب السودان ويعيشون على الأراضى المصرية، وهو عدد لا يتوفر بهذه الكثافة فى الداخل السودانى.

وجرت أعمال الاختبارات تحت إشراف إدارة الجيزة التعليمية، حيث يتم وضع الامتحانات بالسودان وإرسالها إلى مصر لإجراء الاختبار ثم يعاد إرسال الإجابات إلى السودان للتصحيح وإعلان النتائج.

وعلى مستوى شهادة التعليم الأساسى السودانية، أقيمت الامتحانات بمركز امتحانات مدرسة أمير الشعراء بالجيزة، ومركز المجلس الإفريقى بالدقى، وهو الأكبر أيضًا على الإطلاق داخل وخارج السودان، حيث يصل عدد الطلاب الذين أدوا الامتحان بمركز أمير الشعراء 2164 طالبًا وطالبة، وفى مدرسة المجلس الإفريقى بعدد 384 طالبًا وطالبة. مدارس مشتركة بين القاهرة والخرطوم

وحسب إحصائيات وزارة التعليم المصرية، يصل إجمالى عدد المدارس المصرية بدولة السودان 9 مدارس مصرية فى السودان موزعة ما بين مدارس للتعليم الأساسى والثانوى الأكاديمى ويبلغ عددها 6 مدارس و3 مدارس للتعليم الثانوى الفنى، وهناك 7 مدارس مصرية فقط لا تزال تعمل حتى الآن بالسودان.

ويصل إجمالى عدد الطلاب المصريين بالسودان 37 طالبًا مصريًا فقط من إجمالى 1470 طالبًا وطالبة فى مختلف المراحل التعليمية دارسين داخل مدارس البعثة، فيما يبلغ عدد المعلمين والعاملين بمدارس البعثة إجمالى 166 معلمًا وإداريًا، موزعة كالتالى (5 مديرى مدارس - 37 معلما ابتدائيا - 31 معلم إعدادى - 49 معلم ثانوى عام - 10 معلمين ثانوى فنى - 7 معاونين - 27 عاملًا).

أما فى مصر فتوجد مدرسة واحدة سودانية بمصر مرخصة للعمل، ويصل عدد الطلاب الوافدين من دولة السودان للتعليم داخل مدارس مصر نحو 9 آلاف طالب وطالبة يدرسون بالمدارس الحكومية والخاصة فى مصر.