الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«درس بيانو».. رواية تعكس الصراعات المجتمعية

صدرت حديثًا رواية «درس بيانو» للكاتب الدكتور أشرف إبراهيم، رواية «درس بيانو» وهى رواية اجتماعية تتناول قصة «حمدي» عازف البيانو الذى يمتلك الموهبة والمهارة، ولكنه يفتقر للوسائل والعلاقات اللازمة لتجعل منه عازفا مشهورا، لذلك يتجه «حمدى» لما يعتقد أنه طريق مختصر ليبلغ من خلاله المجد والشهرة اللذين يطمح ويتطلع إليهما، ولكنه يفاجأ بوعورة هذا الطريق الذى ظنه مختصرًا ممهدًا، وبأنه صار فريسة بدلًا من أن يكون صيادًا للفرص. وتتوالى الأحداث سريعًا ويمر «حمدي» بكثير من المآزق والصعاب.



الرواية تعكس صراعات الطبقات الاجتماعية فى واقعنا اليومي، فى «درس بيانو» يتناول الكاتب كذلك المشاكل النفسية وتأثيرها على أبطال القصة، وتأثيرها على المجتمع ككل. يحاول الكاتب أيضًا إثارة مخيلة القارئ وفضوله من أجل محاولة فهم أبعاد شخصيات الرواية بشكل أكثر عمقًا من خلال رسائل عديدة يطرحها بين سطور روايته.  وأهم هذه الرسائل هى تحفيز القارئ للإجابة عن السؤال الوجودى الذى تطرحه الرواية .

«هل تستقيم الحياة صوابًا وخطاً... حلالًا وحرامًا ... أبيض وأسود مثل مفاتيح البيانو؟ أم أن التحايل الرمادى شر لا بد منه؟».

وتتصاعد الأحداث وما إن نظن أنها النهاية حتى يفاجئنا الكاتب بتحول فى أحداث الرواية ليتركنا فى حالة تفكير عميق فى شخوصها مع تغير مصائرهم

يستلهم الكاتب أسلوبًا لغويًا مكثفا ليعبر به عن أفكاره، اعتمادًا منه قراءاته فى فن القصص القصيرة.

ومن نسيج الرواية:

«حياتى سلسلة من الأمل وخيبته.. الحلم وانكساره.. والرغبة وكبتها. ‏يتخلل هذه السلسلة لحظات من الصدمات والفواجع التى تقصم ظهر أى رجل. أبى كان مدرسًا للرسم، فاته قطار الدروس الخصوصية ولم يلحق بطائرة الإعارات أو صاروخ وظائف الخليج، فاستقر به الحال فى أحد شوارع القاهرة الضيقة المتربة، ‏أما أمى فكانت مدرسة للموسيقى، كانت ذات موهبة وجمال ملحوظين، ولكن أبى الصعيدى القح رفض أن تعمل أمى حتى بالتدريس، وأرادها ست بيت خالصة له، فكانت نعم الست فى بئس البيت».

ثم هاهو يظن موهبته وبالًا عليه ويصفها قائلًا:

«فى اليوتوبيا تكون الموهبة طريق الإنسان للمجد، أما فى عالمنا فهى طريق الإنسان للجنون».

«عانيت الكثير والكثير حتى استطعت أن ألتحق بمعهد الموسيقى، نالت موهبتى استحسان أساتذتى ونال صبرى ومثابرتى إعجابهم، فكنت دائمًا «البريمو» بين طلبة المعهد، ولكن ذلك لم يشفع لى كى أكون ضمن طاقم التدريس‏، أو أكون من العازفين الأوائل المعروفين. ‏حقًا كما يقولون … توريث المال دون موهبة هو عز مع الجهل، أما توريث الموهبة دون مال فهو الجحيم بعينه».

يذكر أن أشرف إبراهيم. هو طبيب بشري. حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة من كلية الطب بجامعة الإسكندرية. عام 1993 .صدر له عدة كتب ما بين رواية وقصص قصيرة وكتب فى مجال التنمية البشرية باللغتين العربية والإنجليزية، وتعتبر روايته «درس بيانو» باكورة أعماله الروائية، وقد لاقت منذ انطلاقتها نجاحًا ملحوظًا وإقبالًا جماهيريًا جيدًا، كما حازت الرواية على تقدير واستحسان القراء لأحداثها الغنية ولغتها الراقية.