السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى ذكرى مولده

«هامسون».. أديب نوبل النرويجى صانع الحداثة الروائية

فى مثل هذا اليوم من عام 1895، ولد الروائى والشاعر النرويجى كنوت هامسون، الذى عاش حتى سنة 1952 ونال جائزة «نوبل للآداب» فى 1920. 



عاش طفولة معذبة تركت آثارها واضحة فى جل أعماله. وفى سنوات شبابه سافر إلى الولايات المتحدة ليعود منها بعد بضع سنوات كارها للرأسمالية المتوحشة، ولاعنا لأصاحب الثروات الكبيرة.

ويعتبره البعض صاحب «أول مانيفستو للحداثة الروائية»، بفضل أسلوبه المميز فى روايته «الجوع»، والتى أصبحت ذائعة الصيت فى العالم، وغمرت شهرتها حضور بقية أعمال هامسون الروائية وأبرزها «بينونى وثمار الأرض»، وثلاثيّة «تحت نجمة الخريف»، «المتشرّد والعازف»، و»البهجة الأخيرة»، إلى جانب ديوانيْ الشعر «الجوقة المتوحشة» و»الأناشيد البريّة». 

ويرى النقاد فى أعمال هامسون تأثراً دائماً بأفكار الفيلسوف الألمانى نيتشه، وتحديداً فلسفة «القوة الإنسانية»، و»الأنا العليا». 

رواية «الجوع» التى كُتِبت عام 1889 تعدّ واحدةً من أهم كلاسيكيات الأدب الأوروبى المعاصر، وبفضلها احتل هامسون مكانة مرموقة بين الروائيين الكبار، الذين صاغوا مخيلة الحداثة الأوروبية.

ومن ناحية أخرى وجدت الرواية اهتماماً نقدياً لافتاً واكب صعود منهج الواقعية الاشتراكية، بفضل المدّ الذى مهّد لوقوع الثورة «البلشفية» عام 1917.

تعد رواية «الجوع»، التى نشرها كنوت هامسوم عام 1890، إحدى الدعائم الأساسية لعمل هذا الكاتب النرويجى المثير للجدل، والذى ساعدت روايته فى ترسيخ أدب القرن العشرين،على الرغم من أن الجودة الأدبية لأعماله الأولى، المعترف بها فى عام 1920 مع جائزة نوبل، لا تزال سارية، إلا أن شخصية هامسون العامة (1859-1952) كانت مثيرة للجدل فى بلاده حتى وفاته، بسبب قربها من النازية والأيديولوجيات الفاشية ( على الرغم من توسطه لإخراج المقاومة النرويجية من السجن)، مما أدى إلى محاكمته بتهمة الخيانة فى نهاية الحرب العالمية الثانية.

الرواية صنفت ضمن أفضل 100 عمل أدبى على مر العصور وفقا لتصنيف مكتبة بوكلوبن العالمية الصادر عام 2002، وكانت السبب فى نيل مؤلفها جائزة نوبل للآداب عام 1920.

وقد نشرت أجزاء منها بصورة مقطعة فى المجلة الدنماركية “Ny Jord” عام 1888م، وتقع أحداث الرواية فى أواخر القرن التاسع عشر فى أوسلو، وتروى مغامرات شاب جائع تتجه أحاسيسه بالواقع بعيداً نحو الجانب المظلم من مدينة حديثة،  ففى حين يحاول عبثاً الحفاظ على مظهر خارجى من الاحترام، إلا أن تدهور وضعه الذهنى والجسدى .الشاب لم يكن لديه الرغبة فى ممارسة مهنة احترافية، إذ كان يرى أنها غير صالحة لشخص بقدراته.

إحدى مساهمات هامسون العظيمة فى الرواية الحديثة هى الخوض فى العمق النفسى لشخصياتها ، هربًا من التفاهة التى قدمها المؤلفون الآخرون.

كان هامسون يكره إنجلترا ويخشى الأمركة. كان فى أمريكا مرتين ، كعامل حصاد، انخرط فى آليات الزراعة الصناعية، كقائد ترام فى صخب المدينة الكبيرة.

من خلال جائزة نوبل للآداب ، كرمت الأكاديمية السويدية رواية هامسون ، لكن ألمانيا جعلته مشهوراً، خاصة من خلال القراء الألمان والنظام الألماني. كتب هامسون مدحًا حماسيًا لأدولف هتلروقدم دعمه مرات لا حصر لها للحكومة النرويجية الموالية للنازية فى ذلك الوقت ، فقد كشف هامسون عن نفسه كواحد من أهم الكتاب وأكثرهم إعجابًا بالنازية فى عصره.

كان كنوت هامسون يتمتع بحياة طويلة ، نصفها تقريبًا فى القرن التاسع عشر ونصفها فى القرن العشرين. لقد عانى من تغيرات اقتصادية جذرية (الفقر فى النرويج ثم المجاعة لاحقًا) وتغيرات سياسية (حربان عالميتان وشموليتان) خلال هذا الوقت.

عاش هامسون فى عزلة خلال السنوات الأخيرة من حياته، وأصيب أكثر من مرة بنوبة عصبية حادة، اشتدت عليه فى آخر أيامه حتى توفى عام 1952.

وأعادت دار «المدى» نشْر «الجوع» ضمن سلسلة روايات «نوبل»، كما نُشرت ترجمة للرواية مرتين عام 2010 عن دار «ميريت» بتوقيع رندة حكيم وشيرين عبدالوهاب، ومرة أخرى سنة 2013 عن دار «الحكايات للطباعة والنشر»، وأنجزها إدوار أبوحمرا، مع ترجمة المصرى الشرقاوى حافظ أيضاً.