السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

منتجات قرية «جراح» بالدقهلية تخصصت فى صناعة وزخرفة الزجاج

القرية الزجاجية أو قرية جراح مركز أجا بمحافظة الدقهلية قرية نموذجية  لا يوجود بها عاطل واحد ولا تسمع فى شوارعها إلا صوت أفران صهر الزجاج وماكينات النحت والزخرفة وأفران التحميص واختفاء المقاهى والبطالة تماما ولا تجد فى القرية فتاة عانس أو شاب تأخر فى سن الزواج فالجميع يعمل ويكسب  كما أنها من القرى التى تنخفض فيها معدلات الجريمة بشتى صورها كما أن معدلات الفقر منخفضة للغاية.



قرية جراح الصناعية كما يطلق عليها  استطاع أهلها أن يضعوها على الخريطة العالمية وأن تكون رقمًا صعبًا فى الصناعة واكتسبت شهرتها من مصانع الزجاج وورش زخرفة وتلوين الزجاج وهى تقع على بعد 15 كيلومترًا من مدينة المنصورة، وعلى الجانب الشرقى لبحر المنصورة، ورغم أن تعداد سكانها لا يتجاوز 12 ألف نسمة إلا أنها استطاعت أن تجذب الأيدى العاملة إليها  من كل القرى  والمدن المحيطة بها من داخل وخارج المحافظة ٠

القرية استطاعت أن تبدأ صناعة الزجاج من مرحلة الرمل حتى تحويله الى عجينة وتشكيلة ثم زخرفته بالألوان الذهبية والألوان الأخرى والتى اكتسبت شهرة كبيرة فى الدولة العربية و بعض الدول الأوروبية. 

بدأت القرية فى صناعة الزجاج مع  بداية الثمانينيات على يد أحد أبنائها الذين تعلموا هذه الصناعة فى أحد المصانع المتخصصة وتمكن أن ينقلها إلى قريته حتى أصبح بالقرية أكثر من  100 ورشة و أربعة  مصانع كبرى. 

ومن خلال إتقان الصناعة بالقرية لحرفتهم تمكنوا أن يصلوا بها إلى مكانة متميزة فغزت الأسواق المحلية بجميع محافظات مصر، واستطاعت هذه القرية أن تبنى لها مكانة متميزة وسط الصناعات المحلية تعمل القرية بنظام دقيق ومحكم فلا مجال لأى شىء آخر سوى العمل فالعمال يعملون ثلاثة ورديات على مدار 24 ساعة وكل واحد يعرف دوره تمامًا وذلك قبل جائحة الكورونا  التى تسببت فى حدوث انكماش للاقتصاد بشكل عام  والتأثير السلبى الحاد على تلك الصناعة وأصحاب المصانع والورش والعمال نتيجة خفض ساعات العمل التى وصلت إلى  وردية واحدة بل وصل الأمر إلى عمل معظم الورش عدة أيام متقطعة على مدار الشهر نظرا لتوقف حركة التصدير إلى حد كبير وحالة الركود لحركة البيع والشراء. 

ويقول محمد سعد: إنه يوجود عدة مراحل  تبدأ بشراء الزجاج من المصانع سواء داخل مصر أو من خارجها كالسعودية أو تركيا والصين ثم تمر على ماكينات الحفر واللاستر ثم الرش والتلوين وبعدها تدخل الفرن فى دراجات حرارة عالية لتثبيت الألوان ثم مرحلة التطقيم والتعبئة فى كارتين وأخيرًا البيع.  

ويؤكد أن أعمال  الزخرفة من الفنون الجميلة التى تمارسها القرية من زمن بعيد، والتى تبدأ بالرسم على الزجاج بأشكال مختلفة من الرسومات تتماشى مع السوق المحلية، ثم النحت لتفريغ هذه الرسومات بواسطة حجر يعمل بالكهرباء ثم زخرفتها بأشكال مختلفة من ماء الذهب وغيره.

ويقول محمد عبدالرحمن حاصل على دبلوم:  عملت نحو ١٥عاما فى مصنع للزجاج بعدها فكرت فى امتلاك ورشة خاصة لنحت وزخرفة الزجاج فكان لا بد من توفير مكان وأفران ومعدات ورأس مال وكل ذلك كان صعبًا جدا  فقمت بعمل جمعية مع بعض الأصدقاء فى القرية ادخرت فيها فلوسى وعندما قبضت الجمعية بدأت فى عمل الورشة والتى تحتاج نحو 20 ألاف جنيه ووفرت  أكثر من 15 فرصة عمل للشباب للعمل معى بالورشة مؤكدا أن الكثير يخاف أن يتحدث عن الإنجازات التى نحققها خوفا من الضرائب والتأمينات وغيرها إلا أننا نجتهد من أجل النهوض بالصناعة المصرية وتوفير فرص عمل للشباب واشتكى من ارتفاع كبير فى أسعار المواد الخام وألوان الزجاج وارتفاع قيمة التأمينات على العمال مما يرغم أصحاب المصانع والورش بعدم التأمين  على العمال كما نعانى نقصًا حادًا فى الفرص التصديرية نتيجة للوضع السيئ الاقتصاد العالمى ووباء الكورونا وعدم استقرار الدول المحيطة التى كانت تعتمد على التصدير لها مثل ليبيا والسودان والعراق ولبنان فلابد من فتح منافذ جديدة حتى لا تنهار تلك الصناعة وتشريد الآلاف من أصحاب تلك المهنة وغيرها من المهن التى ارتبطت بتلك الصناعة حيث ظهرت بالتوازى مع صناعة وزخرفة الزجاج كالاتجار فى الألوان والذهب والستان والكرتون بل إنه تم إنشاء مصانع للكرتون ليتم نقل الأطقم بها وتصديرها بالإضافة إلى انتشار سيارات النقل والتى تنقل المنتجات إلى المحلات وإلى التصدير وقام شباب من القرية بالاعتماد على أنفسهم  كالاتجار بالمنتجات الزجاجية فى الأسواق وفتح منافذ توزيع جديدة فى القرى والمدن.  

ويشير هيثم أحمد ٤٢ سنة  إلى أن المصانع الموجودة بالقرية تركز  بتصنيع الكأس البلدية، والكوب الشعبى و«الشفشق»، وأطقم الشربات، وهذه الأصناف تصنع من الزجاج الكسر لأن أسعارها فى متناول  الجميع  فيقوم بسحقه وخلطه بالرمل الجبلى المحلى ذى اللون الأبيض ويتم خلطه مع مادة مستوردة اسمها «صدا» ويتم  ذلك فى حفر عميقة، ثم يتم وضع  هذا الخليط فى فرن مبنى من الطوب الحرارى له مواصفات خاصة فارتفاعه ٥ أمتار وعرضه ٤ أمتار ومزود بماسورة هواء ويعمل فى درجة حرارة عالية جدًا تصل إلى ١٠٠٠ درجة مئوية ويتم وضع الخليط بها  حتى يتحول إلى عجينة سهلة لينة صالحة للتشكيل.

ثم  تبدأ مرحلة التشكيل من خلال اسطمبات خاصة  من خلالها يتم  تصنيع الكأس أو الكوب فيأخذ العامل بقطعة صغيرة من العجينة بواسطة سيخ من الحديد مفرغ من الداخل لنفخ الهواء به مع كل مرة ووضع العجينة على قالب حديدى لعمل قاعدة الكأس ثم قطعة أخرى لاستكمال جسم الكأس ثم قص الجزء الزائد وكل ذلك يتم  خلال دقيقتين فقط  قبل ان تبرد بعدها  تبدأ مرحلة التحميص فيتم وضع ما يتم تشكيله من زجاج  داخل الفرن مرة أخرى ولكن تحت درجة حرارة٤٠٠م ويتم وضعها بطريقة منتظمة وتتحرك الكاسات  عن طريق ماتور وسير خاص فيخرج من الجهة الأخرى أن يخرج حتى النهاية مكتملًا وشديد الصلابة بعدها يصل مرحلة الزخرفة والتعبئة والبيع.