الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

يوميات الناس فى لوحات برمال الوادى الجديد

فى جناحه فى معرض ديارنا، يضع الفنان أحمد وهبة أمامه مجموعة من الأحجار الرملية التى يستخدمها بألوانها المختلفة، وبجانبها أكياس من مسحوق كل حجر بلون مميز، ليرى محبو فن الرسم بالرمال كيف يرسم اللوحات، المتراصة فى الجناح. 



من الواحات الخارجة، جاء فنان الرسم بالرمال «أحمد وهبة»، إلى مارينا 5 بالساحل الشمالي، ليعرض بورتيرهاته، التى اتخذت من الطبيعة مادة وموضوعا معا لكل لوحة، يوثق فيها ليوميات أهالى الواحة، ويعود إلى سنوات مضت، يرصد خلالها موسم حصاد المحصول الرئيسي»البلح»، والملابس والبيوت وعادات وتقاليد الأفراح ولعب الأطفال، كل هذا على خشب شجر الدوم، الذى ينتشر حول عيون الماء فى الواحة.

منذ التسعينيات قرر المخرج المسرحى بقصر ثقافة الوادى الجديد «أحمد وهبة» أن يتميز فى نوع مختلف من الرسم، واختار الرمل، بعد أن جذبته ألوانه فى جبال الواحة، بألوانها الطبيعية من دون استخدام أى صبغات، وأصبح هدفه تخليد التراث والحياة البدوية القديمة بواحاتها.

عندما لاحظ الفنان أحمد وهبة 63 سنة، عدم وجود اللون الأزرق السماوى فى رمال الواحة الخارجة، فكر فى أى يستغنى عنه فى رسم السماء بتحديد وقت الرسم غروبًا أو شروقًا حين لا يكون لون السماء أزرقًا خالصًا، ويختار الحجر الرملى ذى الصلابة المناسبة، بحيث لا تكون الرمال ناعمة فتتعجن مع المادة اللاصقة، ولا تكون خشنة، فتبرز عن سطح اللوحة.

يستخدم وهبة الغراء الأبيض مع مادة طبيعية تستخرج من شجرة العشار فرائحتها النفاذة تبعد الحشرات وتحافظ على اللوحة من السوس والنمل، وهى مادة لصق فعالة، يضع ثلاث طبقات من الغراء الأبيض، وأخرى من الرمال، وبعد أن تجف كل طبقة، يبدأ برسم الرمال الملونة.

الرسم بالألوان له تقنية محددة عند وهبة، «استخدم لونا واحدا لرسم تفصيلة ما فى اللوحة، وعندما يجف، يطلى اللوحة بالغراء مرة أخرى، ليستخدم لونا آخر لرسم تفصيلة أخرى، حتى لا تختلط الألوان، ولا أنتظر حتى تكتمل اللوحة لأبدأ فى رسم غيرها، بل أشتغل فى أكثر من لوحة فى وقت واحد، لأعطى فرصة لكل واحدة كى تجف، قبل أن أعود إليها مرة أخرى لإضافة التفاصيل».

مشاهد علاقات الناس فى الواحة، نقلتها بعض اللوحات، مثل جلسات السمر فوق سطح البيوت «الطرمة» خاصة فى الصيف، يناول أهل كل بيت الطعام والشراب، لأهل البيت الآخر، وقد ينامون فوق السطح، للطافة الطقس فيه، خبز العيش الواحاتى، ساعة العصارى، دق الأرز، الرحايا، البكاء على اللبن المسكوب .

بين لوحات الواحة، تبرز لوحات لوجوه إفريقية وأخرى بورتريهات لشخصيات عامة، ولوهبة خبرة فى رسم الجداريات المرسومة برمال الواحات، فى عدد من المنشآت السياحية بمناطق شرم الشيخ والغردقة والساحل الشمالى «صعوبة الجداريات فى إن لزق الرملة وتثبيتها أصعب، غير الشغل فى الشارع، جدارية شرم الشيخ بحجم 15 مترًا وبارتفاع 4 أمتار فى طريق دهب».

لوحات وهبة تتراوح أسعارها بين  200 جنيه، وحتى 7 آلاف جنيه، «السعر ليس حسب حجم اللوحة وإنما فى المجهود الذى بذل فيها، وكثرة التفاصيل التى أعود إليها أكثر من مرة فى اللوحة، ويساعدنى ابنى فى تسويق أعمالى عبر الإنترنت، فتذهب إلى بلاد بعيدة، ويقتنيها عشاق هذا الفن».

يتمنى وهبة أن يشارك فى تدريب الشباب على فن الرسم بالرمال، برعاية وزارة التضامن الاجتماعى، وبأن تتبنى الدولة إقامة مرسم عالمى بالرمال والخامات البيئية بالوادى الجديد، على غرار قرية تونس فى الفيوم ، خاصة مع اهتمام الرئيس السيسى بإحياء الحرف والفنون التراثية».