الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تجارتى من أجلهم رابحة

تحية طيبة لبريد روزا وبعد…



أنا سيدى الفاضل زوجة فى العقد الثالث من العمر أعانى ضغوطًا لا حصر لها بسبب زيجاتى الفاشلة، تزوجت أول مرة وأنا فى سن العشرين من شاب حاصل على دبلوم فنى يعمل بالتجارة الحرة مع شقيقه، بينما أنا حاصلة على مؤهل عال تربوى ولا أعمل، كانت حياتنا مستقرة فى بدايتها رغم اكتشافى عيب لا يطاق فيه - وهو بخله الشديد، لكننى ارتضيت وتقبلت أى شيء لأنعم بالاستقرار فى كنف رجل يرحمنى من ذل السؤال بعد وفاة والدى وأنا فى سن صغيرة وطفلة وحيدة لأمى المغلوبة على أمرها ما بين معاش بسيط وحياة صعبة، مما جعلنى أشعر بمسئوليتى تجاهها فهيأت نفسى للموافقة على أول عريس يتقدم لخطبتى بدلًا من هذا الحال البائس وتقبل الصدقات من الغريب قبل القريب، وبرغم تمتعى بالجمال والطموح إلا أننى كنت ولازلت أبحث فقط عن الاستقرار الاجتماعي. حتى تحققت تلك الأمنية بفضل من الله وتزوجت ورُزقت بتوءم «ولد وبنت» يملأن عليَّ الدنيا،، بعد بضعة أشهر تبدلت أحوالى سريعًا حيث انتقلت والدتى إلى الرفيق الأعلى ثم اكتشفتُ حقائقَ صادمة فى كل من حولى  بداية من زوجى الذى رأيته بعينى وهو يشاغل زوجة أخيه وهى تضحك أثناء إعدادها لواجب ضيافتنا، وكذَّبتُ حينها إحساس المرأة الذى لا يخيب، لكن وجودنا ببيت واحد وتعوده على الذهاب إليها فى غياب شقيقه وهما لم يُرزقا بأطفال حتى الآن زاد من شكوكى تجاهه حتى ضبطه عندها فى أحد الأيام وكانت ترتدى ملابس لا تليق، فقررت أن أشكوها لزوجها، لكنه صفعنى برده البارد «انتى عاوزانى أخرب بيتين»، عندما قررت مواجهة ومعاتبة زوجي، فقال: «ولو فى حاجة بينا أخرك ورقة طلاق ونفقة وتروحى لحالك، الباب يفوت جمل» - فلم أتمالك نفسى وطلبت منه الطلاق، وهو لم يخف فرحته لكنه اشترط تنازلى عن قائمة المنقولات، فوافقت وتم الطلاق بعد عشرة دامت ٥ سنوات، ثم استلمتُ توءمي وعدت إلى بيت أبي، وعلى الفور بحثت عن عمل يساعدنى على تلبية احتياجات أسرتى إلى جانب نفقة قدرها ٥٠٠ جنية فقط. وفى النهاية منَ الله عليَّ بفرصة للتدريس بمدرسة خاصة ظللت بها طيلة ٥ سنوات وهى المدة التى قضيتها قبل أن يتقدم لى زوجى الحالي، رجل بلغ سن المعاش كان يعمل بإحدى المؤسسات العسكرية، توفت زوجته وليس له أبناء، يتمتع بصحة جيدة وسيرته طيبة بين الناس فحسبته مناسبًا لى عوضًا عن تجربتى الأولى الفاشلة، مما جعلنى أوافق على طلبه بترك عملى بالمدرسة ، بعد أن تم الزواج وفى اليوم الأول لى معه أخبرنى بأنه يعانى من مشاكل تمنعه عن مباشرة حقوقه الزوجية بسبب أعمال دجل قام بها أحد أقاربه ممن يحقدون عليه، لم يشغلنى هذا الأمر سيدى الفاضل لا من قريب أو من بعيد قدر بحثى فقط عن راحة واستقرار ابنى وبنتى وتفوقهما فى دراستهما، لذا طمأنته وقلت له لا تشغل بالك بهذا الأمر لأننى لا أفكر فيه وكل ما يعنينى هو أنت ، كنت أظنه سوف يفرح بكلامى ويحتوينى عوضًا عن حرمانى من حق لا تتنازل عنه كثيرات، لكنه تحول لإنسان غيور شكاك حتى مع تدينى وتعففى الذى يشهد به كل الناس، أصبح يسألنى عن كل تحركاتى وأنا أجيبه بثبات وأدلة ويقين، لم أجادله أو أواجهه بشكوكه يومًا، بل أدعو له بالهداية من أجل نفسه ومن أجلنا - وهو يهيننى أمام ولدي وبنتى ويسبنى بأبشع الألفاظ، مما جعلنى أكره الدنيا وأكتأبت من هذا الظلم والافتراء، لا أعرف ماذا أفعل أستاذ أحمد - هل أطلب منه الطلاق وتكون هى ثانى تجاربى الفاشلة مع الزواج وربما الأخيرة، أم أتمسك بالأمل عسى الله أن يهديه رغم فقدانى لهذا الأمل الضعيف!؟   

 

عزيزتى ع. ص تحية طيبة وبعد...

لو فتشنا جميعا سنجد تفاصيلًا صعبة فى حياتنا مشابهة لنفس الأحداث التى عشتيها أنتِ، لكن بزوايا مختلفة. ودائما ما يكون الصبر على القدر المُسير بإرادة الله هو الفيصل لتخطى كل تلك الظروف بثبات ويقين، يقول العزيز الحكيم عن جزاء الصابرين فى سورة يوسف - بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) صدق الله العظيم. وأنتِ عزيزتى كنتِ ولازلتِ من المحسنين الصابرين من أجل أطفالك، أخلصتِ لزوجك الأول وصبرتِ على بخله كما حاولتِ تصويب أحواله غير السوية مع زوجة أخيه للحفاظ على كيان الأسرة، إلا أنه رفض تقويم نفسه الأمارة بالسوء وتمادى ولم يفكر فى التوقف عن جرم لا يغتفر باستغلاله ضعف شخصية أخيه وفساد أخلاق زوجته وتوغل فى طريقه المعوج بدوافع شيطانية، ثم كتب بيديه النهاية المؤسفة وهى أبغض الحلال كنتيجة منطقية لتنصله من مسئولياته تجاهك وتجاه طفليه بالإضافة لتشويه براءتهما. من جهة أخرى فإن زوجك الحالى هو غير مناسب على الإطلاق لأنه بنى حياته معكِ على الغش والخداع ولم يكن صادقًا قبل أن يدخل بكِ ويبلغكِ بتفاصيل عدم قدرته على القيام بواجباته الحميمية حتى يكون لك القرار باستكمال عقد زواجكما أو أن يمضى كلٌّ منكما فى طريقه بعيدًا عن الآخر وهذا حقك فى اتخاذ القرار المناسب، بل من الواضح بالنسبة لى أنه إنسان شكاك لن تستقيم حياتك معه على النحو الذى يرضيكِ، لأنه لم يتوقع قبولك لظروفه المرضية أو أن تظهرى رضوخك لواقع ضعفه الجنسى وأنك لن تطلبى منه زيارة طبيب لفحصه ومداواته، لذا فهو يعيش فى دوامة لن تتوقف من الشك تجاهك بدلًا من تقديرك والبحث عن الطريقة التى يعوضك بها عن هذا النقص الذى لا ذنب لك فيه، بل إنَّه بدأ يتطاول عليكِ بألفاظ لا تليق بقدسية العلاقة التى بينكما ولا يصح أن يسمعها أو يراها أطفالك، وعطفًا على كل ما سبق فإننى أنصحكِ بطلب الطلاق من هذا الرجل لأنك لن تبلغى الاستقرار المنشود معه، بل ربما تسوء الأمور بينكما وتتطور لما لا يحمد عقباه فى ظل تمكن وساوسه الشيطانية تجاهك وتحكمها فى ردود أفعاله وتصرفاته، وعليك بالتركيز  بعد تلك الخطوة فى البحث عن عودتك للعمل، لأنه كفيل بإعانتكِ على طى كل الصفحات المؤلمة من حياتك،، اشغلى وقت فراغك بقراءة القرآن والتقرب إلى الله ومتابعة طفليك، وثقى بأن تجارتك من أجلهما رابحة إن شاء الله، و أقترح عليكِ أيضا بأن تعفى نفسك بالزواج الثالث إذا تقدم لك من يقدركِ بحق، وليس معنى فشل الزيجة الأولى والثانية أن هذا المشروع برمته كتب الله له الفشل على الدوام، بل هو اختبار لقوة صبرك وإيمانك وأنتِ نجحتِ فيه، فلا تحرمى نفسك من متع الحياة، واعلمى بأن هناك رجالًا يعانون من عدم التقدير أيضا، كانت لهم تجارب مماثلة مع زوجات لا يراعين الله فيهم، ربما تجدين منهم من يجد ضالته فيكِ كزوجة صالحة مكافحة تستحق كل خير لتبدآن حياتكما من جديد فى سلام وأمان.  دمتِ سعيدة وموفقة دائما ع. ص