الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

القرى المنتجة.. قاطرة الــتنمية بالمحافظات

المنيا دفش بلد العنب.. تصدر إنتاجها للأسواق الأوروبية

تتميز المحافظات بوجود قرى متخصصة فى إنتاج بعض ما تقوم عليه الصناعة والزراعة فى مصر وهى بمثابة نوارة وعلامة مميزة فى كل محافظة.. وتحتاج هذه القرى إلى معرفة الدولة بأهميتها لكى تصبح رافدا مهما فى بناء الاقتصاد المصرى..



 وتتميز هذه القرى بموقعها الجغرافى الشهير ومنها ما هو متميز فى صيد الأسماك مثل قرية الشخلوبة التى تتميز بمراكب الصيد بمختلف أنواعها وأحجامها، والغزل، والشباك، ويغدو أهلها باكرًا ساعين على رزقهم اليومى ويعودون محملين بالخيرات من الأسماك بمختلف أحجامها، فتلك المهنة التى يمتهنها أهل القرية بالكامل ويعيش عليها الكبير والصغير.. وكذلك قرية دفش هذه القرية المنياوية الشهيرة والتى تصنف بأنها من القرى المنتجة التى لا تعرف معنى البطالة، لما تمتلكه من مورد اقتصادى كبير هو زراعة وتصدير العنب، فجميع سكان القرية من أمهر مزارعى العنب وتتم الاستعانة بهم بمحافظات أخرى لما يتميزون به من مهارة. 

وكثير وكثير من هذه القرى .. «روزاليوسف» رصدت أهم هذه القرى وأهم المهن التى يعمل بها أهلها فى هذا الملف.. 

 

على بعد ١٠ كيلومترات شمال غرب مدينة سمالوط توجد قرية دفش إحدى القرى التابعة لمجلس قروى قلوصنا، أشهر قرى مصر إنتاجا وتصديرا لمحصول العنب، حيث تشتهر القرية بإنتاج أصناف متعددة من محصول العنب سواء للسوق المحلية أو التصدير للدول العربية والأوروبية. 

ويزرع مزارعو قرية دفش أكثر من ١٢ صنفًا من أصناف العنب، بل ينتشرون خارج القرية لزراعة مساحات أخرى، لتغطية الطلب على المحصول الأشهر والذين يتميزون بإنتاجه.

وتعد قرية دفش من القرى المنياوية الشهيرة والتى تصنف بأنها من القرى المنتجة التى لا تعرف معنى البطالة، لما تمتلكه من موارد اقتصادية كبيرة هى زراعة وتصدير العنب، فجميع سكان القرية من أمهر مزارعى العنب وتتم الاستعانة بهم بمحافظات أخرى لما يتميزون به من مهارة.

يقول ناصر رجب أحد العاملين بزراعة العنب : إن أجر العامل فى موسم العنب قد يصل لأكثر من ١٠٠ جنيه يوميا فهناك من يعملون فى الزراعة ومن يعملون بتقليم العنب ومن يقومون بالحصاد بل هناك تجار فى البيع والشراء للمحصول والاتفاق مع شركات التصدير وأيضا عمالة نقل المحصول أو من يقوم ببيع مستلزمات الإنتاج من مبيدات ومعدات حتى الحطابين ممن يجمعون السيقان القديمة سواء لتقليمها وتجهيزها وبيعها لعمل الدعامات لشجر العنب الذى تتمليل أغصانه بسبب ثقل الثمار، أو بيعه من أجل تصنيعه لفحم. 

ويؤكد عيسى عادل أحد مزارعى العنب بدفش أن محصول العنب هو مصدر رزق سكان القرية  فجميع أفراد الأسرة حتى الأطفال يعملون بموسم العنب، سواء من يقومون بالزراعة داخل القرية أو خارجها، موضحا أنه من سكان قرية دفش وقمت باستئجار مساحات من الأراضى خارج القرية وزراعتها بمحصول العنب. 

فالصنف الأشهر والمطلوب بالأسواق الأوروبية وخاصة دولتى فرنسا وايطاليا هو العنب الأحمر الرومى، ثم دخلت أصناف جديدة حسب حالة السوق والتى يحدد سعرها الإقبال عليها.

وأشار كرم البركة مزارع، إن القرية  يصل تعداد سكانها نحو ٢٥ ألف نسمة، تكاد تكون خالية من الموظفين، فمعظم سكانها مزارعون، يستحوذون على جميع مستلزمات إنتاج العنب، ويزرعون قرابة ٢٠  ألف فدان داخل القرية فقط إضافة إلى مناطق وقرى أخرى، ما يوفر عمالة يومية خلال موسم الزراعة والحصاد تقدر بنحو ١٥ ألف عامل على مستوى محافظة المنيا ومحافظات أخرى.

ويطالب مختار جاب الله مزارع، بضرورة أن تساعد الدولة صغار المزارعين وتدعم برامج الإرشاد الزراعى للتعامل مع المتغيرات الجديدة مثل المناخ والمساعدة فى زيادة المساحات المنزرعة لزيادة التصدير ورفع المستوى الاقتصادى للمواطنين بالقرية وإقامة مشروعات قائمة على المحصول مثل مصانع التعبئة للتصدير أو صناعة الجلوكوز أو الزبيب. 

ومن جهته أشار حسين عبدالرحمن ابوصدام نقيب عام الفلاحين أن محافظة المنيا مركز رئيسى لإنتاج العنب بمصر، فهى تستحوذ وحدها على زراعة ما يزيد على ١٨ ألف فدان من إجمالى زراعات العنب بجمهورية مصر العربية.

وأضاف عبدالرحمن أن مصر تزرع نحو ١٨٠ ألف فدان من الأنواع المختلفة من العنب ويحتل محصول العنب المركز الثانى فى التصدير من بين جميع أنواع الفاكهة المنزرعة فى مصر بعد الموالح وأضاف، أن الأنواع المنتشرة بمصر من العنب تنقسم الى نوعين رئيسيين هما العنب المحلى مثل أنواع العنب البلدى والبناتى والرومى الأحمر وينتج الفدان محصولًا يتراوح ما بين ٨ إلى ١٠ أطنان وتنضج هذه الأنواع متأخرة بداية من شهر يونيه الى شهر نوفمبر وتباع هذه الأنواع بالسوق المحلية.

والأنواع الأجنبيه مثل الايرلى وال سوبر يز والفليم   وتنتج هذه الأنواع محصولًا يتراوح ما بين 11الي15 طنًا وهى أنواع تنضج مبكرًا بداية من شهر مايو الى شهر سبتمبر ومعظم محصول هذه الأنواع يصدر للخارج لدول الاتحاد الأوروبى وشرق اسيا وروسيا  والصين.

واتجهت الدولة خلال الفترة الأخيرة إلى الاهتمام بالقرى ذات الميزة التنافسية والتى تشتهر بمحاصيل اقتصادية كبيرة من خلال مشروع التكتلات الاقتصادية لتطوير منظومة الإنتاج والتصنيع والتطوير الزراعي، وزيادة حجم الاستثمار وزيادة مساحة الحصة التصديرية للمنتجات المحلية، مما يعود بالنفع على جميع الجهات الشريكة، ورفع مستوى دخل العاملين بتلك التكتلات وسلسلة القيمة.

وأكد اللواء أسامة القاضى محافظ المنيا، إن أهم محاور التنمية الاقتصادية الواعدة بالمحافظة، والتى تم حصرها هى تكتلات العسل الأسود، النباتات الطبية والعطرية - العنب، البنجر، السمسم ومشتقاته، البطاطس.