السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بعد صدور روايته درس بيانو

أشرف إبراهيم: أراهن دائما على ذكاء القارئ وارتباطه بالعمل

بين الأبيض والأسود تتجاور العديد من الدرجات الرمادية حتى تلتحم بالسواد فى النهاية ولكن كم يتكلف الانسان عناء هذه الرحلة غير مأمونة العواقب، هذا ما تناقشه رواية «درس بيانو» للكاتب  الدكتور أشرف إبراهيم والذى صدر له عدة كتب ما بين رواية وقصص قصيرة وكتب فى مجال التنمية البشرية باللغتين العربية والإنجليزية، وتعتبر روايته «درس بيانو» باكورة أعماله الروائية وحولها دار الحوار التالى:



■ ما هى الفكرة الرئيسية للرواية ولماذا اخترت هذا الاسم؟

ـــ رواية «درس بيانو» هى رواية اجتماعية تتناول قصة «حمدى» عازف البيانو الذى يمتلك الموهبة والمهارة، ولكنه -بحكم انتمائه لأبناء الطبقة المتوسطة- يفتقر للوسائل والصلات، لذلك يتجه «حمدى» لما يعتقد أنه طريق مختصر ليبلغ من خلاله المجد والشهرة اللتين يطمح ويتطلع إليهما، ولكنه يفاجأ بوعورة هذا الطريق الذى ظنه مختصرًا ممهدًا، وبأنه صار فريسة بدلًا من أن يكون صيادًا للفرص. وتتوالى الأحداث سريعًا ويمر «حمدى» بكثير من المآزق والصعاب لنرى معًا فى النهاية إن كان يستطيع العودة للطريق القويم أم يضيع فى متاهة الطرق الملتوية.

واخترت اسم «درس بيانو» لأن الرواية تقدم قصة تعتبر بمثابة درس من دروس الحياة، درس تعلمه «حمدي» بطل الرواية بالألم والدم، لا بالقلم والطبشور.

■ احتوت الرواية على العديد من الإشارات لأنواع المقطوعات الموسيقية وأنواعها فهل تعمقت بها من أجل الرواية؟

ـــ بالفعل، برغم اننى أمتلك خلفية موسيقية لا بأس بها، فأنا مستمع جيد للموسيقى، إلا أننى قضيت وقتًا طويلًا فى «استذكار» الموسيقى وانتقاء المقطوعات الموسيقية المناسبة للرواية. وهذا نوع من الأمانة الأدبية التى ألتزم بها تجاه القراء، فعندما يتكلم «حمدي» عن مهنته كعازف بيانو محترف فإنه يجب أن يكون مقنعًا للقراء، وأولى خطوات الإقناع هى الصدق. اذا كنت ملزمًا بأن يكون «حمدي» صادقًا مع من يقرأ قصته.

■ اخترت اللغة العربية الفصحى حتى فى مقاطع الحوار التى لم تخل منها الرواية فلماذا لم تكتبها بالعامية؟

ـــ أنا أحب العامية وأعتبرها أقرب إلى قلب القارئ، ولى بالفعل عدد من المؤلفات التى ستصدر قريبًا وستكون بالعامية، ولكن لأننى خلال هذه المؤلفات أحاول أن أشرح موضوعات شائكة وبالتالى أحتاج أن أكون أكثر قربًا للقارئ.

ولكن، هذا لا يعنى أن نتغاضى عن رقى وجمال الفصحى، فالفصحى هى لغة الأدب وحروف الجمال. وفى «درس بيانو» قررت أن أقبل التحدى وأقدم عملًا أدبيًا يدمج رقى الفصحى مع سهولة الأسلوب وقربه للقراء مع اختلاف ظروفهم وخلفياتهم. والحمد لله فإن الآراء والانطباعات التى تصلنى تدل على أننى نجحت فى مهمتى بتقديم عمل يجمع بين رقى الفصحى وسلاسة الأسلوب وتشويقه.

■ اعتمدت على المشهدية فى معظم الفصول فكيف ترى أهميتها فى رسم المكان والشخصية؟

ـــ المشهدية ووضع الكاتب فى المشهد الدائر الذى أرسمه فى كتابتى كان حجر الأساس فى إكساب «درس بيانو» عنصر التشويق وأنا أحاول فى كتاباتى أن يكون القارئ جزءًا من مشهد درامى يحدث حوله، وليس فقط سطور يتم قراءتها. أحاول أن أخاطب القارئ كأننى أصف مشهدًا من فيلم أو مسلسل، وطالما وجدت هذه الطريقة هى الأقرب للوصول لقلب وعقل القارئ.

■ فى بعض المقاطع آثرت المباشرة أفلم تخشى تسرب الملل للقارئ جراء اختيارك؟

ـــ أنا فى الأصل كاتب قصص قصيرة، لذا أنا أهوى الكتابة بقلم خفى بين السطور، وأراهن دائما على ذكاء القارئ وارتباطه بالعمل، وهذا ما حدث بالفعل مع «درس بيانو»، فبرغم أسلوبى المباشر إلا أن سرعة الأحداث وتلاحقها من جهة والرسائل الضمنية بين سطور الرواية من جهة أخرى جعلا القارئ منجذبًا للعمل راغبًا فى قراءته للنهاية.

■ ما رأيك فى المشهد الروائى المصرى العربى؟

ـــ نحن فى وسط بحر من التحديات التى تواجه الرواية العربية، وما زلنا مقبلين على تحديات جمة أخرى. فالأجيال القادمة تحتاج أن تكون أكثر تذوقًا للأدب العربى وخاصة الرواية، ودور النشر يجب أن يكون لها معايير واضحة بل صارمة تجعلها ملتزمة بنشر ما يستحق النشر بغض النظر عن اسم الكاتب او عدد متابعيه، أما الكتاب فيجب أن يعلموا أن نجاحهم يتحدد بجودة «آخر» أعمالهم، وأن عملا واحدا دون قيمة يمكنه أن يهدم تاريخ كامل من النجاحات، لذا فإن عليهم بذل المزيد من الجهد فى تنقيح والارتقاء بأعمالهم.

■ حدثنا عن مشروعك الادبى القادم؟

ـــ انتهيت والحمد لله من روايتى «نوبة هياج»، وهى رواية اجتماعية، وإن شاء الله تكون انطلاقتها فى معرض القاهرة الدولى للكتاب القادم. وهناك سلسلة من القصص القصيرة والخواطر والمقالات العلمية باللغة العامية والتى أقدمها من خلال سلسلة كتب تحت اسم «خد من أخوك»، أحاول فيها تبسيط مجموعة من المواضيع الشائكة والمعقدة للقراء.

■ هل تأثرت كتابتك بمهنتك كطبيب؟

ــ بالطبع، وسيظهر ذلك جليًا فى سلسلة كتب «خد من أخوك». دراسة الطب وممارسته تتيح للإنسان أن يقابل المئات بل الآلاف من النماذج البشرية ويجتاز العديد والعديد من الخبرات والاختبارات الإنسانية والاجتماعية. ولطالما كنت أخبر من حولى أن يومًا واحدًا كطبيب فى أى مستشفى حكومى سوف يمنحك مادة أدبية تكفيك لتأليف كتاب كامل. ولدينا أمثلة كثيرة لكتاب مصريين وعرب عظماء مثل يوسف إدريس ونبيل فاروق وأحمد خالد توفيق رحمهم الله جميعًا. وأرجو الله أن أكون واحدًا من أولئك الأطباء الأدباء الذين أثروا الساحة الأدبية. وأتعشم أن تكون «درس بيانو» هى أول خطواتى لتحقيق هذا الحلم.