الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مصر تقود مهمة إنقاذ إفريقيا من «كورونا»

وسط التأثيرات الكبيرة والمتعددة لجائحة كورونا على كثير من دول القارة الإفريقية، تحتفظ الدولة المصرية برصيد كبير فى تقديم الدعم الطبى والصحى واللوجستى لغالبية دول القارة منذ بداية الجائحة لتجاوز تداعياتها على شعوب القارة، وتعددت قوافل المساعدات والدعم لجميع دول القارة  دعمًا للأنظمة الصحية بها، خصوصًا فى فترة الإغلاق الدولى.



وكما كانت القاهرة داعمًا أساسيًا لدول القارة فى ظل انشغال معظم دول العالم بوضعها الصحى الداخلى، تستهدف أيضا مصر توفير لقاحات كورونا للدول الإفريقية فى ظل غياب عدالة التوزيع العالمى للقاحات، من هنا جاءت أهمية اتجاه الدولة المصرية لامتلاك قدرة التصنيع المحلى للقاحات كورونا فى ظل قلة إنتاجها العالمى، حتى تتحول مصر مركزا إقليميا لإنتاج اللقاحات، لسد الاحتياج المحلى وتوفير اللقاحات للأشقاء فى الدول الإفريقية.

 

من هذا المنطلق، خطت الدولة المصرية أولى خطوات توطين صناع لقاحات كورونا فى القارة الإفريقية، ببدء إنتاج لقاح «سينوفاك» الصينى، بشراكة مع الجانب الصينى، وهى خطوة ضمن سلسلة من الخطوات الأخرى لإنتاج لقاحات أخرى تم اعتمادها من قبل منظمة الصحة العالمية، وهو ما يصب فى النهاية فى صالح توفير احتياجات القارة الإفريقية والمنطقة من لقاحات كورونا، فى ظل زيادة الطلب عليها رغم قلة خطوط إنتاجها.

هذه الرؤية أكدها الرئيس عبدالفتاح السيسى عند افتتاح مدينة الدواء فى القليوبية إبريل الماضى، وهى الأكبر فى المنطقة وتستهدف توطين صناعة الدواء بمصر لصالح المنطقة ودول القارة الإفريقية.

 

توفير احتياجات إفريقيا

وفى هذا الإطار كان تأكيد وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد باستعداد مصر لتلبية احتياجات الدول الإفريقية من لقاحات فيروس كورونا، من خلال الإنتاج المحلى للقاحات بمصانع شركة «فاكسيرا» المملوكة للدولة، وذلك «بعد سد الاحتياج المحلى».

تأكيد وزيرة الصحة جاء خلال استقبالها د. بهاء الدين زيدان رئيس هيئة الشراء الموحد المصرية، ورئيس مجلس إدارة البنك الأفريقى للصادرات والواردات بروفسور بنديكت أوراما، والوفد المرافق، لبحث خطة توريد شحنات لقاحات «جونسون آند جونسون» عن طريق آلية مجموعة العمل الإفريقية للحصول على لقاحات كورونا (AVAT)، بالتعاون مع البنك الإفريقى للصادرات والواردات.

وحصلت مصر على أول دفعة من شحنات (جونسون آند جونسون) التى بلغت 261 ألفًا و600 جرعة ومن المتوقع وصول 700 ألف جرعة كدفعة ثانية خلال الفترة المقبلة».

وأوضحت وزيرة الصحة إن الطاقة الإنتاجية لمصانع «فاكسيرا» يمكنها تصنيع أنواع مختلفة من لقاحات فيروس كورونا وتوزيعها للدول الإفريقية من خلال آلية مجموعة العمل الإفريقية للحصول على لقاحات كورونا، وذلك بهدف توطين صناعة اللقاحات فى القارة الإفريقية.

وفى نفس الوقت أشارت الوزيرة إلى قدرة مصر على توفير احتياجات الدول الإفريقية من أدوية «الملاريا والإيدز والإيبولا» وغيرها من خلال مدينة الدواء المصرية (جبتو فارما)، مؤكدة قدرة مصر على تصنيع أنواع مختلفة من اللقاحات واستعدادها التام لنقل تكنولوجيا تصنيع اللقاحات والأدوية، وإرسال فرق طبية لنقل وتبادل الخبرات مع الدول الإفريقية.

تطعيم 50 مليونًا بالقارة

أيضا سبق وأن أعلنت وزيرة الصحة المصرية فى يوليو الماضى، عن خطة لتوفير 1.3 مليار دولار، عن طريق مؤسسة «ماستركارد»، على مدى السنوات الثلاث المقبلة، بالشراكة مع المركز الإفريقى لمكافحة الأمراض والأوبئة التابع للاتحاد الإفريقى، لنشر اللقاحات فى إفريقيا، ضمن مبادرة «انقاذ الأرواح وسبل العيش».

وترتكز المبادرة على تمويل شراء اللقاحات الإضافية اللازمة لتطعيم 50 مليون شخص فى القارة، ودعم قدرات التصنيع المحلى للقاحات فى القارة السمراء، فى إطار اتجاه منظمة الصحة العالمية لبحث إمكانية وجود مجمع للتصنيع بكل إقليم، وفقًا لمعايير محددة أبرزها توافر بنية تحتية جيدة للتصنيع وخبرة نقل التكنولوجيا فى صناعة اللقاحات.

ومن المتوقع بدء تصدير اللقاح الصينى، محلى الصنع فى مصر، نهاية عام 2021، أو مطلع 2022 على الأكثر، حسب الدراسات التى يتم أجراؤها، مع ارتباط هذه الخطوة بالكميات الفعلية المتوفرة من لقاحات كورونا لاستخدامها داخل مصر.

وتقول مصادر بوزارة الصحة والسكان، إن الخبراء الصينين المتعاونين مع شركة «فاكسيرا» أكدوا إمكانية وصول كمية اللقاح المصنعة داخل مصر لأكثر من 300 مليون جرعة سنوياً، خاصة فى ظل الاتفاق على تصنيع المادة الخام للقاح بمصر خلال عام 2022.

مواجهة الأوبئة بإفريقيا

وفى هذا الإطار أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية والوقائية، إن مصر تقود دعم الدول الإفريقية لمساعدتها فى مواجهة الأوبئة، مشيرًا إلى أن مصر لها دور كبير فى آلية توفير لقاح كورونا فى الاتحاد الإفريقى.

وأضاف تاج الدين فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف» أن مصر مؤهلة لتكون مركز إنتاج اللقاحات على المستوى الإفريقى والشرق أوسطى، موضحًا أن إفريقيا مازالت تعانى من الكثير من الأمراض والأوبئة، وبحاجة شديدة للدعم الذى تقوده مصر بتجربتها العلمية الفنية الصحية ضمن جهودها للتعامل مع أزمة انتشار جائحة كورونا.

وأوضح مستشار الرئيس للشئون الصحية أن الكميات المستهدفة للتصدير لإفريقيا والدول المستهدفة، كلها جوانب موضع دراسة، لكن مصر وبتوجيها من الرئيس عبدالفتاح السيسى، تعمل مع الاتحاد الإفريقى لتحقيق الأمن الدوائى، مشيرا إلى أن مصر لديها القدرة لتكون مركزا لتصنيع اللقاحات بالمنطقة وفى القارة الإفريقية.

وأشار إلى أن القدرات التى تمتلكها مصر تمكنها من إنتاج لقاحات كورونا وأيضا لقاحات كل الأوبئة التى نحتاجها وبعض الخامات الدوائية وبعض أدوية الأورام، فنحن نستهدف تصنيع كل اللقاحات سواء التى نحتاجها، أو التى يمكن أن نحتاجها مستقبلا مثل الإنفلونزا الموسمية، طالما أن الفكر متوفر والقدرة موجودة لبدء خطوط الإنتاج بتقنيات مختلفة.

وأوضح تاج الدين أن جنوب إفريقيا تسير فى نفس الخطى لإنتاج اللقاحات، ونحن نتعاون مع لجنة ادارة الأزمة فى إفريقيا ومع الاتحاد الإفريقى ومع هيئة الدواء والغذاء الإفريقية لدراسة كل ما يتعلق بتوفير اللقاحات لدول القارة الإفريقية.

مساعدات لـ30 دولة

يضاف ذلك إلى سلسلة المساعدات المصرية لدول القارة الإفريقية منذ بداية جائحة كورونا، فوفقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى لمؤسسات الدولة لإرسال مساعدات عاجلة لدول القارة الإفريقية، فقد تم إرسال مساعدات إلى 30 دولة إفريقية.

وجاءت قيمة المساعدات حوالى 4 ملايين دولار فى شكل مساعدات عينية طبية، لمساعدة الدول الإفريقية فى جهودهم لاحتواء التحديات الناجمة عن انتشار جائحة كورونا، وذلك فى إطار مساهمة مصر فى الصندوق الإفريقى للاستجابة لفيروس «كوفيد - 19» التابع للاتحاد الإفريقى».

وجاءت هذه المساعدات على ثلاث مراحل حيث شملت المرحلة الأولى 10 دول إفريقية، بقيمة تقارب 1.6 مليون دولار، ثم الشريحة الثانية والثالثة استهدفت 20 دولة إفريقية.