الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

فى المعرض العام 42

100 فنان من بين 287 يمثلون الفن المصرى الحديث والمعاصر

مع اقتراب كل دورة للمعرض العام نجد حزمة من الإشكاليات المعتادة سوف نعيد طرحها لعلها تكون المرة الأخيرة فى رصدها. بعد مرور 42 عاما على المعرض العام لم تعد المقولة الشهيرة النمطية أنه معرض لرصد الحركة الفنية التشكيلية المصرية مقولة دقيقة. وذلك بسبب تعدد الفعاليات الفنية التى تقام على مدار العام من جهات رسمية وخاصة وأفراد. نخطئ فى حق الفن المصرى لو حملنا المعرض العام وحده أنه رصد لفنانى مصر بالكامل 2021، بنظرة إيجابية العام والخاص الكل يكمل الآخر.



 

إشكاليات كل عام 

 

 المعرض العام ليس مسابقة كما كان فى الماضى فلا يلتزم الفنانون بـ«التيمة» على مدار سنوات وسنوات جرت العادة أن يختار الفنان من لوحاته أو منحوتاته عملًا من آخر إنتاجه بحسب شروط المشاركة أو يقدم عملًا يعرض لأول مرة، فهذا أمر يرجع لكل فنان. التيمة ليس إلا مقدمة استرشادية قد تفيد الفنان وقد لا تؤثر ومع ذلك نجد من يعترض عليها وعلى مضمونها.

مقاطع رغم مشاركته فى الدورات السابقة بكثافة ربما له أسبابه محق فيها أو مخطئ، قرر المقاطعة بسبب تكرار رفض عمله رغم تغير اللجان والقوميسير كل دورة، نجوم السوشيال ميديا مقاطعون هم نجوم صنعتها اللايكات والكومنتات والقلوب والورود والمجاملات وحين زادت أعداد اللايكات وجدناهم يطالبون بالدعوات للمقاطعة. أما من تم قبولهم من خلال استمارة المشاركة هؤلاء فقط الجادين الواثقين من قيمة عملهم الفنى ولا يعنيهم هوية القوميسير أو اللجنة.

 

احتجاجات قصر الفنون

 

 اقيمت الدورة ( 30 ) قصر الفنون والقاعة المستديرة بنقابة التشكيليين وقاعات متحف محمود مختار وذلك لاستيعاب اكبر عدد من المشاركين. اعترض المشاركون لماذا لم تعرض اعمالهم بقصر الفنون. 

على صفحات «روزاليوسف» من متابعتنا السنوية لدورات المعرض العام قدمنا متابعنا للصالح العام نختزل منها أهم ما جاء. فى الدورة (36) وبتاريخ 27 يونيو 2014 ذكرنا :» بعد الاكتفاء بقصر الفنون للمعرض العام كشفت العروض العيوب المعمارية للقصر ان الممرات الجانبية والسلالم والمطالع بين الأدوار لا تصلح لعرض لوحات تصويرية أو منحوتات». ثم تم غلق جميع الممرات وكالمعتاد الشكوى كانت من تزاحم الأعمال. بتاريخ 29 يونيو2015 الدورة ( 37 ) ذكرنا : إن رغم حرص المنظمين الدقيق فى توزيع الأعمال بقاعات القصر،إلا أن فكرة مسيطرة أن العارضين فى مدخل القصر هما الأفضل إما الأدوار العليا لعنة الله عليهما!. وبتاريخ 19 يونيو 2016 الدورة (38) ذكرناه : نقترح تحويل المعرض العام إلى معارض نوعية تقدم على مدار شهور وذلك لفض الاشتباك العددى ومنح كل مجال فنى مساحة. وإلغاء الدعوات نهائيًا ونعود كما كنا الكل باستمارة مشاركة». وبتاريخ7 فبراير2019 الدورة (40 ) ذكرنا: تعرضت الدورة إلى الهجوم بسبب إقامة المعرض العام بالمتحف رغم أنها ليست المرة الأولى لتفريغ المتحف للعروض الفنية».

 

التنمر بين الأكاديميات 

 

 دورات كثيرة لمعرض العام وخصوصا دورات ما قبل 2011 مرت بهدوء لم ينشغل أحد بهوية القوميسير وكأن ما أصاب مصر من تطرف فكرى أصاب التشكيليين بالتعصب والعنصرية.

البحث عن هوية القوميسير هل هو كلية تربية فنية أم فنون جميلة أو الكليات الأخرى او ليسوا من دراسى الفن. تصدرت العنصرية المشهد لصالح من تتخطاه المصالح، لكن ليس كل اكاديمى فنانا وليس كل فنان يجب ان يكون اكاديميا، بيكاسو أو محمود سعيد ليسا من خريجى الفنون. يجب بتر هذه المقولات السلبية وتخليص المعرض العام من شوائب فكرية صنعها من صنعها. نريد ان يعود المعرض العام كما كنا فى السابق فنا وفنانين فقط. عنصرية الاتجاه الفنى 

بالدورة الحالية (42) مثل كل الدورات انتشرت الجملة المعتادة وكأنها ختم جاهز حتى قبل افتتاح المعرض ان « المستوى الفنى لا يليق بالعرض». بالنسبة لى هذه الجملة قمة الاستفزاز وهجوم غير مفهوم وعدم احترام للفنانين المشاركين ولكن وفى جملة واحدة « الكل لا يعجبه الآخر والآخر أيضا لا يعجبه الكل». 

تعلمنا من رواد النقد الفنى ان نحترم كل التجارب الفنية بما فيها الناقصة وغير المكتملة. التقيت مع بعض الفنانين المشاركين احدهما يعتنق التجريدية بل ويتنفسها ولم يعجبه وجود لوحات بها زخارف ويعيب على الفنانين ويطالبهم بالتحرر من التقاليد والنظم البنائية برغم من ان «هنرى ماتيس» و»جوستاف كليمت» مبدعى الزخارف. والثانى يتساءل عن فن الرسم واشار الى ان الهاربين من الرسم فى تزايد ويجدون فى المذاهب الأخرى منفذا لهم واكثرهم من سكان السيريالية. والثالث قالها بوضوح ليس كل المذاهب الفنية موجودة وكأننا (كوبى بست) من صفحات تاريخ الفن. هذه التفسيرات السابقة تشير إلى أن كل فنان يميل بدون قصد أو تعمد إلى توصيف خاصة حول ماهو الفن. رغم أنها عنصرية التقيم الفنى إلا انها حدثت فى تاريخ الفن حين علق «فان جوخ» على أعمال «مايكل أنجلو» وقال عنه: «لوحات مايكل أنجلو رائعة فقط، ولكن الفنانين الحقيقيين لا ينمقون الأشياء مثلما هى فى الأصل، بل يظهروها كما يشعرون بها». 

 

من هو الفنان المشارك 

 

لكى لا يضيع مجهود الفنانين المشاركين بالدورة (42) قمنا بتقسيم العارضين إلى فئات إنصاف للفن وليس للأشخاص. أولهم الشباب من تخطوا 35 عامًا عدد قليل، وهذا يرجع إلى أن بعضهم انتبه مبكرًا إلى أهمية وجودهم فى قاعات عرض خاصة من أجل الحصول على مردود ملموس وتسويق واقتناء وهذا أمر طبيعى أنهم زمنهم وعالمهم وحقهم. لو أردنا زيادة عددهم نختص الحاصلين على جوائز الصالون بدعوات رسمية لضمان إضفاء بصمة الشباب بالعرض.

ثانيا: ممارسو الفن على فترات متباعدة فى كل دورة تظهر اسماء وتختفى اسماء ربما منعهم وجودهم خارج مصر أو ضغوط جعلتهم لا يمارسون الفن بشكل اخترافى دائم. لذا تأتى تجاربهم الفنية متعطشة إلى مزيد من التجارب والتجريب وهذا لا يجعلنا أن تلقى عليهم الحجارة.

ثالثا: فنان نشط وله أعمال وجزء من الشهرة ومشاركات جماعية إلا أنه أخذ من التجريب مدرسته ولا يزال باحثا عن ذاته. وهذا النوعية متواجدة بالعرض 42 بل وبكل العروض وهؤلاء ايضا لم يفتلوا من اتهام انهم بلا بصمة واضحة، فى كل مشاركة نجد لهم حالة فنية متغيرة الأداء. وبما اننا منحناهم فرصة العرض فلنا ان نركهم يكملون بدلا من احباطهم.  رابعا: الدكتور الاكاديمى الممارس الفن منهم متحقق فنيا وله باع ومسيرة من الإنجازات، ومنهم من ليس له مشاركات مستمرة ويشارك فى حدود وقته وظروفه وهذا لا يقلل من شأنه هو معلم فن ويتحمل مسئولية اعداد فنانين المستقبل. نريد وسطا فنيا بلا تميز والكل مرحب به والفيصل الجوهرى هو العمل الفنى ذات القيمة وليس المؤهلات العلمية.. وخامسًا: هما المتحققان فنيا.

 

الدورة الـ 42 

 

بالدورة (42) المكرمون هم الخزاف محيى الدين حسين 1936، والنحات أحمد جاد 1946 -2020، المصور صبرى عبد الغنى1923 - 2021، والمصور سامح البنانى 1945 – 2020. شارك بهذه الدورة 287 فنانا من بينهم 100 فنان وفنانة ومن وجهة نظر نقدية يمثلون الاعمدة الخراسانية الراسخة فى تاريخ الجركة الفنية المصرية الحديثة والمعاصرة هؤلاء لهم مشروع فنى استغرق سنوات وسنوات من أعمارهم وكفاح واجتهادات وإنجازات وإخفاقات مع الفن وتوصيفه فى كل المدارس الفنية مع الموضوع والخامة والتاريخ والذات والوجدان وقراءات فلسفية ترجمت إلى مفردات وعناصر ورموز وعلامات وإشارات. 

وما قدم بالعرض هو تأكيد انهم ممسكون بكل خيوط مشروعهم وان كان لدى بعضهم رغبة فى التغير والتطوير مع الاحتفاظ بالبصمة. قدمت الفنانة الدكتورة فاطمة عبد الرحمن تجربة جديدة تعرض لاول مرة جمعت فيها خبراتها السابقة ومنحتها سمات بصرية جديدة، والفنانة نهى ناجى تخوض تجربة جديدة فى سياق مشروعها الانسانى، والفنان طه القرنى صدم الملتقى بمجموعة لونية جديدة درامية المشهد، والنحات المتفرد ناثان دوس قدم منحوتة بورتيرية شخصية لأول مرة تطويع خامة الجرانيت – والفنان حازم المستكاوى قدم حالة فنية معاصرة ومازال يكشف عن أسرار مشروعه، الفنان سامح إسماعيل والخروج عن النص والسياق وتجاوز التجريدية المعتادة منح وجدانه دور البطولة فماذا بعد قيادة الوجدان لمشروعه. الفنان احمد عبد الكريم حارس الحضارة المصرية وهو أحد الفنانين الذى يجيد الحافظ على بصمته ومشروعه رغم خوضه للعديد من المجالات الفنية رسم وتصوير – تجهيز فى الفراغ.

 وهؤلاء ال 100 نشهد لأعمالهم بالقيمة والاثر الفنى والصدق فى الأسلوب والاداء والمعالجة الفردية فنانين وفنانات من مختلف الاجيال والمجالات وهما وما حفظ الألقاب (أحمد عبد العزيز – زينب السجينى – جاذبية سرى - مصطفى الرزاز –مصطفى عبد المعطى – رباب نمر - محمد مندور – محسن عطية - فرغلى عبد الحفيظ – صلاح حماد - أحمد رجب صقر - محمد عبلة – حمدى عبدالله – صلاح المليجى - هويدا السباعى – إيمان اسامة - وجية وهبة– هيثم عبدالحفيظ– إسلام زاهر - يسرى القويضى– حمدى أبو المعاطى - خالد زكى –– عماد أبوزيد – سعد العبد -خالد حافظ – إسلام عبد الله – إسلام حمزة – أحمد سليم - سيف الإسلام صقر – أسماء الدسوقى -عبدالوهاب عبد المحسن – عماد عبدالوهاب – طاهر عبد العظيم – محمد غالب - ضياء الدين داود - إيمان عزت - تامر رجب – رواء الدجوى - محمد كمال –– مصطفى عيسى - أسامة امام حمزة– حسام صقر – محمد الفيومى - هند الفلافلى – عمر الفيومى – جمال الخشن– على نبيل وهبة - أيمن لطفى – السيد قنديل – شعبان الحسينى – حاتم شافعى – محمد عبد الهادى – إيمان حكيم – شادى أديب – أشرف عبد القادر – سعيد بدر – طارق الكومى– عاطف أحمد – مجدى أنور- يوستينا فهمى – هانى فيصل – مرفت الشاذلى – نيفين فرغلى – مها جورج – مصطفى بط – أسماء العماوى – ايمان بركات – طارق عبد العزيز – عمار شيحا – هانى رزق – هشام عبد الله – عادل هارون - إسلام عباده – شرين البارودى – مرفت السويفى – سلوى رشدى - احمد شيحا – عبد السلام عيد – أحمد عبد الفتاح – عمرو العطار – إبراهيم شلبى – عبد المجيد اسماعيل – ايمن قدرى – آلاء نجم – محمد المسلمانى – عماد ابراهيم – احمد محى حمزة – محمد بنوى – وئام المصرى – على حبيش – رانيا ابو العزم – رانيا الحصرى.

 

الإعداد التوثيق والتنسيق 

 

القوميسر الفنان أحمد رفعت قدم دورة استثنائية فى ظروف صعبة ما بين وباء كورونا وحرارة الصيف دورة جيدة فنية بشكل عام نظرا لان اغلب الفنانين ليسوا فى كامل نشاطهم ومن العارضين نوجه لهم الشكر حيث كانوا من مصابى كورونا وانتصر الفن على الوباء وبالدورة فنانين مميزين ومتفردين ذكرناهم بالاسم ويحسب لهذه الدورة عدم مشاركة كل اعضاء اللجنة، وعودة المبتعدين من سنوات مثل الفنان فرغلى عبد الحفيظ وأحمد عبد الحفيظ.

اعتاد ان يقدم قصر الفنون تنظيما بصريًا مدروسًا فى العرض وهى مشقة ليس بالامر السهل قيادة ورؤية مدير قصر الاستاذ محمد ابراهيم اعتمد فى التنظيم بحسب انطباعنا على بالتية لونية متوافقة منحت الاعمال ربط وتلاشى الفاصل الحاد بين التصوير والنحت ففى بعض الاركان قاعة 2 تتألق لوحات العظيمة الفنان طارق الشيخ ولوحات الشغوف بالإنسان حنفى محمود وبينهما منحونات الفنان وكتلة التمرد احمد عسقلانى فيبدو للمتلقى انهم احد ابطال طارق الشيخ وحنفى محمود. 

على جانب التوثيق بالصورالفوتوغرافية قدم قصر الفنون لقطات لكل أجزاء العرض مما أتاح للجميع رؤية العرض.

 

مقترحات للدورة القادمة (43 )

 

أولا: تلغى الدعوات ونعود كما كنا الجميع باستمارة مشاركة، وتخصص الدعوات لكبار السن احترامًا لمسيرتهم وعطائهم. ثانيا: تحويله كما ذكرنا إلى مجموعة معارض نوعية فى كل قاعات وزارة الثقافة ويقام على مدار شهور ونحتفل بالفن المصرى وينفصل كل مجالين حتى يتيح لعدد أكبر للمشاركة ثالثًا: الإعلان عن الدورة الجديدة والقوميسير بفترة كافية حتى يتاح للقوميسير متابعة الفنانين فى معارضهم الخاصة ومشاركتهم الجماعية فى مراسمهم.