الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

د.فوزى إبراهيم عميد أكاديمية الإنتاج الحربى لـروزاليوسف:

هدفنا تخريج مهندسين مسلحين بالمهارات لتحقيق متطلبات الثورة الصناعية الرابعة

حوار: محمد فؤاد 



تصوير: مايكل أسعد  

تسعى «وزارة الإنتاج الحربى» لربط التعليم والبحث العلمى بالصناعة وتطوير منظومة التصنيع والإنتاج فى مصر من خلال الأذرع التعليمية التابعة لها، وذلك من منطلق إيمانها بأهمية ذلك للمساهمة فى نهضة الوطن، لذلك تحرص الوزارة على تأهيل خريجى المنشآت التعليمية التابعة لها لخوض غمار سوق العمل فور  تخرجهم متسلحين بالمهارات والقدرات التى تمكنهم من تطوير أفكارهم.

إذ يتبع وزارة الإنتاج الحربى العديد من المنشآت التعليمية التى تساهم فى تطوير مجال التعليم العالى والفنى فى مصر، ومن هذه المنشآت التعليمية «الأكاديمية المصرية للهندسة والتكنولوجيا المتقدمة»، والتى تعد صرحًا تعليميًا وبحثيًا متميزًا فى مجال العلوم الهندسية والتكنولوجيا المتقدمة، وتشرف عليها وزارة التعليم العالى والبحث العلمي، والأكاديمية معتمدة من المجلس الأعلى للجامعات، وتسعى الوزارة إلى أن تكون هذه الأكاديمية على المدى الطويل واحدة من أفضل الجهات التعليمية المشهود لها بالتفوق محليًا وإقليميًا ودوليًا فى مجال التعليم الهندسى.

لمعرفة المزيد عن الأكاديمية ودورها التقينا الأستاذ الدكتور فوزى إبراهيم عميد الأكاديمية المصرية للهندسة والتكنولوجيا المتقدمة، والذى قمنا بتهنئته فى بداية اللقاء نظرًا لتوليه عمادة الأكاديمية منذ فترة قريبة.

■ بداية.. حدثنا عن الأكاديمية والهدف من إنشائها.

يأتى إنشاء الأكاديمية من منطلق حرص وزارة الإنتاج الحربى على تكامل منظومتها، حيث تمتلك وزارة الإنتاج الحربى منظومة متكاملة تعمل من خلال خمسة محاور (صناعية، بحثية، نظم معلومات IT، إنشاءات، تدريب) وهو ما جعلها جزءًا مهمًا فى الصناعة الوطنية بما لديها من إمكانيات تكنولوجية وتصنيعية وفنية وكوادر بشرية متميزة إلى جانب مهمتها الأساسية فى تلبية الاحتياجات والمطالب العسكرية لقواتنا المسلحة الباسلة، وقد اهتم القائمون على الوزارة بتكامل منظومتها التعليمية، لذلك بخلاف المنشآت التعليمية التابعة لقطاع التدريب الذى يتبع وزارة الإنتاج الحربى تم إنشاء الأكاديمية المصرية للهندسة والتكنولوجيا المتقدمة لتكون صرحًا للتعليم الهندسى.

وتعد الأكاديمية مؤسسة تعليمية غير هادفة للربح، وتمنح درجة البكالوريوس فى الهندسة بنظام الساعات المعتمدة، حيث تستهدف تخريج مهندسين أكفاء ومدربين على أعلى مستوى ومؤهلين لخوض غمار سوق العمل فى المجالات الهندسية الحديثة وهى المجالات التى تحتاجها شركات الإنتاج الحربى وغيرها من الصناعات المتقدمة وذلك لدعم الصناعة المصرية.

■ ما نظام الدراسة بالأكاديمية؟

الدراسة فى الأكاديمية تكون لمدة 5 سنوات، الأولى المستوى العام حيث إن الدراسة بنظام الساعات المعتمدة ثم 4 سنوات دراسية، تقبل الأكاديمية المصرية للهندسة والتكنولوجيا المتقدمة الحاصلين على الثانوية العامة قسم رياضة، وهى معتمدة من وزارة التعليم العالى والبحث العلمي، ومدرجة فى تنسيق القبول بالجامعات ومكتب التنسيق ولها رقم طابع تنسيقى  «169». 

■ ما أقسام الأكاديمية؟

تتكون الأكاديمية من (3) أقسام، القسم الأول هو الهندسة الميكانيكية (شعبة الميكاترونكس) وهو القسم الذى يتم فيه دمج الأنظمة الميكانيكية والكهربائية والإلكترونية ونظم البرمجيات لعمل منتج نهائى مثل «الروبوتات» أو السيارات أو غيرها من مختلف الأشكال التى قد نحتاجها، والثانى هو الهندسة الكهربائية (شعبة الاتصالات والإلكترونيات)، أما القسم الثالث فهو الهندسة الكيمائية (شعبة الكيمياء).

■ ما الذى يميز الأكاديمية عن غيرها؟

تتميز الأكاديمية المصرية للهندسة والتكنولوجيا المتقدمة بالعديد من المميزات حيث تحرص دائمًا على أن تضم صفوة متميزة من أعضاء هيئة التدريس من أساتذة الهندسة ومعيدين على أعلى مستوى، ويحصل طلبة الأكاديمية على فرصة التدريب العملى فى الشركات التابعة لوزارة الإنتاج الحربى منذ العام الأول لالتحاقهم بالدراسة ليواكب الخريج متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، بالإضافة إلى توفير دورات تدريبية فى مختلف المجالات التى يحتاجونها، فضلًا عن وجود معامل تخصصية مجهزة بأحدث التجهيزات الإلكترونية وأعلى مستوى من التكنولوجيا الحديثة، سواء معامل كيميائية (الكيمياء العامة، الكيمياء العضوية، الهندسة الكيميائية، الكيمياء الكهربية) أو معامل هندسية (ميكاترونكس، التحكم الآلى، الدوائر المنطقية، الدوائر الإلكترونية)، وورش هندسية بها أجهزة حديثة للتدريب، حيث يتم إضافة كل ما يحتاجه المهندس فى التدريب ليصبح قادرًا ليس فقط على التشغيل أو متابعة العمل، ولكن لكى يكون قادرًا أيضًا على الابتكار والتصميم والتنفيذ حتى يخرج بمنتج جديد متميز يفيد المجتمع.

■ ماذا عن الخدمات الطلابية؟

توجد بالأكاديمية مكتبة إلكترونية، وانترنت يعمل بـ»أسلاك فايبر» عالى السرعة، وقاعات للاطلاع مكيفة، وإمكانية الاستفادة من مركز التميز العلمى والتكنولوجى التابع للوزارة فى تنفيذ البحوث التطبيقية ومشروعات الطلبة، فضلًا عن وجود انتقالات للطلبة وملاعب رياضية وصالة مغطاة، كما تضم الأكاديمية مركزًا لتنمية المهارات والإبداع لدى الطلاب يشرف عليه أساتذة متخصصون، كما يتم الحرص على تدريب طلاب الأكاديمية على ريادة الأعمال بالتعاون مع مركز الإبداع التكنولوجى وريادة الأعمال بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

■ هل يحق للخريج الانضمام إلى نقابة المهندسين؟

نعم يحق لخريج الأكاديمية الانضمام لنقابة المهندسين فور تخرجه فى الأكاديمية، فهى مسجلة على موقع نقابة المهندسين الإلكترونى من ضمن قائمة الجامعات والمعاهد الهندسية المعتمدة. ويتم تقديم منح مجانية للطلاب المتفوقين بالثانوية العامة والذين يتم ترشيحهم من مكتب التنسيق، وكذلك أبناء الشهداء يتم إعفاؤهم من الرسوم والمصروفات الدراسية خلال الفصل الدراسى التالى للالتحاق بالدراسة ويظل هذا الإعفاء ساريًا طالما حصل الطالب على معدل تراكمى مرتفع، كما تضع الأكاديمية نظامًا لتشجيع طلاب الأكاديمية المتفوقين عن طريق تخفيض المصروفات الدراسية بنسبة متدرجة مع المعدل التراكمي، وتوفر أيضًا فرص عمل وتدريب وتعيين الأوائل بمصانع الإنتاج الحربى.

■ ما أوجه التواصل مع الجهات التعليمية والبحثية الأخرى؟

هناك العديد من بروتوكولات التعاون المبرمة مع كبرى الجامعات المحلية والدولية وذلك بهدف تبادل الخبرات والمعرفة بما يحقق أقصى استفادة للطلاب «سواء طلاب الأكاديمية أو طلاب الجامعات الأخرى التى يتم التعاون معها» ، ومن هذه الجهات التعليمية (جامعة أميتى بالهند، الجامعة المصرية الصينية، كلية الهندسة بجامعات عين شمس والقاهرة وحلوان، مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، جامعة بدر، الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى).

■ هل هناك تعاون مع وزارة التعليم العالى؟

بالتأكيد، يتم التكامل مع وزارة التعليم العالى والبحث العلمى لتحويل الأفكار والمشروعات البحثية إلى مخرجات تصنيعية، خاصةً فى ظل ما تشهده البلاد من طفرة صناعية كبرى والتحول للمجتمع الرقمى، وإيجاد حلول للمشكلات التى تواجهها الصناعة فى ظل التوجه لتعميق التصنيع المحلى وتوطين الصناعة فى المجالات المختلفة للحد من الاستيراد وزيادة القيمة المضافة للاقتصاد المصرى.

■ هل هناك مؤتمرات علمية قمتم بتنظيمها؟

نعم تهتم الأكاديمية المصرية للهندسة والتكنولوجيا المتقدمة بتنظيم المؤتمرات التى تدعم هذا الاتجاه، فعلى سبيل المثال قامت الأكاديمية بتنظيم المؤتمر الدولى السادس والأربعين لرابطة العلماء المصريين بأمريكا وكندا فى الفترة من 24-26 ديسمبر 2019، بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي، وذلك تحت عنوان «التنمية المستدامة فى مصر - التطورات الابتكارية للغد»، تحت رعاية دولة رئيس مجلس الوزراء، وذلك بمشاركة (24) باحثًا مصريًا بأمريكا وكندا، بهدف الاستفادة من خبراتهم فى عدد من المجالات الحيوية المتعلقة بمختلف محاور التنمية المستدامة، حيث تمت مناقشة أكثر من (45) بحثًا علميًا عرضت العديد من الأفكار والأطروحات فى مجالات التنمية المختلفة مثل (الثورة الصناعية الرابعة، التكنولوجيا الخضراء، تدوير المخلفات، المدن الذكية، الهندسة والتكنولوجيا، التجارة والأعمال، العلوم الأساسية والطبية والصحة العامة، ... وغيرها من الموضوعات).

■ ما الحصاد من هذه المؤتمرات؟

 نجح «المؤتمر الدولى السادس والأربعون لرابطة العلماء المصريين بأمريكا وكندا» فى تحقيق أهدافه حيث كان بمثابة فرصة واعدة لفتح مجالات للتواصل بين العلماء بالداخل والخارج والباحثين وصناع القرار، كما كان وسيلة للتعرف على جانب من جهود الدولة فى مجالات التنمية المستدامة، وفى ختام المؤتمر تم الخروج بعدد من التوصيات فى ضوء ما تمت مناقشته خلال الجلسات، وقد أسفرت أعمال المؤتمر عن تدشين «المجلة الدولية للصناعة والتنمية المستدامة» على موقع بنك المعرفة المصري، والتى تعد منصة لنشر الأعمال العلمية المتعلقة بالبحوث الصناعية والعلوم والتكنولوجيا والتعليم والمجتمع.

■  ماذا عن المؤتمرات الأخرى؟

قامت الأكاديمية بتنظيم المسابقة الوطنية لتطبيقات الروبوتات فى الصناعة عام 2019 والتى أطلقتها الأكاديمية بمشاركة (8)  فرق من جامعة القاهرة وجامعة المستقبل والجامعة المصرية الصينية وجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا والمعهد التكنولوجى العالى للهندسة بالعاشر من رمضان، ونظمت الأكاديمية كذلك معرضًا للطلاب المبتكرين بالمدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم وذلك فى إطار حرص الأكاديمية الدائم على التواصل مع المجتمع المحلى وخدمة أبنائه ومن منطلق دعمها المستمر للعملية التعليمية ورعايتها للمبتكرين والمبدعين من مختلف المراحل العمرية من خلال  التعاون المثمر بين الأكاديمية ووزارة التربية والتعليم متمثلة فى مديرية التربية والتعليم بالقاهرة والإدارة المركزية للمراكز الاستكشافية.

■ ما خططكم لتطوير الأكاديمية؟

نسعى خلال الفترة المقبلة إلى الاستمرار فى إكساب طلابنا المزيد من المهارات التى تجعلهم مهندسين مطلوبين سواء على المستوى الوطنى أو العربى أو حتى الدولى وذلك بمجرد تخرجهم.

ومن خلال عدد من الأنشطة والبرامج سنسعى لتعليم الطلاب مبدأ «اصنع مستقبلك بيدك» حتى يبتكروا كل جديد ويكونوا إضافة حقيقية وإيجابية للمجتمع، نظرًا لأن سوق العمل يحتاج إلى رواد أعمال ينطلقون إلى السوق الحرة بأفكارهم وطموحاتهم لتحقيق مشروعاتهم الخاصة.

وأيضًا نجتهد للحصول على اعتماد الجودة حتى نصل ونرتقى بكل الخدمات المقدمة للطلاب من واى فاى ومسطحات خضراء وأماكن تقديم الأطعمة والمشروبات لتهيئة جو مناسب للطلاب وجميع العاملين بالأكاديمية.