الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بعد الهزيمة المدوية لحزب العدالة والتنمية الإسلامى

التجربة المغربية أثبتت فشل الإخوان فى إدارة البلاد

نشرت مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية مقالَا قالت فيه: إن جماعة الإخوان الإرهابية منيت بهزيمة نكراء فى المغرب، حيث أثبتت الانتخابات الأخيرة فشلهم فى إدارة البلاد، مؤكدة أن الديمقراطية هى الحل فى إشارة إلى شعار الإخوان الشهير «الإسلام هو الحل».



وأوضحت أن أوراق الاقتراع وليس الرصاص هزم الإسلاميين، ونال حزب العدالة والتنمية الذى تمكن من قيادة حكومتين متتاليتين فى إطار سياسى سلمى، هزيمة مدوية».

وأكدت أن الإخوان فشلوا فى خلق وظائف كافية أو إنتاج مساكن ميسورة التكلفة لإرضاء الناخبين الشباب، بينما سئم أصحاب الأعمال من عدم رغبتهم فى تحديث الضرائب واللوائح ولأسباب عملية بارزة، تم تنحية الإسلام السياسى جانبًا دون قتال، مشيرة إلى أن التجربة المغربية تثبت أن الديمقراطية هى الحل.

وقالت: إن المراقبين اتفقوا أن الانتخابات البرلمانية الأخيرة فى المغرب كانت سلمية ونزيهة وحرة، كما كانت مشاركة الناخبين آخذة فى الارتفاع، حيث شارك أكثر من 50 % من الناخبين المؤهلين، ارتفاعًا من 43 % الذين صوتوا فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة قبل خمس سنوات».

 وأوضحت أن التصويت فى الانتخابات فى المغرب، له قيمة وطنية، فهو يسمح للمواطنين بالتعبير عن ارتباطهم بالمملكة المغربية والاعتراف بالسيادة المغربية، وكان للانتخابات نتائج حقيقية, حيث يقود حزب العدالة والتنمية الإسلامى الحكومة منذ عام 2012  فى ائتلاف مع أحزاب أخرى، ولكن هذه المرة تراجع دعم الحزب الإسلامى إلى المركز السابع، حيث تم انتخاب ثلاثة عشر عضوًا فقط تحت راية الحزب».

وقد استقبل العاهل المغربى الملك محمد السادس رئيس حزب التجمع الوطنى للأحرار عزيز أخنوش وكلفه بتشكيل الحكومة الجديدة، بعد فوز حزبه بأغلبية مقاعد البرلمان خلال الانتخابات التى جرت الأربعاء الماضي، وشهدت هزيمة ساحقة لحزب العدالة والتنمية الإخوانى.

وكان حزب التجمع الوطنى للأحرار قد وعد بخلق مليون فرصة عمل لتعزيز الاقتصاد بعد جائحة كورونا، والتوسع فى التأمين الصحى لكل المغاربة، وزيادة رواتب المعلمين وتقديم معاش للمتقاعدين وكبار السن.

ويوصف أخنوش بأنه مقرب من القصر الملكي، ولعب دورا أساسيا فى تشكيل الحكومة المنتهية ولايتها وتولى فيها حزبه وزارات أساسية مثل الاقتصاد والمالية والصناعة والسياحة. كما شارك فى الحكومات المتعاقبة منذ 23 عامًا، باستثناء فترة قصيرة بين 2012 و2013. ومنذ عام 2007 وحتى الآن، تولى أخنوش منصب وزير الزراعة، بتعيين من العاهل المغربى.

وأخنوش هو رجل أعمال وملياردير، وتعتبره مجلة «فوربس» أغنى شخص فى المغرب، وصنفته ضمن قائمة الأثرياء العرب لعام 2021، وتحديدا فى المرتبة 13 بالشرق لأوسط، و1664 عالميًا.

وبحسب «فوربس»، وصلت ثروة أخنوش إلى 1.9 مليار دولار عام 2021، وهو صاحب الحصة الأكبر فى مجموعة «أكوا» التى أسسها والده وشريكه عام 1932.

ولد أخنوش سنة 1961 فى مدينة تافراوت الواقعة بين مرتفعات الأطلس الصغير، على بعد حوالى 170 كيلومترًا من مدينة أكادير جنوبى المغرب، وهو متزوج من سيدة الأعمال سلوى أخنوش وأب لثلاثة أبناء.

 سافر أخنوش للدراسة الجامعية فى كندا، حيث حصل سنة 1989 على شهادة عليا فى التسيير الإدارى من جامعة شيربروك، وبعد عودته إلى المغرب ترأس مجموعة «أكوا» القابضة التى تضم شبكة من المؤسسات الاقتصادية الكبرى العاملة فى مجال المحروقات والاتصالات والخدمات وغيرها من القطاعات الأخرى.

وبعد سنوات من العمل فى مجال المال والأعمال، والنجاح الذى حققته المجموعة الاقتصادية التى يديرها، تقلد أخنوش عدة مناصب مهمة فى المملكة، حيث انتخب سنة 2003  رئيسًا لجهة سوس ماسة درعة جنوبى المغرب. 

شارك أخنوش فى اللجنة التى أسسها الملك الراحل الحسن الثانى عام 1999، لتحديث وإصلاح الاقتصاد المغربي، وعرفت حينها بـ»مجموعة 14». وعلى صعيد الجمعيات، يرأس جمعية «حفل التسامح» التى تنظم سنويًا حفلًا ينشر قيم التسامح بمدينة أكادير، كما أنه عضو فى كل من مؤسسة محمد الخامس لحماية البيئة، ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء.

ويعتبر أخنوش من بين الوزراء الذين لا يتقاضون راتبًا مقابل مهمتهم داخل الحكومة، حيث أكد فى لقاءات صحفية عدم حصوله على أى أجر أو تعويض من الدولة، منذ توليه مهامه كوزير للفلاحة سنة 2007.. وقال فى حوار سابق مع صحيفة «جون أفريك» الفرنسية: إنه «لا يكتفى فقط بالتنازل عن راتبه، بل إنه يتكفل بجميع مصاريف تنقلاته فى إطار مهامه كوزير، إلى جانب مصاريف تنقلات مساعديه وفريقه الحكومى».