الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صدر حديثا

«الشرطى الثالث» رواية كوميديا سوداء حول طبيعة الزمن

صدرت حديثًا عن دار الرافدين للنشر والتوزيع٬ النسخة العربية لرواية «الشرطى الثالث» ‏للكاتب الأيرلندى فلان أوبراين٬ وترجمة إيناس التركى.



يقول الناشر عن الرواية: كل شيء عن رواية «الشرطى الثالث» يكتنفه الغموض، بدءًا بتأخر نشرها وليس انتهاءً بما جعلها تستحق المقارنة بالواقعية العجائبية لكافكا.

تبدأ الرواية بجريمة قتل وسرقة يرتكبهما الراوى من أجل نشر كتاب يتضمن تعليقاته على أطروحات فيلسوف معتوه يفترض أن الأرض على شكل سجق، وأن الليل شكل من أشكال ‏التلوث الجوى، وأن الزمن والحياة مجرد هلاوس.

ومن تلك اللحظة يصبح الكتاب أكثر غرابة، إذ يجد الراوى نفسه فى بعد بديل لا يختلف عن المنطقة المحيطة بمنزله الريفى الايرلندى بأبعاد ميتافيزيقية أخرى ونظريات مجنونة منها: الشرطة تعتقد أن الناس يتحولون إلى دراجات والأبدية على بعد رحلة بالمصعد.

تبدأ الرواية كقصة عادية وإن كانت ساخرة نوعًا ما، عن الشاب الذى يصادق العامل الوصى على مزرعة أبيه، تتسم صداقتهم بالحميمية الشديدة وأيضًا بالتنافس وشيء من النفور، خلطة غريبة عندما تشرحها ولكنها طبيعية عندما تقرأها أو تعيشها، لا سيريالية حتى الآن. يقرر الاثنان القيام بجريمة ما للخروج من مأزق مالى ويشرعان بتنفيذ الخطة. تتم الجريمة ثم يختلف الإثنان ويتسلل الشك إلى قلب الشاب الحائر، لا سيريالية حتى الآن، ما إن يقرر الشاب أن يواجه العامل ويأخذ حصته من الكنز حتى تبدأ مسرحية السيريالية ويدخل القارئ فى دوامة سحرية مليئة بالأشخاص الغريبين، الأحداث العجيبة والحوارات الشاذة.

هناك الشرطى الذى يهوى صناعة صناديق دقيقة التصميم، وعندما فرغ من صناعة أجمل صندوق لم يجد شيئًا يلائم روعته ليضعه بداخله، فقرر أن يصنع صندوقًا أصغر ليضعه فيه.  وهكذا استمر فى صناعة صناديق أصغر فأصغر حتى صنع واحدًا لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، فى أحد المشاهد يُفقد الصندوق وينهمك الجميع فى البحث عنه، هناك الدراجات التى توشك على التحول إلى بشر والبشر الذين ينقلبون إلى دراجات. 

ومن نسيج الرواية» توجه نحو وحدة الادراج مرة أخرى وفتح الجزء السفلى منها واخرج صندوقا ووضعه امامى على الطاولة كى اتفحصه، لم يسبق لى ان رأيت طوال حياتى شيئا مزخرفا ومصنوعا بدقة الى هذا الحد كان صدوقا بنى اللون شبيها بهذا النوع الذى الذى يملكه اولئك الذين يسافرون عبر البحار اوالبحارة الهنود القادمون من سنغافورة.

 ولكنه كان صغيرا بشكل مثالى وكأنك تطالع واحد بالحجم الطبيعى من خلال الطرف الآخر من منظار مقرب فقد كان ارتفاعه قدما واحدا تقريبا وابعاده مثالية دون أى هفوة فى الصناعة وقد تغطى سطحه بأجزاء غائرة ونقوش ورسوم خيالية وتصميمات فنية على كل جانب من جوانبه كما كان هناك جزء منحن فى غطائه أضفى عليه تميزا كبيرا واكتسى كل ركن من اركانه لزوايا نحاسية «.

«الشرطى الثالث» للأيرلندى فلان أوبراين رواية كوميديا سوداء، حول طبيعة الزمن والموت ‏والوجود، رواية تنضم إلى روايات أوبريان الأخرى لتضمن مكانه جنبا إلى جنب مع جيمس جويس وصمويل بيكيت، كواحد من عباقرة الأدب الايرلندي.