الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الجماعات الإسلامية وهيئاتها فى الهند:

أبو الأعلى المودودى.. الأب الروحى لجماعة الإخوان المسلمين

الإسلام هو ثانى أكبر ديانة فى الهند، قد وصل الإسلام إلى شمال الهند فى القرن الثانى عشر عبر الغزوات التركية وأصبح منذ ذلك الحين جزءا من التراث الدينى والثقافى للهند.ويؤرخ الأستاذ الدكتور أحمد القاضى أستاذ ورئيس قسم اللغة الأردية بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر فى هذا الكتاب لنشأة الجماعات الإسلامية التى نشأت كرد فعل لتدهور أحوال المسلمين فى الهند التى واكبت الاحتلال البريطانى للهند حيث تسلل الشرك إلى نفوس المسلمين وأهملت الأسر تعاليم القرآن والحديث الشريف كما سقطت  فريضة الحج بسبب الفوضى وغياب الأمان فى الطرقات، فنشأت الجماعات الإسلامية التى تهدف إلى الرجوع إلى الإسلام الصحيح الذى ينظم شئون حياة الناس.



ويخلص البلاد من الاستعمار، يحرر العقول من الجهل والخرافة. ومن أبرز هذه الجماعات: دار العلوم ديوبند ( 1866)، ودار العلوم ندوة العلماء( 1894)،جماعة أهل الحديث(1906)، جمعية العلماء (1919)، جماعة التبليغ (1934)، والجماعة الإسلامية الهندية (1941) وغيرها من الجماعات الأخري.

ومن أبرز أقطاب هذه الجماعات شاه ولى الله الدهلوى (1764م) والذى تلقى تعليمه فى رحاب مكة والمدينة، وقد انزعج من تدهور أحوال المسلمين تحت حكم المغول بسبب إهمال شئون الدين،والعادات والمعتقدات الهندوكية التى أدخلها أدعياء التصوف من المسلمين الجدد، وتأثير الأزمة الاقتصادية فى تقويض دعائم الدولة الإسلامية . لذا عمل على ضرورة العودة إلى الاجتهاد ومراجعة المذاهب الإسلامية وتمحيصها طبقا لنصوص القرأن والسنة، وقام بترجمة القرآن إلى اللغة الفارسية التى كانت لغة المثقفين المسلمين آنذاك.

ويعد سيد أحمد خان رائد حركة التغريب (الاستفادة من علوم الغرب) وقد دعا المسلمين إلى عدم المشاركة السياسية، وحذرهم مما يحاك لهم من مؤامرات على أيدى رجال السياسة، ويشير الدكتور القاضى إلى أن السيد أحمد خان كان يعتقد أن الصدام بين الأغلبية الهندوكية والأقلية المسلمة سيظل إلى أمد بعيد على أنه ثأر تاريخى ؛لأن الهنادكة يرون أن المسلمين غرباء قدموا مع الدولة الإسلامية المغولية، وهم الذين غيروا وجه الحياة، مما نتج عنه خلل فى التركيبة الهندية على النحو الذى أدى إلى التقسيم فى نهاية النصف الأول من القرن العشرين ، فى محاولة لاستعادة التوازن النفسى الذى يشعرون به جراء هذه الأحداث التاريخية.

ويكشف القاضى أن سيطرة الإنجليز على السلطة كانت سببا فى بث مشاعر اليأس عند المسلمين ،حيث عمل الإنجليز على زعزعة الأفكار والمعتقدات الدينية للمسلمين من خلال القوانين التى تصدرها الحكومة، مما أدى إلى انقسام المجتمع المسلم إلى أربع طوائف: العلمانية، والصوفية، والمعتدلة، والسلفية.

ومن أبرز الهيئات الإسلامية السنية فى الهند مجلس اتحاد المسلمين ( 1928) وقد أخذ المجلس على عاتقه النهوض بالمجال التعليمى والاقتصادى والاجتماعى بصفة عامة والمسلمين بصفة خاصة، ودراسة القرأن وعلومه ونبذ الاختلاف الفكرى والعقلى وتدعيم الوحدة الوطنية والأخوة الإسلامية.وهناك حزب العصبة الإسلامية القومي ( 1948م) الذى تأسس فى مدينة مدراس بجنوب الهند، ضمت هيئة الحزب أعضاء حزب الرابطة  الإسلامية الذى قاد تقسيم شبه القارة إلى دولتى باكستان والهند .ومجلس تعمير الملة لعموم الهند ( 1954) وتأسس فى منطقة حيدر أباد فى شمال الهند، ومارس هذا المجلس دورا فاعلا ومؤثرا فى حماية شباب المسلمين من الانحراف فى تيارات الإلحاد، دعم الطلاب غير القادرين لاستكمال دراستهم، ومحاربة الفتنة الطائفية.

ويرجع الفضل فى تأسيس الجماعة الإسلامية إلى مولانا أبى الأعلى المودودى الذى اختار مجلس شورى الجماعة، وقام بتشكيل الهيكل الإدارى للجماعة على النحو التالي: قسم التعليم، قسم النشر والتوزيع، وقسم الدعوة والإرشاد، وأخيرا القسم الإداري. وعارض المودودى الرأسمالية والاشتراكية ،وأعلن أنه لا صلاح ولا إصلاح للإنسانية جمعاء إلا بتعاليم الإسلام وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. 

وحاول المودودى فى «ترجمان القرأن» أن يفند الاعتراضات التى روجها الملحدون من أرباب الفكر الغربى كذبا وافتراء على الإسلام والمسلمين بأسلوب علمي. وقد واجهت الجماعة الإسلامية فى الهند مجموعة من الانتقادات منها : أنها جماعة متعصبة، كما أن رغبة الجماعة فى إقامة حكومة إسلامية سوف يرفع درجة التوتر بين المسلمين والهنادكة، ويشعل نيران الطائفية ويمهد الطريق إلى المزيد من الانقسامات فى البلاد ،كما أتهم البعض الجماعة بأنها تنظيم ديكتاتوري، فاشي، متسلط، شبه عسكري.كما اعترض البعض على الأسلوب السرى للجماعة .وهذا يذكرنا بأسلوب جماعة الإخوان المسلمين التى انتهجت اسلوب العنف كسياسة لها.