الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خلال كلمته بافتتاح ملتقى بناة مصر

رئيس الوزراء: ما تحقق فى مصر بقطاع التشييد والبنية التحتية خلال السنوات السبع الماضية إعجاز بكل المقاييس

شهد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء أمس افتتاح ملتقى بُناة مصر فى دورته الجديدة تحت عنوان «التجربة المصرية.. ورؤية جديدة لمخططات التعمير بالدول العربية والأفريقية»، والذى حضره عدد من الوزراء وممثلين عن عدد كبير من الدول الأفريقية والعربية، بالإضافة إلى مشاركة موسعة من ممثلى كبريات شركات المقاولات، والاستثمار العقاري، والمؤسسات المالية والمصرفية، والطاقة، ومطورى البنية التحتية.   



وخلال الملتقى، ألقى رئيس الوزراء كلمة أعرب خلالها عن سعادته لتواجده فى هذا الجمع الكبير من الخبراء والمتخصصين فى مجال التشييد والبناء، مؤكدا أن ملتقى «بناة مصر» يعد فرصة كبيرة لعرض ونقل التجربة المصرية الفريدة التى بدأتها الدولة المصرية خلال السنوات الماضية ومستمرة حتى الآن، ولاسيما فى ظل تواجد العديد من أشقائنا من الدول العربية ودول القارة الأفريقية، مؤكدا أنا ما تحقق فى مجال التشييد والبناء والبنية التحتية فى هذه التجربة الاستثنائية، على مدار السنوات السبع الماضية، هو بمثابة إعجاز بكل المقاييس.

وقال الدكتور مصطفى مدبولى إن الدولة المصرية حققت على مدى السنوات الماضية طفرة غير مسبوقة فى قطاع البنية التحتية والمرافق، مشيرا إلى ما عانت منه مصر، على مدى سنوات ماضية من مشكلات متراكمة بسبب نقص فى الطاقة الكهربائية المنتجة، لافتا إلى الجهد الكبير المبذول خلال السنوات الأخيرة فى قطاع الكهرباء وشهد نقلة نوعية كبيرة نتج عنها سد هذا العجز، وتحقيق وفر هائل من آلاف الميجاوات، وهو ما أسهم فى إحداث الطفرة العمرانية والتنموية بوجه عام، وتوجه رئيس الوزراء بالشكر إلى الدكتور محمد شاكر المرقبي، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، على الجهد العظيم الذى قام به فى هذا القطاع.

كما أشار الدكتور مصطفى مدبولى للإنجازات التى تحققت خلال الفترة الماضية فى قطاع مياه الشرب والصرف الصحى، حيث تتوافر خدمات مياه الشرب النقية لما يزيد على98.5‎ ‎% من عدد السكان، مشيرا إلى أن النسبة المتبقية تتواجد فى أماكن نائية، ويصعب توصيل شبكات المرافق إليها، ونعمل على توصيل المياه إليها بوسائل أخرى، وتعمل الدولة على تحسين وصول كميات من المياه إلى 98.5% من السكان مناسبة وتكفى احتياجاتهم. 

كما تحدث رئيس الوزراء عما تحقق فى قطاع الصرف الصحي، لافتا إلى ما ذكره الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، أمس خلال إطلاق تقرير التنمية البشرية، أن نسبة التغطية فى الريف المصرى فى عام 2014 كانت لا تتجاوز 11%، حتى وصلنا حاليا إلى 38%، وهى سنوات قليلة، مؤكدا أن الدولة تعمل بكل جهدها على أن تصل إلى التغطية الكاملة للريف المصرى من خلال المبادرة الرئاسية «حياة كريمة، وكذلك نهدف إلى أن نصل إلى التغطية الكاملة فى جميع المدن المصرية خلال العام الحالي، أو العام المقبل.

وفى الوقت نفسه، أشار رئيس الوزراء إلى التقدم الكبير الذى شهده قطاع الطرق والكبارى والنقل العام بوجه عام، مؤكدا أن ما تحقق يعد إعجازا حقيقيا، حيث تحققت قفزة كبيرة فى شبكة الطرق القومية والطرق الحديثة التى تم إنجازها وهو ما جعل مصر تقفز 90 مرتبة فى خدمات الطرق على مستوى العالم، مؤكدا أن الدولة مستمرة فى تحسين هذه الخدمات لمواطنيها من خلال الجهود الكبيرة التى تبذل فى هذا القطاع بقيادة المهندس كامل الوزير، وزير النقل، وجميع القيادات والمسئولين بالوزارة، والتى تشمل تضمين مفهوم النقل الجماعي، وهو ما لم تعرفه ثقافتنا المصرية خلال السنوات الماضية، لكن المرحلة الحالية تشهد تطويرا كبيرا فى مرفق السكة الحديد، رغم المشكلات والتحديات التى تواجهه، حيث شهد المرفق إدخال خطوط  جديدة بالكامل، إلى جانب القطار السريع، والمونوريل، وخطوط مترو الأنفاق الجديدة، لافتا إلى أن جميع هذه المشروعات تقوم بها الدولة على قدم وساق لخدمة المواطنين.

وخلال كلمته بالملتقى، أشار رئيس الوزراء إلى أن قطاع الإسكان شهد أيضاً طفرة كبيرة فى مجال توفير السكن اللائق للمواطنين المصريين، وهو ما يُعد تجربة أخرى فريدة من نوعها، رغم أن شهادتى قد تكون مجروحة فى هذا الصدد، منوهاً إلى البرنامج الذى يتبناه الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، للقضاء على المناطق غير الآمنة، والذى لا يوجد مثيل له على مستوى العالم فى التعامل مع هذه المشكلة، والسعى لتوفير سكن لائق مجهز لأهالينا من قاطنى تلك المناطق، موضحاً كذلك جهود الدولة فى التعامل المناطق غير المخططة وتطويرها، والدخول فى مناطق كان من الصعب الدخول فيها، مؤكدا أننا لم نكن نتخيل أن تطالها أعمال التطوير، ولكن مع وجود ثقة بين المواطن والدولة، جعل المواطن يتقبل أى أعمال تطوير يتم تنفيذها، بل والمشاركة فى التنفيذ.

كما أشار رئيس الوزراء إلى ما تنفذه الدولة من مشروعات فى مجال الإسكان الاجتماعى، وكذا المشروعات المتنوعة الأخرى فى هذا القطاع، أسهمت فى حل مشكلة الفجوة الإسكانية المتراكمة طوال السنوات الماضية، وخاصة ما يتعلق بالإسكان الخاص بمحدودى ومتوسطى الدخل.    

وتطرق رئيس الوزراء، خلال كلمته إلى التوسع العمرانى المخطط الذى تشهده الدولة حاليا، وما يتضمن ذلك من إنشاء نحو 25 مدينة جديدة، بالتوازى مع بعضها البعض، وهو ما يعد جهدا هائلا من الدولة المصرية، موضحاً أن المدن الجديدة التى أنشئت فى أواخر السبعينيات أو أوائل الثمانينيات وحتى عام 2014، كان يتم إقامتها على مراحل عبر سنوات ممتدة.

وأكد رئيس الوزراء أن ما تم تنفيذه من مشروعات وما هو جار الآن فى تنفيذه، ما كان من الممكن إنجازه إلا بجهود قطاع المقاولات المصري، الذى لولاه ما استطاعت الدولة تحقيق ما حققته من نجاحات فى قطاع البنية الأساسية والمرافق، موجها التحية والتقدير لهذا القطاع على الجهد الهائل المبذول، مشيرا إلى أن قطاع التشييد والبناء يقوم بدور محورى فى استمرار نمو الاقتصاد المصرى بالمعدلات غير المسبوقة التى شهدتها الفترة الماضية.

ولفت رئيس الوزراء إلى أنه فى ظل أزمة جائحة كورونا، وما صاحبها من تداعيات سلبية على المؤشرات الاقتصادية على مستوى العالم، وتحقيق معدلات نمو سالبة، ظلت مصر تحتفظ بتحقيق معدل نمو إيجابي، منوها إلى أن جزءا كبيرا من هذا النمو يرجع إلى قطاع التشييد والبناء، مؤكداً فى هذا الصدد حرص الدولة على ضخ المزيد من الاستثمارات العامة، وزيادة الإنفاق العام فى مجال البنية التحتية والتشييد والبناء، موضحاً أن ذلك أسهم وبشكل كبير فى ظهور شركات مقاولات عملاقة خلال فترة السنوات السبع الماضية تمتلك الكثير من الإمكانيات والخبرات التى جعلتها تفوز بتنفيذ العديد من المشروعات فى الدول العربية والإفريقية.

وخلال كلمته، أشار رئيس الوزراء إلى أنه بالإضافة إلى المشروعات التى تنفذها الدولة المصرية، فإنها تركز أيضاً على تطوير العمران القائم، لافتا إلى أن هناك مشروعين كبيرين للغاية يتبناهما الرئيس عبدالفتاح السيسى، يتمثلان فى تطوير المدن القائمة، لاسيما القاهرة الكبرى والتى تشهد أعمال تطوير أخرى من بينها تطوير شبكات الطرق، وإزالة المناطق العشوائية وغير الآمنة، وإعادة تطويرها، وتحويل المناطق التاريخية إلى مناطق حضارية على أعلى مستوى، وممشى أهل مصر على كورنيش النيل، فضلاً عن مشروع «عواصم المدن والمحافظات»، الذى يستهدف من خلال إنشاء أكثر من نصف مليون لسكان المدن القائمة.

وقال رئيس الوزراء فى هذا الصدد: المشروع الآخر الذى يعد حالياً أيقونة الدولة المصرية هو المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لتطوير الريف المصرى، كونه يستهدف تطوير حياة ما يزيد عن  58 مليون مواطن فى كل ربوع الريف المصري، لافتاً إلى أن هذا المشروع بكل المقاييس يعد الأكبر على مستوى العالم فى مجال التنمية المستدامة، مضيفاً أن الدولة المصرية قامت بتخصيص مئات المليارات لتنفيذ المشروعات الكبرى فى مجالات البناء والتشييد والبنية الأساسية.. وقال: الفترة التى تمر بها مصر منذ سبع سنوات وحتى الآن تعد فترة تاريخية فى حياة قطاع التشييد والبناء، مؤكداً أن الدولة المصرية تدعم هذا القطاع لضمان استمرار نموه ورخائه.