الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تصدير التجربة المصرية فى التنمية لإفريقيا

«تصدير التجربة المصرية» فى التنمية للأشقاء فى إفريقيا، ودعم دول القارة فى مشروعات البنية التحتية والأمن الغذائى فضلا عن ملفات التعاون الأخرى من المحاور الأساسية التى تتبناها الدولة المصرية حاليا، وتواصل الدولة المصرية الاهتمام بدعم الدول الإفريقية لمعالجة جذور المشكلات التى تعانى منها أغلب الدول الإفريقية وخصوصا فيما يتعلق بالفقر والأمن الغذائى والقضايا الأمنية ومكافحة الإرهاب.



من هذا المنطلق، كان النقاش حول التجربة المصرية فى قطاعات عديدة خصوصا فيما يتعلق بمشروعات الأمن الغذائى للتعامل مع تحديات الأمن الغذائى والتشغيل بإفريقيا، خصوصا أن مصر تتمتع بشراكات قوية مع عدد من شركاء التنمية من بينها برنامج الأغذية العالمي، من أجل تعزيز جهود تحقيق الأمن الغذائي.

وهو ما أكدت عليه دينا صالح، المديرة الإقليمية للشرق الأدنى وشمال إفريقيا ووسط آسيا وأوروبا فى الصندوق الدولى للتنمية الزراعية (إيفاد)، حيث أشارت إلى أن فى مصر تطورا كبيرا فى تحول الظروف المعيشية للمواطنين من خلال برنامج حياة كريمة وهذا نموذج يجب الاقتداء به فى إفريقيا.

تحدى الأمن الغذائى

وتوافق المشاركون فى ورشة العمل على أن قارة إفريقيا تمتلك إمكانيات استثنائية تمكنها من تحقيق الأمن الغذائى بل تأمينه للعالم، حيث تضم 65% من الأراضى الصالحة للزراعة ويعمل فى القطاع الزراعى 60% من القوى العاملة فى القارة وتوفر 16.5% من الناتج المحلى للقارة، وأنه يجب تحقيق الأمن الغذائى بما ينعكس بشكل مباشر على انخفاض معدلات الفقر وزيادة فرص العمل، وتحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة.

لكن فى نفس الوقت أشاروا إلى ما يسمى بإهدار القدرات المتاحة لإقامة مشروعات الأمن الغذائي، وهو ما عبر عنه علاء عز الأمين العام للغرف الإفريقية بأن هناك اهدار حوالى 30% من الثروة الغذائية فى الكثير من الدول الأفريقية.

لكن يأتى تحدى النزاعات وانتشار جماعات العنف والتطرف كأحد أبرز عوائق التنمية بالقارة السمراء، وهو ما أكد عليه كريستين فانو نائب رئيس التخطيط بجمهورية الكونغو، والذى أشار إلى أن مساحة الكونغو الكبيرة يجعلها من أكبر الدول الإفريقية مساحة مما يسمح بتربية المواشى ولكن هناك فجوة بين ما يجب أن يكون وبين ما هو كائن فـ67% من الشعب يعيش فى فقر مائى نتيجة للنزاعات المسلحة فضلا عن الكوارث الطبيعية مثل الفيضانان وعدم وجود بنية تحتية مثل الطرق.

المعادلة الصعبة

يبدو ذلك بينما مازالت هناك الكثير من المفارقات فى واقع التنمية بالقارة الإفريقية، ذلك أن القارة السمراء الأكثر نموا فى معدلات الزيادة السكانية، كما أن 60% من سكان القارة من الشباب، ورغم ما بها من ثروات ومعادن وقدرات للزراعة والصناعة وأيضا التجارة، إلا أن معدلات الفقر هى الأكثر حول العالم.

فوفقا لتقديرات الأمم المتحدة فإن حجم الفقر فى قارة إفريقيا يمثل نسبة 40% من حجم السكان، يعانى ثلث تعداد سكانها من الجوع، وهو ما يفرض تحديات اقتصادية وسياسية وأمنية.

 

التجربة المصرية

فى هذا الإطار أشارت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى إلى ضرورة الاقتداء بتجارب الدول الأخرى من أجل تحقيق التنمية المستدامة مثلما يحدث فى مصر، حيث لم يكن هناك أى تعطيل أو معوقات فى سلاسل الإمدادات فلدينا برامج كثيرة ناجحة مع الزراعة والإمداد والتنمية المحلية.

وأكدت وزيرة التعاون الدولي، أهمية التعاون الثلاثي، والتعاون بين دول الجنوب من أجل نقل الخبرات والمعرفة، والدور الذى تلعبه مصر فى هذا الشأن، حيث إن لديها الكثير من الخبرات التى يمكنها مشاركتها مع شركائها فى الجنوب.

وأشارت الوزيرة إلى مبادئ الدبلوماسية الاقتصادية المصرية، التى تركز على التعاون مع الشركاء وتبادل الخبرات، والتعاون من أجل التأكد أن كل دولار ينفق فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

واعتبر السفير محمد عبد الغفار رئيس المجلس الاقتصادى الإفريقي، أن مصر قامت بجهود كبيرة لدعم التنمية والاستثمار فى إفريقيا، وأوضح أن نجاح مصر فى برنامج الاصلاح الاقتصادى والذى يعد نموذجا للدول الإفريقية لتحتذى به وأيضا الاستفادة من كم الطرق التى تم تأهيلها، وأشار إلى عدد من المشروعات الكبرى التى تنفذها شركات مصرية بإفريقيا، مثل سد تنزانيا لتوليد الكهرباء وومشروعات محطات الكهرباء فى كينيا وأوغندا وإنشاء سد انجا2 بالكونغو لإنتاج الكهرباء، هذا بجانب البدء فى مشروعات طموحة وضخمة مثل مشروعات الطاقة والربط الكهربائى والسككي.

 

المنتدى الطبى الإفريقى الأول

على الجانب الآخر، وفى إطار التعاون الطبى مع القارة الإفريقية، استضافت القاهرة مؤتمر الإعلان عن المعرض والمنتدى الطبى الإفريقى الأول «صحة إفريقيا» الذى نظمته هيئة الشراء الموحد بالتعاون مع الشركة الدولية للمؤتمرات والمعارض، بمناسبة استضافة مصر للمؤتمر والمعرض الدولى Africa Health ExCon فى شهر يونيو 2022.

ومن المخطط أن يكون معرض ومؤتمر الرعاية الصحية فى إفريقيا والشرق الأوسط بمثابة ملتقى موسع يجمع الشركات المصرية والعربية والعالمية فى مجال الدواء والأجهزة والمستلزمات الطبية، بالجهات الرسمية القائمة على ملف الصحة والاستثمار فى الدائرتين الإفريقية والإقليمية، لعرض فرص الاستثمار فى هذا المجال الحيوي، الذى يرتبط بصحة الشعوب ويعزز قدرة الدول على مجابهة الأوبئة.