الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع

وما أكثر الخاسرين!

الأعمال للفنان: شاكر المعداوى



يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:

[email protected]

 

وما أكثر الخاسرين!

 

قصة قصيرة

 

كتبها - أشــــرف غـــازى

 

جلس الزوج قُبالة زوجته النفساء يكتبون ما حصلوا عليه من هدايا وعطايا، تلك المنح التى يهبها البعض تدعيما للمجاملات وتوطيدًا لأواصر المحبة، وحتى لا يغفلوا عن واجب بات فى ذمتهم رده والوفاء به. 

أخرجت الزوجة من تحت وسادتها ورقة مدونا بها ما لهم من هدايا وعطاءات منحوها فى السابق ليتم مقارنتها بما حصلوا عليه اليوم. يستطيعون بعد المقارنة الدقيقة أن يعرفوا من التزم برد ما عليه ومن تقاعس ومن رد بسخاء. 

وقفت الزوجة أمام ملحوظة مكتوبة بعناية وقرأتها مرتين: 

مدام سميحة خاتم ذهب عيار واحد وعشرين وزن جرامين ( سعر الجرام خمسمائة جنيه) ثم هتفت بزوجها تستحثه على إخراج هدية مدام سميحة، وصعقت الزوجة حينما وجدت خاتمًا هزيلا، أمسكته بين يديها تقلبه على وجهيه فى حسرة ووجع، ثم أعطته لزوجها وهى تهمهم: 

- فى نظرى لا يتعدى الجرام ونصف.. ألم أقل لك أن تلك المرأة شحيحة ومعاملتها صعبة، وما كان يجب علينا أن ننجرف فى منحها ما لا تستحقه. 

فأنصاع زوجها لرأيها يومئ برأسه موافقًا. 

وألحت الزوجة على زوجها أن يأخذ معه الخاتم الذهب ليزنه فى أقرب فرصة.... 

لم يمض أسبوع إلا وعلمت الزوجة عن طريق الصدفة أن مدام سميحة تمر بضائقة مالية خانقة وأن كل أموالها قد وضعتها لإجراء عملية جراحية دقيقة لابنها.

 لا تدرى ما الذى دعاها لاسترجاع كلمات والدها: 

- حينما نضع ثمناً لعلاقتنا بالبعض فهى علاقة خاسرة.. وما أكثر الخاسرين فى زمننا!