السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى كلمته أمام اجتماع أهداف التنمية المستدامة بالأمم المتحدة

الرئيس يحذر من تغير المناخ وسلبياته على وفرة المياه والأمن الغذائى

قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن الظرف الدولى الدقيق يفرض علينا مواجهة تحديات عالمية شديدة الصعوبة.



جاء ذلك فى كلمة ألقاها الرئيس أمام اجتماع أهداف التنمية المستدامة على هامش اجتماعات الأمم المتحدة.

الرئيس وجه كلمته إلى أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، والمشاركين فى الاجتماع، مؤكدًا أن الاجتماع يأتى فى لحظة محورية يعيشها العالم تأكيدًا على الأهمية التى توليها دولنا لتعزيز جهود تحقيق التنمية خاصة أهداف التنمية المستدامة التى توافق المجتمع الدولى عليها وارتضاها إطارًا شاملًا، يعمل من خلاله على تحقيق الرخاء والرفاهية لشعوبه على مدار العقد الجاري، وصولًا إلى العام 2030.

وأوضح الرئيس، أن النجاح فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة بات يكتسب اليوم أهمية متزايدة، مقارنة بأى وقت مضى لاسيما فى هذا الظرف الدولى الدقيق الذى يفرض علينا مواجهة تحديات عالمية شديدة الصعوبة، أضاف إليها تفشى جائحة «كورونا» أبعادًا غير مسبوقة طالت دولنا جميعًا.

وتابع بقوله: فإلى جانب التحديات ذات الصلة بتحقيق التنمية المستدامة، ورفع معدلات النمو والقضاء على الفقر وتوفير فرص العمل، فضلًا عن الأوضاع السياسية المعقدة فى العديد من مناطق العالم فإن تغير المناخ وآثاره السلبية على وفرة المياه والأمن الغذائى والتهديد الذى تمثله جائحة «كورونا» على الأوضاع الاقتصادية والصحية والاجتماعية العالمية، باتت جميعها تحديات يومية يتعين علينا التعامل معها على نحو شامل ومستدام حفاظًا على مكتسبات التنمية التى تحققت على مدار العقود الماضية.

الرئيس أكد على عدد من النقاط المهمة أولها: أن الأحداث التى عاشها العالم على مدار قرابة عامين ماضيين أثبتت حتمية التعامل مع أجندة التنمية المستدامة 2030 وأهدافها وفق منظور شامل يأخذ فى الاعتبار، التقاطع بين المجالات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة التى تتناولها هذه الأهداف ويسعى إلى تحقيق أقصى استفادة مما تتيحه أجندة التنمية المستدامة من فرص للتعاون الدولى لتمويل التنمية سواء فى الإطار متعدد الأطراف أو على صعيد العلاقات الثنائية مع شركاء التنمية، من دول ومؤسسات تمويل وبنوك دولية مع مراعاة أولويات الدول والحفاظ على الملكية الوطنية لسياساتها وبرامجها التنموية.

وشدد الرئيس على أنه وانطلاقًا من هذه الأهمية، فقد حرصت مصر منذ وقت مبكر على توطين أهداف التنمية المستدامة ودمجها فى سياساتها وبرامجها التنموية على كافة المستويات، وهو الجهد الذى أسفر عن تبنى «رؤية مصر ٢٠٣٠»، كإطار جامع لجهود الدولة فى هذا المجال، كما سارعت مصر بتقديم تقاريرها الطوعية حول تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وآخرهـا التقريـر الطوعى الثالـث الذى قدمته مصر خلال الدورة الماضية للمنتدى السياسى رفيع المسـتوى فى يوليو 2021 وذلك اقتناعًا منها، بأهمية استعراض التقدم المتحقق على المستوى الوطنى خاصة فيما يتعلق بإيجاد بيئة وطنية داعمة لتحقيق التنمية والتطورات الإيجابية التى يشهدها تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى وحرصًا منها على تبادل الخبرات والتجارب فى هذا الصدد.

ولفت الرئيس إلى أن مصر أدركت منذ البداية، أن هدف أى جهد تبذله الدولة لتحقيق التنمية هو المواطن ومن ثم، فقد صممت سياساتها وبرامجها التنموية واضعة مصلحة المواطن المصرى، فى القلب منها ملبية لطموحاته ومستجيبة لتطلعاته فى العيش الكريم، والسكن اللائق، والعمل المناسب ولقد تبلورت هذه الرؤية فى مبادرة «حياة كريمة» التى شرفت بإطلاقها مؤخرًا، والتى تعد أحد أكثر البرامج التنموية طموحًا وشمولًا حيث تعمل على تحقيق التنمية الشاملة بما فى ذلك فى الريف المصرى الذى يعيش فيه السواد الأعظم من المصريين على نحو يعزز من جهود الدولة لتحقيق التنمية الإقليمية المتوازنة وحشد الاستثمارات اللازمة لتحسين جودة الحياة للمواطنين والقضاء على الفقر وخفض معدلات البطالة.

الرئيس أوضح أن النجاح الذى استطاعت مصر تحقيقه، على هذه الأصعدة على مدار السنوات الماضية لم يتأت دون تضحيات أثبت من خلالها المواطن المصرى قدرته على تحمل الصعاب فى سبيل بناء وطنه وتحقيق أهدافه وتطلعاته المشروعة، ولا تزال مصر تواصل بخطى ثابتة - ورغم كل التحديات - تنفيذ برنامجها الطموح للإصلاح الاقتصادى الذى شرعت فيه عام ٢٠١٦ بالتعاون مع صندوق النقد الدولـى، والذى برهنت نتائجه حتى اليوم على صواب الرؤية المصرية، إزاء أولويات ومتطلبات الإصلاح الاقتصادى وباتت محل إشادة دولية واسعة، من مؤسسات التمويل الدولية ووكالات التصنيف الائتمانى، بل ومكنت الاقتصاد المصرى، من تحمل تبعات جائحة «كورونا» وأتاحت للحكومة اتخاذ الإجراءات اللازمة، للتخفيف من آثارها السلبية.

واختتم الرئيس كلمته بالتأكيد، أنه على ثقة أن المداولات وما ستفضى إليه من أفكار ومقترحات بناءة ستساهم فى دعم جهود دولنا لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة وفى إيجاد حلول مبتكرة، للمعوقات التى تواجه التعاون الدولى الإنسانى خاصة تراجع حجم مساعدات التنمية الرسمية وما أسفر عنه من فجوة تمويلية تواجه الدول النامية والأقل نموًا لاسيما الإفريقية.

وفى هذا الصدد، شدد على تطلعه إلى استمرار المشاركة فى هذا الجهد الدولى المهم وصولًا إلى تحقيق أهدافنا المشتركة نحو غد أفضل للأجيال القادمة.