الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

قنابل موقوتة تهدد المجتمع

أكاديميات «سلفية» خارج الرقابة لاستقطاب الشباب ونشر الفكر المتطرف

معاهد إعداد دعاة السلفية قنبلة موقوتة يسعى التيار السلفى من خلالها لاختراق المجتمع لنشر أفكار العنف والتشدد والتطرف، حيث تخرج سنويًا مئات الخطباء الموالين للتيار السلفى، يستند إليهم فى استقطاب آلاف الشباب، بعيدًا عن سيطرة الجهات الرسمية، مثل الأزهر ووزارة الأوقاف، ولم يعد التيار السلفى فى حاجة إلى القنوات الفضائية والجمعيات الأهلية، فقد تمكنت خلال فترة زمنية قصيرة من تحويل منصات السوشيال المتعددة مرتكزات للاستمالة الفكرية وأبواق لتزييف وعى الكثير من الأجيال الشبابية الجديدة، تهربًا من الرقابة الأمنية، الأمر الذى ينذر بتخريج قيادات تحمل الفكر المتطرف والارهابى.



انتشرت المعاهد الدعوية غير التابعة للأزهر منذ عام 1985وجميعها تابع للدعوة السلفية، وجمعية أنصار السنة المحمدية، ومن أشهر هذه المعاهد، معهد الفرقان للعلوم الشرعية، ويندرج تحته أكثر من مؤسسة دعوية مثل معهد الدعوة السلفية للعلوم الشرعية، والمعهد العلمى للدراسات الشرعية والعربية، ومعهد الفرقان لإعداد الدعاة, وقد وصل عدد أفرع هذا المعهد فى المحافظات إلى أكثر من 50 فرعا. 

ويعد معهد إعداد الدعاة من أشهر المعاهد التابعة لجمعية أنصار السنة المحمدية, وتتيح هذه المعاهد الفرصة للسيدات للالتحاق بها، ويخصص لهن يومان فقط فى الأسبوع وتصل مدة الدراسة فى هذه المعاهد إلى أربع سنوات يدرس بها الطالب دراسة متخصصة فى مناهج الشريعة والقرآن والحديث والتفسير والعقيدة والفقه، فيما تقوم الدراسة فى معهد الفرقان لإعداد الدعاة على تدريس أحكام التلاوة والتجويد وتقسم الدراسة إلى مجموعات، بحيث يصل عدد الطلبة فى المجموعة الواحدة لأكثر من 600 طالب. 

من جانبه، قال عمرو فاروق الباحث فى شئون الحركات الإسلامية: إنه بالرغم مما قدمته الدولة المصرية فى مكافحة الإرهاب وتفكيك حواضنه الفكرية والشعبية والسياسية، فإن التيار السلفى ما زال يتمدد فى عمق الشارع المصرى، متخذًا حيلًا جديدة تعزز من وجوده وسطوته فى إنتاج قوالب بشرية تحمل جينات التطرف والعنف من خلال تأسيس الدكاكين الفكرية للتيارات السلفية عبر الشبكة العنكبوتية.

وأضاف التيارات السلفية تعمل على نشر أطروحاتها الفكرية، بعيدًا من سلطة الدولة المصرية، من خلال تأسيس عشرات «الأكاديميات التعليمية» غير الرسمية، التى يشرف عليها عدد من المرجعيات السلفية التى تعمل جاهدة على نشرها بين طبقات المجتمع وشرائحه المتعددة من خلال «التعليم عن بعد»، عبر منصات الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعى تتسق مع المناهج الفكرية التى تبنتها المدارس السلفية على مدار تاريخها، فيما يخص رؤيتهم فى شروح العقيدة وأصول الفقه والحديث ومنطلقات التفسير وعلوم القرآن، فضلًا عن الكثير من المشارب السلفية المتعلقة بالقضايا الفكرية والسياسية والاجتماعية.

وأشار إلى أن الأكاديميات الشرعية الوهمية، هى امتداد لمسارات «معاهد إعداد الدعاة» التى أُغلقت، وتعتبر بوابة خلفية للراغبين فى الحصول على لقب «داعية سلفى»، فى ظل صعوبة حصول الكثير منهم على أى درجة علمية من جامعة الأزهر الشريف، لا سيما أن عددًا كبيرًا من الملتحقين بهذه الدورات من متخرّجى التعليم المتوسط.

وأوضح التيارات السلفية بيئة حاضنة للفكر المتطرف، إذ إن معظم النماذج التى شاركت فى معسكرات القتال فى سوريا والعراق وليبيا، عقب ما عرف بـ«ثورات الربيع العربى»، خرج جميعها من عباءة السلفية التقليدية، وعلى رأسها أكاديمية تبصرة للعلوم الإسلامية»، ويديرها السلفى محمد عبدالمنعم، و«معهد الجهنى للعلوم الشرعية»، و»معهد بناء للدراسات الشرعية» و«أكاديمية بيان للتأسيس الشرعى»، و«المعهد الفقهى» و«أكاديمية بداية للعلوم الشرعية»، ويشرف عليهم القيادى السلفى خالد الجهنى، ابن محافظة سوهاج.