الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

10 قصص عاطفية لأشهر الأدباء والشعراء

حكايــات العشـــاق

بمقدمة كتاب الناقد الفنى أيمن الحكيم الجديد غرام المبدعين.. حكايات حب العشاق المجانين». وصفه الأديب محمد المخزنجى «أنه عاشق الفاكهة المفتون بالسير بحدائق الغرام. واستناد لهذا الوصف البديع ذهبنا إلى حديقة الغرام وجدنا.



أيمن الحكيم جالس ومن حوله أوراق ممزقة فالتقطها بلهفة وأعاد تجميع القصاصات فظهرت جملة «لا تكذبى» كتبها شاعر لملهمته ظنًا منه أنها خانته. ومن فواكه العشق والغرام أقتربت منه تفاحة رسمها الخالق على شكل قلب تحكى عن حبيبها انها أحبته قبل أن تراه، وحين تزوجها تركت مسكنها القديم بالتفاحة، وأصبحت وردته فاسقها عشقا خالدا. وجاءه رجلا ممسكا باوراق التوت وبلا خجل حكى عن نزواته مبررا أنه كان مراهقا وكان صغيرا وكانت من علاقات من طرف واحد، والآخر رجل ثقيل المعرفة والثقافة يحمل بيده ثمرة لفاكهة «الرمان» واعترف أنه أخطا فى حق نفسه وعاش فى وهم الحب الأول فتأخر عن الزواج. 

واستمر الحكيم عاشق الفاكهة لمدة 12 عاما يتأمل ويسمع آهات المغرمين (16) مبدعًا لكل منهم حكاية غرام. اختارنا منهم 10 مبدعين ما بين شعراء وكتَّاب. والكتاب صادر عن دار نشر إنسان.

 

«إحسان ولولا» سر طبق «عاشورا»

 

اختار الحكيم أن يكون غلاف الكتاب صورة من زفاف (إحسان ولولا) احتفاء بهما. وجه له الحكيم عتاب محبة: «عشنا مع إحسان خدعة طويلة عندما صدقنا مقولته الشهيرة: «فى حياة كل منا وهم كبير اسمه «الحب الأول»، ذلك أن صاحب هذا الرأى عاش الحب الأول، عاشه من أول نظرة، وظل حبه الأول والأخير لمدة 47 عاما».

 والدته السيدة العظيمة «روزاليوسف» أمراة استثنائية قوية وجبارة مسيطرة إلا أن إحسان كان شابا خجولا ولكن الحب والزواج هما أول قرار ثورى اخذهما. بدأت قصته عندما أرسلته والدته بطبق عاشورا إلى صديقة لها شاهد شقيقتها «لواحظ عبدالمجيد المهيلى» أو «لولا» كما كان يجب أن يناديها. بدأت بينهما قصة حب من أول نظرة، وحتى يكون جدير بها حلق شعره بالموس حتى لايخرج من البيت لإنهاء لليسانس الحقوق، وسيطر عليه الغرام واقنعها بالزواج «سرا» بدون علم والدته. وشخصين دعموا زواجهما الممثل محمد عبدالقدوس والد إحسان الذى تنازل له عن شقته بعابدين ليعيش فيها، والثانى شقيق «لولا». إحسان ساحر النساء وحوله معجبات ونجمات السينما إلا أنها بذكاء الأنثى كانت صديقهن جميعا. وتحملت مسيرته بشجاعة واستمد منها قوته وشاركته ثوريته وجنونه وقد أخفى ببيته شاب يبحث عنه الآمن، تلك التجربة استوحى روايته «فى بيتنا رجل» التى تحولت إلى فيلم. وترك ارثًا يزيد على 50 رواية 55 كتابا، القصص التى تحولت إلى أفلام ومسلسلات. 

 

 يوسف إدريس الحب من أول نظرة

 

وصفه الحكيم أنه رجلا كالإعصار يحتاج لمن يروضه، ويرى نفسه مسئولا عن كل الجميلات فى الأرض وعن تدليهن ومديح حسنهن نيابة عن كل الرجال. لم ينس الحرمان العاطفى الذى رافقه فترة الطفولة واتنزع من حضن أمه.. وبحثا عن الحنان الذى يعوضه مر بتجارب عاطفية كثيرة منها تجارب حولها إلى ابداع. ولأن ليس للحب قوانين فإذا به يحب من أول نظرة. «رجاء الرفاعى» فتاة فى السابعة عشرة من عمرها تعرف عليها عند جاره، ورغم ان علم انها مخطوبة طلب التواصل معها. ولأن أصابها سهم العشق استجابت بالموافقة وتركت خطيبها، وتزوجا فى ثلاثة أيام. فى السنوات الأولى اكتشفت «رجاء» أن يستعصى عليها فهم شطحاته عصبيًا ومتقلب المزاج حين سيطر عليه شيطان الإبداع، قررت تقتحمه وتفك طلاسمه وأدركت أن مفاتيح شخصيته تكمن فى أمرين (الحب والثقافة) لاقتحام قلبة وعقلة. اكملت دراستها بقسم الفلسفة ودرست التذوق الفنى. ونظمت له حياته وأصبحت يده الثالثة ووفرت له جو الإبداع، وأنجبت ثلاثة أبناء وتحولت إلى أن تكون المرأة الأهم فى حياته ولا يطيق الابتعاد عنها.

 

جمال الغيطانى الحب من طرف واحد

 

الغيطانى عاش تجارب عشق من طرف واحد وقال عنها: «كتبت ما تمنيت أن يحدث لا حدث بالفعل، ففى داخل كل منا نموذج خيالى لإنثى تعيش فى وجدانه». وكان واقع تحت تاثير شخصية «كمال عبدالجواد» فى عشقة لـ«عايدة» أحد أبطال ثلاثية نجيب محفوظ. وأعتقد أن الحب من طرف واحد هو اسمى معانى الغرام. وشكى محفوظ من حيرته فقال له:

«عبدالجواد هايوديك فى داهية وح يجنى عليك زى ما جنى عليً، انساه ده حب وهمى غير موجود». فلم يعش الغيطانى مراهقته عاش سابحا فى الرومانيسة والخيال مع فاتنات وبطلات الروايات. وفى شبابة كتب العديد من الخطابات الغرامية ووضع فيها اعترافاته وخشى أن أحد من حبيباته تنشر خطاباته فتوقف عن كتبتها. وقصة حبه لزوجته الكاتبة الصحفية ماجدة الجندى قال عنها: احمد الله على هذا الاختيار كنت موفقا لأنها الوحيدة القادرة على احتمالى الحياة مع كاتب وأديب له شطحاته ونزواته تحتاج إلى امرأة من طراز خاص. هى شهيدة بمعنى الكلمة، والآن تحول الحب إلى عشرة وهى قمة العلاقة تحدث فى اواخر العمر».

 

نجيب محفوظ زواج متأخر

 

 تجربة حب حقيقية عاشها محفوظ مع جارته تركت آثراً فى رواياته وقلبه. رغم أنها حب من طرف واحد حب الصامت ينظر إليها من بعيد، جسدها بـ«قصر الشوق» وشخصية «عايدة» الذى وقع فى حبها كمال عبدالجواد. وكمال هو محفوظ. 

لم يفعل شيًئا فى حياته سوى الكتابة. وان زيجته الوحيدة تمت بعد أن تخطى الأربعين من عمره، وتمت فى وقت «أعتزل» فية الكتابة. اختار زوجة مناسبة لظروفه وشخصيته ولمهمته الكبرى فى الحياة وهى الكتابة. «عطية الله» قابلها مصادفة فى الإسكندرية أخت زوجة صديق له. 

فتاة الثامنة عشر من عمرها والعقبة كانت أنه يكبرها بربع قرن ولكن تزواجا. وانجب (أم كلثوم وفاطمة)، واخفى زواجه عشرة سنوات عن والدته وعن أصدقائه زوجة آمنت برسالته قال عنها: «إذا كان لأحد فضل فى المكانة التى وصلت لها بعد الله فهى زوجتى «عطية الله» فهى بالفعل عطية من الله لى». 

 

صبرى موسى والحب الأخير 

 

صاحب روايات «فساد الأمكنة»، و«السيد فى حقل السبانخ» البعض استبعد أن يحب رغم أن له معجبات إلا أن سلطة الغرام قوية فخضع للعشق. أثناء أحد المؤتمرات تعرفت به الكاتبة الصحفية «أنس الوجود رضوان»، واعجب باسمها واتفقا على الحوار بمكتبه بمجلة صباح الخير. وصار أصدقاء وانضمت إلى شلته من المبدعين والمثقفين وجلسات ثقافية. وسالتها الكاتبة فتحية العسال زوجة الكاتب عبدالله الطوخى هل تقبلى تتزوجى صبرى موسى. وافقت «آنس الوجود» وتم زواجهما، وهديه الزواج كانت رحلة إلى ولايات أمريكا لمدة شهر. 

واكتشفت رهافة مشاعره يفرح بابسط الأشياء يعشق الورد والشجر وغناء وردة والحان بليغ. مخلص للكتابة مرتب ومنظم وعزيز النفس.

 اصعب أوقاته أثناء محنة مرضه لمدة 15عاما متواصلة لم يتغير فى احساسة وابتسامته وعشقه للحياة، وفى المستشفى كانت وصيته لزوجته أن تحافظ على اسمه وتراثه وتاريخه وثانيا تبقى على تواصل مع شقيقاته.

 

محترف الغضب «أمل دنقل»

 

 لا يرغب فى الزواج ولا يعمل ولن يعمل شيئا غير كتابة الشعر، لم تهتم بما قاله واقتحمت قلبه الكاتبة والناقدة الأدبية «عبلة الروينى» من لقاء الصدفة إلى القدر المحتوم ذهبت إليه كصحفية تطلب حوارا، وتحول اللقاء إلى إعجاب وحب وعشق وجنون وزواج وارتباط روحى أبدى. 

تحكى الروينى: أعرف أن سبقنى إلى قلبه آخريات، ورغم ما يملكه من جرأة، لم يصارحنى بتجاربة العاطفية وأعلم أنها علاقات عابرة، أنا امراة غيورة ومرة قطعت صورة لإمرأة محتفظ بها، ومرة قطعت له قصيدة غضب جدا لدرجة خفت من انفعالاته لكن تدراكت الأمر. طلبت أسرتى للخطوبة «خاتم سولتير» وسافر إلى بلدته وباع أرضًا من ميراث، ويوم الزفاف تأخر ساعتين ذهب يشترى بدله الفرح، أن يتزوج الشاعر أمل دنقل ويستسلم للقيود الاجتماعية فهذه معجزة. فهو رجل استثنائى فى كل شىء وفى مرضه تقبل إصابته بالسرطان بهدوء وتحمل أوجاع رجل صلب، وفى موهبته ولم يبددها فى أى عمل روتينى، وفى وصيته الأخيرة طلب يدفن فى بلدته وأن يدفع لأصدقائه ثمن انتقالهم للعزاء».

 

الأبنودى.. حب آخر العمر

 

لم يعيش الأبنودى قصص حب المراهقة وليس له تجارب صبيانية. علاقته بأمه قوية حكى الأبنودى للحكيم: « أن أمى هى التى رأت نهال كمال وهى التى اقترحتها لى زوجة. فلم أنظر إلى نهال كزوجة أو نظرة رجل لإمراة، واعتبرها تلميذتى ابنتى. أمى أقسمت لى أن هذه «أم عيالى»، حوار أمى جعلنا أنا ونهال نعيد اكتشاف أنفسنا. وبالفعل تزوجنا بعد أن خوضنا معارك مع أصدقاء الحياة الثقافية واعتقدوا أنى دخلت مرحلة المراهقة المتاخرة، أكثر من عامين لا يزونا أحد بعد زواجنا إلا قليل الذين لم يفقدوا إيمانهم بى. وأيضا نهال خاضت معارك مع أسرتها. 

وأنجبنا «آية» و«نور»، ولم يتوقع أحد أن التجربة تستمر. ومنذ تزوجنا استقام شعرى واعتدل عطائى ورتبت أولوياتى. وأنا ونهال من عالمين مختلفين نلتقى على أرضية عاطفية صلبة، هى قوية رغم رقتها الظاهرة تقاسمنى الحياة بحلوها ومرها، وكتب عن نهال أغان منها أغنية «طبعا أحباب»، و«عيون القلب» و«الهوى هوايا».

 

سيد حجاب الصياد والجنية

 

الجنية التى أحبها الصياد هى أيضا أحبته قبل أن تقابله رغم فرق العمر 27 سنة، ميرفت الجسرى عاشت بألمانيا لنيل الدكتورا فى الكيماء، ودرست بمعهد الموسيقى تعشق الموسيقى والغناء. معجبة باشعار سيد حجاب هدفها الوصول إليه ليكتب لها أغنية تغنيها، وعن طريق صديق رتب لها موعد بمكتبه. اعجب حجاب بصوتها إلا أنه سألها هل حبتى قبل كدة!. وتوالت لقاءهما تذهب معه الندوات واللقاءات. وقال لها : «لما تحسى أنك عايزة تتجوزينى قوللى تعالى نتجوز».وعاش قصة حب عامين قبل الزواج. تزواجا بدون شبكة ولا مهر ولا شقة ولا فستان أبيض فقط دبلة ذهبية. وخلال 21 عاما هو عمر الزواج لم يتخاصما أو يتشاجرا وحكى لها أدق تفاصيل حياته وتاريخه العاطفى، وكتب لها قصيدة «مكتوبالى».

كان يقول عنها إنها «مكافاة نهاية الخدمة» فى إشارة لفارق العمر بينهما. ثم عاد فى أيامه الأخيرة وقال لها: «أنتى قبلة الحياة لولاك ما عشت لهذا العمر وما قاومت المرض وما تشبثت بالحياة». 

 

الشناوى بطل «لا تكذبى»

 

نجمات وممثلات من المشاهير كلهن ملهمات للشاعر كامل الشناوى هو يعيش الحب للحب ويعشق الحياة. واحدة فقط قرر الزواج منها كانت حفيدة شقيقة الكاتب محمد التابعى الذى رفضه. وحبيته الأخيرة بل الوهم الجميل الذى صنعه وصدقه حين كتب قصيدة «لا تكذبى» ليعبر فيها عن مأساة عاطفية عاشها لقصة حب مع المطربة نجاة الصغيرة، كانت ملهمتة وحبه لها من طرف واحد افلاطونى وليس علاقة متبادلة. غطت هذة الماساة على انجازاته واختزل تاريخه العظيم فى قصيدة. 

مع أن الحقيقة إنه سوء فهم وليس خيانة. أحمد عثمان الكاتب الصحفى صديق الشناوى قال شهادته التى عرفها من الشناوى أن الصدمة التى جعلته يكتب (لا تكذبى) انه ذات مرة ذهب لزيارة نجاة بدون موعد سابق، فوجدها فى مشهد عاطفى مع المخرج عز الدين ذو الفقار فصدم إلا أن عز الدين مخرج فيلمها الجديد «الشموع السوداء» كان يدربها على مشهد تمثيلى، فظنها حقيقة وصدم.

 

فاروق شوشة وأشعار الحب

 

فترة المراهقة احب فتاة ريفية كانت الملهمة وحافز لكتابة الشعر. وبالإذاعة المصرية تعرف على هالة الحديدى فتاة صغيرة فى الرابعة عشر من عمرها ابنة رئيس الإذاعة، وكان وقتها شوشة لشاب 22 عاما. 

وسافر للعمل بالإذاعة الكويتية ولم يفكر فيها كزوجة وحين عاد بعد فترة وجدها نضجت وتغيرت، ووجد فيها صفات الزوجة. ومن وجهة نظر شوشة أن فكرة الزواج سوف تعرقل مسيرة المبدع وهذا أيضا رأى أغلب المبدعين. 

ومهدت هالة الطريق وحصلت على موافقة من أسرتها. وتمت الزواج، ولأن هالة شخصية عنيدة وأيضا شوشة كشاعر له طقوس وشطحات نصحها والدها إنه يجب أن يتحملوا بعضهما.

واستوعبت حياتى وعلاقاتى المتشابكة والمتشعبة من فنانات وشاعرات ومذيعات.  وكتب دبوان «لؤلؤة فى القلب» ديوان البهجة والسعادة وهى ملهمتى وحبيبتى. وعشنا كل منا يكتشف الآخر.