الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

6 أكتوبر.. العبور من الهزيمة إلى الــــــــــــــــــــنصر يرسم طريق المستقبل

الرئيس خلال الندوة التثقيفية الــ 34   للقوات المسلحة: حرب أكتوبر دونت سطورها بأحرف من نور امتد شعاعها للإنسانية جمعاء



كتب-أحمد إمبابى وأحمد قنديل والحسين عبدالفتاح

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسى، أمس، بالندوة التثقيفية الرابعة والثلاثين للقوات المسلحة بعنوان «أكتوبر 73 والعبور إلى المستقبل»، وذلك بمناسبة احتفالات القوات المسلحة بالذكرى الثامنة والأربعين لنصر أكتوبر المجيد، حيث أكد الرئيس، خلال كلمته بهذه المناسبة، أن حرب أكتوبر 1973 كانت نقطة تحول فى التاريخ المعاصر ورمزًا لشموخ مصر وعزتها، مضيفًا أن نصر أكتوبر كان ملحمة عسكرية أبهرت العالم ودونت سطورها بأحرف من نور امتد شعاعها للإنسانية جمعاء.

وأضاف السيسى: «شعب مصر العظيم نحتفل اليوم معًا بالذكرى الثامنة والأربعين لنصر أكتوبر المجيد يوم العزة والكرامة.. يوم النصر الذى سيظل خالدًا فى تاريخ أمتنا.. يوم البطولات والأمجاد التى صنعها رجال القوات المسلحة بدمائهم الزكية فى ملحمة عسكرية أبهرت العالم ودونت سطورها بأحرف من نور امتد شعاعها للإنسانية جمعاء، ليعكس قوة إرادة المصريين فى استعادة حقوقهم وتمسكهم بسيادة الوطن وأرضه وكرامته».

وتابع: «ستبقى حرب أكتوبر نقطة تحول فى تاريخنا المعاصر ورمزًا لشموخ مصر وعزتها وصلابتها، فتحية تقدير واعتزاز لكل رجال وقادة ورموز العسكرية المصرية فى ذكرى النصر لشجاعتهم وتضحياتهم، وتحية لشهداء أبرار قدموا حياتهم فداء للوطن وجادوا بأرواحهم تحت رايته».

ووجه الرئيس، التحية للشعب المصرى الذى كان لصموده ووعيه ولمساندته لقواته المسلحة فى أصعب وأدق الأوقات، العامل الحاسم الذى صنع هذا النصر المجيد، مؤكدًا أن هذا التلاحم والوعى الشعبى سيظل هو الحصن الحقيقى الذى ساهم فى صون الدولة المصرية وازدهار حضارتها العريقة منذ فجر التاريخ، كما وجه الرئيس السيسى التحية لبطل الحرب والسلام، الرئيس الراحل محمد أنور السادات، صاحب قرار العبور وقائد النصر العظيم.

وأكد أن مصر التى حاربت واستردت أرضها، هى مصر ذاتها التى تسعى دائما إلى تحقيق السلام، فلم تسع مصر يومًا لحروب أو نزاعات من أجل تحقيق أطماع غير شرعية أو الاستيلاء دون حق على ممتلكات ومقدرات الآخرين ولكن نسعى دائمًا لمد يد التعاون كنهج راسخ لتحقيق الخير والبناء والتنمية، مستطردًا: «تمر الأيام وتتعاقب السنوات وتتبدل الأفكار وتتغير أشكال الصراعات، فالحروب التقليدية التى اعتدنا عليها أو اعتدنا خوض غمارها فى الماضى تحولت اليوم إلى حروب غير نمطية تستهدف تدمير الأوطان من داخلها»، مشيرًا إلى أن قضية مصر الأولى الآن هى قضية الوعى الذى أصبح مسئولية مشتركة بين كل مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدنى، لنحافظ على وطننا ومقدرات شعبنا باعتباره الأمانة التى ارتضينا أن نحملها.

واستطرد: «لعلنى استحضر فى هذه المناسبة الغالية أهمية وقيمة الدروس الملهمة التى علمنا إياها نصر أكتوبر الذى لم يكن نصرًا عسكريًا فحسب بل نموذجًا فريدًا من التكاتف والوعى الشعبى بين المصريين بكافة أطيافهم وملحمة متكاملة لأمة حشدت قوتها الشاملة لتغير واقعًا مريرًا ولتحقيق الانتصار لتأخذ بأسباب النجاح من المنهج العلمى فى الإعداد والتخطيط ومن دراسة نتائج تجارب الماضى والعمل والكفاح ليل نهار لبلوغ الهدف وتحقيق النصر».

وقال الرئيس: «دائما ما يمثل احتفالنا بنصر أكتوبر المجيد، مناسبة عزيزة لتشعرنا بالفخر والاعتزاز الوطنى، ولنتذكر جميعًا حجم الصعاب والتحديات التى استطعنا التغلب عليها لنصل إلى حاضرنا الذى تسطر فيه مصر قصة نجاح عظيمة بدأت منذ سنوات ولتجسد مجددًا العزيمة المصرية التى تقهر الصعب، فنحن اليوم نرى مصر بالأرقام والحقائق قد وجدت مسارها الصحيح لتمضى بخطى ثابتة فى طريق التنمية والتقدم ولتغير واقعها على نحو يليق بتاريخها وبحضارتها وبعظمة شعبها وأن نمضى معًا بقوة وعزيمة لبناء وتنمية بلادنا، بالرغم من تعاظم التحديات الداخلية والخارجية، خاصة فى محيطنا الإقليمى المضطرب والمعقد والأزمات العالمية غير المسبوقة والتى لم تكن مصر بمنأى عنها خاصة تداعيات جائحة كورونا».

وشدد السيسى، على أن الشعب المصرى أثبت مجددًا وعيه الحقيقى العميق وأن انتماءه وإخلاصه لوطنه بلا حدود وأن مصر وطن ينهض بإرادة وسواعد أبنائه وأن العمل والاجتهاد والاخلاص هى قيم وركائز أساسية للنجاح فى عبور غمار التحدى على طريق بناء الدولة الحديثة، متابعًا: «على مدار السنوات السبع الماضية سلكنا طريقًا شاقًا من أجل بناء دولتنا الحديثة وصولا إلى الجمهورية الجديدة وبدأنا فى تحقيق عملية شاملة وعميقة لصياغة المستقبل المنشود لوطننا العزيز وللأجيال الحالية والمستقبلية وفق عمل جمعى متكامل ومتناغم بين كافة أجهزة الدولة، واستنادًا إلى رؤية علمية ومستهدفات محددة نسعى لتحقيقها خلال العشرية الحالية وصولا إلى أهداف رؤية مصر 2030».

 

السيسى للمصريين: اوعوا حد يفرق بينكم

استمع الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال فعاليات الندوة التثقيفية للقوات المسلحة لجلسة حوارية حول نصر أكتوبر ومعركة استرداد الأرض، عسكريا وقانونيا، ودور أهالى سيناء فى دعم الجيش المصرى لاسترداد الارض.

فى البداية رحب الرئيس، بأحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، الفريق عبدرب النبى حافظ، مضيفًا: «كل سنة وأنتم طيبين جميعا واسمحولى إن إحنا نرحب بأحد أبطال حرب أكتوبر، سيادة الفريق عبدرب النبى حافظ.. أهلا وسهلا».

ووجه الرئيس، الشكر إلى الدكتور مفيد شهاب، خلال الندوة بعد أن قدم تفاصيل المعركة القانونية الخاصة باسترداد طابا، وقال الرئيس: «الندوة دى والحوار ده واستدعاء التاريخ بيدوقونا طعم اللى اتعمل.. اللواء د.سمير فرج لما يتكلم عن حرب أكتوبر هو بيدوق شبابنا والضباط اللى موجودين هنا اللى ماشافوش ده خالص.. استدعاء التاريخ وسرد الوقائع وقتها كانت حكاية كبيرة أوى.. حكاية طابا وحكاية التحكيم.. وكنا وقتها بنقول يا ترى هنوصل لايه.. وهل هنقدر نكمل معركتنا دى.. ونسترد طابا كآخر قطعة من أرض مصر وتعود إلينا.

وأضاف: «ما تحقق فى ملف طابا كان أولا بالعزيمة والإرادة والعلم والخبرات الموجودة فى اللجنة القانونية فى هذا الأمر.. أوجه الشكر للجنة القانونية والدكتور مفيد شهاب.. كل التقدير وكل الاحترام».

ووجه الرئيس رسالة إلى الأهالى فى سيناء، قائلا: «طبعا أهالى سيناء لكم دور دائما كجزء من شعب مصر قبل 67 وبعد 67 وقبل 73 وبعد 73 وحتى الآن.. ويمكن الدولة المصرية مقدرتش فى وقت من الأوقات تعمل الواجب مع أهالى سيناء.. لكن بنحاول نشكركم ونرد جميل أهل سيناء علينا كلنا». 

وأضاف: «أنتم جزء من الشعب واللى عملتوه فى فترة من أقصى الفترات.. وكتير مننا لازم يفهم منا العيش فى كنف الاحتلال وتقوم بتقديم الدعم وتعرض حياتها للخطر من أجل تقديم الدعم.. نستمر فى دعم سيناء واتاخرنا فى هذا الأمر.. وإذا كان تأخرنا 30 سنة عن التنمية فى سيناء.. بفضل الله نتجاوز المدة دى.. وكأن سيناء يتم تعميرها بقالها 30 سنة».

وتحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى مع الدكتورة «ياسمين» فتاة مصرية بدوية، من شمال سيناء، عن أهالى سيناء قائلا: «مش هنسى الدكتورة ياسمين إحنا نتألم وانتم شوفتم مش بس الناس فى سيناء اللى دفعت ثمن الإرهاب.. وكل الدولة المصرية وكل أسرة مصرية قدمت شهيدا أو مصابا وكل أسرة من مصر مش فى سيناء خالص.. كل محافظات مصر قدموا شهداء ضباطا وضباط صف وجنودا وما زلنا نقدم شهداء حتى نتخلص نهائيا من الإرهاب.. لا تتألمى من قدر الله فينا.. واطمئنى لقدر الله فينا بأيدينا كلنا.. لتعود سيناء أفضل مما كانت.. والخير والأمن والسلام والاستقرار يكون موجودا فيها وفى ربوع مصر».

وفى كلمته وجه الرئيس السيسى الشكر والامتنان والحمد لله سبحانه وتعالى.. على دعمه وعنايته لمصر، 

كما وجه السيسى التحية والتقدير والاحترام للشعب المصرى العظيم، هذا الشعب خلال سنين طويلة خلال أكتوبر وبعد أكتوبر، فكل التحية والتقدير والاحترام للشعب المصرى بكافة طوائفه.

ووجه الرئيس التحية والتقدير والاحترام والاعتزاز للشعوب العربية التى وقفت إلى جانب مصر، خلال أزمة 67، مصر لم تقف فى أزمتها بمفردها، ولكن وقفت جنبها الشعوب العربية بالرجال والسلاح والمال، لن ننسى لهم ذلك.

وقال الرئيس السيسي: » أنا من الجيل اللى شاف فترة 67، دى من أقسى الفترات اللى مرت على مصر، وبعدها كتير من الناس رحلوا عنا، أنا من الجيل اللى شاف ذلك، لا أنسى أبدا ما حدث، ولا أنسى أبدا التداعيات التى نجمت عنها.. تداعيات من اليأس ولم تكن فيه ثقة ولم تكن فيه أمل، وأقول للشباب الصغير فيه فرق بين أنك تسمع وبين إنك تعيش الاحداث وتذوق تأثيرها فهذا أمر غير بسيط.. فى الوقت ده كان من أسبابه حجم كبير من عدم الثقة اتولد فى الفترة دي، أيضا كان فيه ناس معانا تشكك فى كل شىء.. الجانبين دول كانوا سبب فى فقدان الثقة واننا نتقدم للأمام».

وتابع: فى الوقت دى كانت الدولة تحتفل بأعياد ثورة 23 يوليو، وكان وقتها أول مرة الدولة تضع خطة خمسية من 1962 حتى 1967، وكان عندنا أمل وزهو وافتخار بنفسنا، ولما حدث 67 كان له تأثير قاسى على كل المصريين.. وأقول هذا الكلام حتى لا يتكرر، حتى نكون منتبهين لتحدياتنا وحريصين على الحفاظ على بلادنا ومستعدين دائما للذود عنها والحفاظ على مكانتها وهذا لا يحدث إلا بالعمل المضنى الشاق المستمر، أقوله علشان جدار القدرة بينا وبين غيرنا.. فى الجيش بيعملوا تقدير موقف ومقارنة القدرات والقوات وكان الفرق كبير عربية مرسيدس وعربية سيات.. ولما أقول قدراتك بينا وبين التحدى وعلى الرغم من كده يتخذ القرار لعبور حاجز اليأس وأتكلم عن جيل أكتوبر بزعامة رجل عظيم».

واستطرد:» فرق كبير بين إنك تحكى الأحداث، وبين إنك تعيش الأحداث، مفيش مقال اتكتب فى صحف مصر من وانا عندى 9 سنوات إلا وقرأته عن حالنا، لم يكن فيه ثقة تتحدث عن المعركة والعبور.. تحية كبيرة للقائد الذى اتخذ هذا القرار وتحمل مسئوليته أمام الله وأمام مصر وكل التحية للشهداء، ولن أنسى شهداءنا ومصابين اللى قدموا للشعب المصرى من الجيش والشرطة والقضاء وكل المجتمع المصري، كل التحية ليهم اللى قدموا حتى نكون موجودين حاليا، ولسه بعزيمة الرجال هنحقق أكتر من كده واستقرار أكتر من كده».

وأردف: «فيه جدار آخر لم يتحدث أحد عنه، دائما أدبيات وثقافة كل عصر تشكل حاجز بين صانع القرار فى عصرهم، هو يتكلم مع أدبيات مستقرة، بعتبر أن قرار الرئيس السادات ومبادرته للسلام، قدرة على تجاوز أدبيات ومبادئ العصر ولغة العصر، من يستطيع أن يرى هذا الأمر ومستعد لتجاوزه ويتحدى عدم قدرة الكثير على رؤية الاختراق، أقول أنه من الطبيعى أن يقوم بذلك.. الرئيس السادات تمكن من رؤية هذه الأدبيات لن تستمر بعد حرب أكتوبر ولابد من تجاوزها بمفاهيم جديدة لذلك أطلق مبادرة السلام، التى أثبتها بعد ذلك بحوالى 40 عاما بأن الواقع الذى أصبح موجودا يؤكد أن هذه القراءة سابقة لعصرها، وأتمنى كما رأى السادات هذا الأمر، كثير من حكام منطقتنا أن يتجاوزوا مفاهيم وأدبيات مستقرة وينطلقوا إلى أعماق أكتر من كده.. أكتوبر روح ملهمة هتفضل موجودة فى مصر وملهمة بدروسها وتؤكد تصورنا وقدرة الشعب والجيش ومؤسسات.. وعايز اقول الشعب قدم للجيش كتيير».

وقال الرئيس:» افتكر كلمة من المشير، إن الشعب وقف فى طوابير السلع الغذائية حتى يستطيع الجيش أن يحارب، وفضل الشعب المصرى على الجيش المصرى أبدا لن ينسى.. كان أحد دروس أكتوبر.. وأقول للمصريين ما فعلتوه للجيش، هو يقوم برده حاليا مع كل مؤسسات الدولة، وما تحقق خلال 7 سنوات من كل المؤسسات، المفروض إن الجيش مهمته مجابهة الأخطار، لكنه اخذ مهمة اخر أن يساهم فى المشروعات والتنمية».

واستطرد» كلمتى الاخيرة، اوعوا حد يفرق بين المصريين بعضهم وبعض، كل الجيش وكل الشرطة وكل الإعلام وكل الشعب واحد، لو حابين نحقق اكتر من كده كونوا على قلب رجل واحد.. بعد 67 لما الرئيس عبد الناصر أعلن استقالته، وقفنا على قلب رجل واحد، فاستعدنا توازنا مرة اخرى، وصولا لتحقيق النصر.. الهدف دايما تقسيمنا، ونحن نتعامل مع بعض أن نكون كمصريين على قلب رجل واحد، وعملية تطوير الدول عملية مستمرة لا تتوقف أبدا ولو توقفت تبقى فيه مشكلة فى البلد».

ووجه الرئيس الشكر لأهالى سيناء على ما قدموه، مضيفًا: لن نترك أرضا يمكن تنميتها فى سيناء إلا لما نقوم بتنميتها.

وتابع السيسي: «لقد طالت جهود البناء والتنمية جميع مناحى الحياة فى مصر بلا استثناء لتحقيق هدف محدد هو تعظيم قدرة الدولة فى كافة المجالات من أجل تغيير الواقع وبناء الإنسان سعيًا لحاضر ومستقبل أفضل لمصر والمصريين، مشيرًا فى هذا الصدد إلى المشروع الوطنى غير المسبوق لتنمية الريف المصرى «حياة كريمة» والذى يسعى إلى رفع مستوى المعيشة لأكثر من نصف سكان مصر الذين يعيشون فى أكثر من 4 آلاف قرية بتكلفة مبدئية حوالى 700 مليار جنيه.

وفى ختام كلمته، أكد أن التضحيات والبطولات التى قدمها جيل أكتوبر العظيم ستبقى خالدة فى وجداننا وشاهدة على صلابة هذه الأمة، ونبراسًا ونموذجًا ملهمًا لنا جميعا فى العمل بجد ودأب لإعلاء شأن الوطن وحفظ ترابه وصون كرامته، وأن تبقى مصر الأبية فى رفعة وسلام وتقدم وازدهار.

كما شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، فيلما تسجيليا بعنوان «صناع التاريخ» من إنتاج إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، حيث أشار الفيلم التسجيلى إلى أنه بحكم موقع مصر التاريخي، كانت وما زالت مطمعا لكثير من الغزاة الذين حاولوا محاربة مصر من كل الجهات، لكن فى كل مرة كانت أطماعهم تتبخر لأن أهلها دائما «يد واحدة» أمام أى خطر.

ولفت الفيلم إلى أن يقين المصريين بأنفسهم وبلدهم كان أكبر من كل الغزاة، وكانوا دائما فى كل موقف أو تحد يصنعون تاريخا جديدا ويقفون فى وجه أى طامع يريد أن يفرقهم من خلال الأكاذيب والتشكيك والشائعات، منوهًا إلى أن الجندى المصرى هو الوحيد الذى استطاع أن يعيد كل حبة رمل من أرضه، فضلا عن وصوله لأهم النقاط الحصينة للجيش الإسرائيلى فى ساعات معدودة.

واستعرض الفيلم التسجيلى حوارا بين الرئيس الراحل محمد أنور السادات ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق جيمى كارتر، والذى قال فيه السادات «أود أن يكتب على قبرى عاش للسلام ومات من أجل المبادئ».

ونوه الفيلم إلى أن الراحلة السيدة جيهان السادات ساندت الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وتضمن الفيلم خطابا للراحلة جيهان السادات قالت فيه «إن أنور السادات لم يصنع هذا الإنجاز العظيم وحده ولكن جيش مصر العظيم هو الذى سطّر هذه الملحمة الخالدة».

وتطرق الفيلم إلى إنجازات الراحلة جيهان السادات ووقوفها إلى جانب الرئيس الراحل محمد أنور السادات وأبناء القوات المسلحة أثناء حرب أكتوبر 1973، منوها إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى منحها وسام الكمال تقديرا لجهودها العظيمة من أجل مصر.

واستعرض الفيلم مشاهد من ثورتى 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013، وكذلك المشروعات التنموية العملاقة والانجازات الضخمة التى شهدتها مصر فى عهد الرئيس السيسى والتى نقلتها نقلة نوعية فى مختلف المجالات.

 

شهادة للتاريخ..

اللواء سمير فرج عن الرئيس:  كان ضابطًا صاحب قرار وله مستقبل

شهدت الندوة التثقيقة للقوات المسلحة حوارا مؤثرا بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وقائد كتيبته اللواء سمير فرج، حيث حرص الرئيس السيسى على تقديم اللواء سمير فرج بنفسه، حيث قال «أوجه له التحية.. وكتير ميعرفوش الكلام ده وكتير من الجيش ميعرفوش الكلام ده.. اللواء سمير فرج كان قائد كتيبتي.. واسمح لى يا فندم أنى أتكلم.. عمرى ما ذكرتها فى أى لقاء تليفزيوني.. وهذا الأمر أقدره لأنى مش رافضه.. دائما فى الجيش الوحدة قائد.. لو القائد جاى يدير الوحدة قائد عظيم الوحدة تكون عظيمة والعكس صحيح».

وأضاف: «كنت فى الوقت ده ملازم أول.. والمقدم سمير فرج جاى يمسك الكتيبة.. القدرة العلمية للواء سمير معروفة جدا والسمعة الطيبة عنه.. وكان راجع من كلية القادة والأركان فى بريطانيا.. المناظرة اللى تمت بين اللواء دكتور سمير فرج و»شارون» بعد حرب أكتوبر.. ولما روحت الكلية دى كانت المناظرة دى أشهر حاجة».

وتابع: «دى السمعة للمقدم سمير فرج.. طب انا اتعلمت إيه منه؟ اتعلمت منه حل المشاكل.. فى كل وحدة فى الجيش فيه مشاكل.. خدنا ضابط استطلاع وأمن الكتيبة بعد أسبوع.. فوجئت أن كل المشاكل الموجودة فى الكتيبة حلها.. له تاريخ فى إيجاد حلول للمشاكل.. كل مشكلة وليها حل بهدوء ويسر وفكر.. اتعلمت منه ده.. وكان لى حظ أنى خدمت وهو رئيس أركان الفرقة 33.. أوجه كل التحية والتقدير يا فندم.. مكنشى ممكن أعدى ومجتش الفرصة قبل كده أنى اشوف سيادتك».

وروى اللواء سمير فرج مدير الشئون المعنوية الأسبق وأحد أبطال حرب أكتوبر، أحد المواقف التى جمعته بالرئيس عبد الفتاح السيسى أثناء خدمتهما فى الجيش.

وقال: «عمرى ما ذكرت هذا الموضوع فى حياتى حتى لا يقال أنى أتملق.. ومش هتكلم عن الموضوع تاني.. لكن اسمحلى سيادة الرئيس أتكلم المرة دي.. لما رحت الكتيبة، الملازم أول عبدالفتاح السيسى قعدنا سنة ونصف مع بعض، كتبت التقرير السرى والقوات المسلحة مش زى المدنيين والكتيبة 34 أربعة ياخدوا امتياز.. الملازم أول الوحيد اللى خد امتياز هو الملازم أول عبدالفتاح السيسي».

وتابع فرج: «مش بقول النهاردة علشان حضرتك موجود، كان لازم ورا التقرير الأسباب، كنا فى مواقع دفاعية فى سيناء ونطلع طول النهار وبنلف على الكتيبة ونمر وفى يوم حصل عاصفة بالليل والعواصف الرملية الواحد مش بيشوف إيده والطريق اتردم، بلغنا قيادة اللواء، وقيادة اللواء بعتتلنا بلدوزر، وقلت النهار له عينين، لكن الملازم أول عبدالفتاح السيسى قال المدنيين هيعدوا الصبح، ولازم الطريق يبقا مفتوح قال أنا حافظ الطريق يا أفندم، قلتله لو البلدوزر والمعدات ادمرت هنبقا مش تمام، قالى هابقا قادر.

وواصل: «دخلت الملجأ ونزل الملازم عبدالفتاح السيسى يفتح الطريق وهنا الحاجة اللى بنقول عليها إن نقول عليه ضابط صاحب قرار، الكتيبة لازم تفتح، كلم الشئون الإدارية الفطار إيه قالولوا فول وجبنة بيضاء وشاي، قالهم لا، نعمل عدس لأن الدنيا ساقعة والعساكر عاوزة تاخد حاجات دافية، وقالهم افتحوا جبنة نستو، لأنها أسهل فى التوزيع، وعلشان الجبنة البيضاء صعبة فى التوزيع وبتاخد وقت».

وأكمل اللواء فرج: «الساعة 6 قمت بسأل فرد الخدمة؟ فين الضابط عبدالفتاح؟ قالولى يا افندم داخل، قالى تمام يا افندم انا فتحت الطريق، عساكر الكتيبة فطرت وراحت المية والأجازات دخلوا مواقعهم ونازلين علشان ياخدوا أجازتهم، لو ظابط ياخد قرار زى ده يبقا ظابط صاحب قرار، علشان كده كتبت فى التقرير الخاص ضابط له مستقبل وصاحب قرار من 40 سنة ومكنتش عارف إنه فى يوم من الأيام هتبقا سيادتك رئيس».

وأضاف: «المنظر ده يافندم شوفته يوم ما قررت تخلص مصر من الإخوان واتخذت قرار التخلص من الاخوان.. لا أنافق وبقول كلمة حق وربنا هايحاسبنى إذا كنت كذبت.. كنا مع بعض فى المجلس العسكرى وكنت أحدث ظابط يوم ما اتخذت قرار بالتخلص من الإخوان هيتكتبلك حتى بعد 100 سنة وكل اللى بتعمله كوم وإنك خلصتنا من الإخوان كوم، لذلك يوم 30 يونيو لما وقفت افتكرت من 40 سنة لما اتخذت قرار فى الكتيبة وانت عندك 22 سنة، عملها وهو وزير دفاع.. علشان كده انا بفتخر فى يوم من الأيام انى كنت مع حضرتك فى الكتيبة وبفتخر ان كتبت التقرير ده من 40 سنة.. ربنا يوفقك ويكرمك اللى بتعمله النهاردة حلم كنا بنحلم بيه زمان.. ربنا بيكرم مصر بالناس بتوعها عبدالناصر كان راجل عظيم والسادات كان راجل عظيم، ومبارك كان راجل عظيم أيا كان له ما له وعليه ما عليه وسيادتك راجل عظيم وسعداء بكل هذا التطوير وايدينا فى ايديك وهنكمل المشوار».