الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

رئيس «دينية» الشيوخ: التشريف القرآنى للعلم يشمل جميع العلماء بمختلف المجالات

قال الدكتور يوسف عامر رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، إن العلوم التجريبية والكونية بصفة عامة تُعد أساسا فى منظومة عمارة الأرض وصناعة الحضارة، وبدونه لا يمكن تصور قيام الحضارة، ولذلك أمرنا الحق سبحانه وتعالى بالاجتهاد فى الأخذ بهذه العلوم وَفق القيم والثوابت، فأمرنا بالعمل على استكشاف هذا الكون الفسيح الذى هو من أوسع ميادين البحث العلمي، وحثنا فى الوقت ذاته على النظر فى أدق مستويات البحث وهى معرفة الكيفيات والعلل، فقال عز مِن قائل: {قُلْ سِيرُوا فِى الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.



وأوضح رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف، أن الله تعالى حين يقسم بشيء من مخلوقاته فإنما يكون ذلك تنويها بِعِظَمِ شأنها ولِلَفتِ العقول إليها وإنْعام النظر فيها، فأقسم بالشمس والقمر والكواكب والليل والنهار والأرض والنفس البشرية وغير ذلك مما سطرته يد القدرة الإلهية على صفحات الوجود، ومن ذلك قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا }، وقال تعالى أيضا: {وَفِى أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}؟ 

وتابع عامر:» هذه أوامر إلهية وإشارات ربانية تُعَظِّم فى العقل والقلب ضرورةَ النظر فى الأجرام السماوية والأرضية، وفى تفاصيل النفس الإنسانية، على بصيرة وهدى، ولا يتحقق ذلك إلا باتقان كل العلوم الموصلة إلى هذه الأهداف الجليلة».

وأوضح رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ: «لهذا جاء التشريف القرآنى واضحا لكل العلماء فى شتى المجالات، مؤكدا أنهم لا يقارنون بغيرهم من الناس لشرف ما يحملونه من العلم، فقال عز من قائل: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} فلم يخصص علماءَ دون آخرين؛ لأن منظومة الحضارة لا تقوم إلا بجميع فروع العلم النافع، وهذا ما أكده أيضا حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال: «خير الناس أنفعهم للناس»».ولفت إلى أنه من المهم أن نجدد التذكير بهذه الحقائق التى تضع كل العلماء فى موضعهم اللائق، وتُبرزُ الأهميةَ القصوى لكل تخصصاتهم ومجالات عملهم المختلفة، وفق الله علماءَنا وشكر لهم وجعلهم دوما قادة وهداة فى صناعة المعرفة والبناء والحضارة.