الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قائد القوات الجوية: سنتصدى لكل من تسول له نفسه تجاوز الخطوط الحمراء التى رسمتها الدولة المصرية

أكد الفريق محمد عباس قائد القوات الجوية قائد القوات الجوية، خلال المؤتمر الصحفى للاحتفال بعيد القوات الجوية، أن فى حياة الشعوب أيام حاسمة وقرارات فارقة، مضيفًا:» إذ نلتقى بكم اليوم، لنحتفل معًا بمرر 89 عامًا على إنشاء القوات الجوية لنتذكر بكل الفخر والاعتزاز وصول أول خمس طائرات بقيادة طيارين مصريين فى الثانى من يونيو عام 1932، ليكون هذا اليوم ميلادًا لسلاح الجو المصرى الذى شارك فى حروب تلك الفترة بدءًا من الحرب العالمية الثانية ثم حرب فلسطين.



وأضاف:» فى عام 1956 حدث العدوان الثلاثى على مصر فتصدت قواتنا الجوية للعدو الجوى بأعداد كبيرة من الطائرات فى الثانى من نوفمبر ليصبح هذا اليوم عيدًا.

للقوات الجوية اعتبارًا من عام 1957، وفى عام 1967 قام العدو بإلحاق خسائر كبيرة بالطائرات والقواعد الجوية والمطارات، لكن وبتحدٍ للواقع وإصرارٍ على قهر المستحيل تمكن بعض طيارى القوات الجوية من الإقلاع بطائراتهم والاشتباك مع طائرات العدو فى معارك جوية أسقطوا فيها عددًا من طائراته».

وتابع:» وتم إعادة بناء القوات الجوية المصرية لتكون قادرة على مواجهة التحديات والتهديدات فى تلك الفترة، فكبدت العدو الكثير من الخسائر فى طائراته ومعداته وأضعفت قوته العسكرية وأعادت الثقة لمقاتلى القوات الجوية ممهدة الطريق للنصر العظيم، فَما أُخِذَ بالقُوة لا يُستَردُ بِغَيرها، فكانت حرب أكتوبر المجيدة، التى قـدم فيها شعب مصر العظيم، عطاءً وتضحيات تتحدى كل خيال، وأثبت فيها جيشنا الأبى قدرةً تفوق كل التوقعات فاستعاد الأرض واسترد الكرامة، فرجال القوات المسلحة المصرية البواسل قد هَانَت عَليهم أَرواحُهم لكن لم تَهُن فى قلوبهم مَكانَة وطنهم فسَطروا لَنَا صفحات مُضِيئَةً فى تَاريخ الشَعـبِ والعَسْكرية المِصْرية، وضَربَ فيها رِجَال القوَات الجَوية الأبطال أروع الأمثلة فى تحدٍ وإصْرَار على تغيير الواقع الذى فُرِض عَلينا، مُتَسَلحِين بالإيمان بالله ضِد عدو له الذراع الطولى والتفوقٍ الكمى والنوعى، لكن لا يعلمون أن المستحيل ليس له مكان فى قواتنا الجوية فكان لها الدور البارز فى المرحلة الافتتاحية لحرب أكتوبر». 

وأردف:» استمرت أعمال قتالها حتى بعد وقف إطلاق النار، وبرز من هذه الأعمال ما تم تحقيقه من بطولات استثنائية فى يوم 14 أكتوبر، حين دارت أطول المعارك الجوية فى التاريخ الحديث، باشتراك أعداد كبيرة من طائرات الجانبين وليكون هذا اليوم الخالد عيدًا للقوات الجوية اعتبارًا من عام 1994 وحتى يومنا هذا».

وأضاف:» وما أن وضعت الحَرب أوزارها حتى تَمَ وضع خِطَةُ شَامِلَةُ، وفق رؤية استراتيجية لتَطوِير وتَحدِيثِ القوات المسلحة، فامتلكنا من السلاح ما يمكننا من مواجهة التحديات فى ذلك الوقت، وبعد ما شهدته مصر، والمنطقة والعالم أجمع فى عام 2011 من متغيرات هائلة فى طبيعة التهديدات والتحديات وظهور بؤر صراع جديدة فى العديد من المناطق، لكن فى هذه الظروف العصيبة فى الداخل والخارج، انتصر بفضل الله جيش مصر لشعبها، فنجح الشعب المصرى فى استعادة هويته عام 2013، وبرؤية ثاقبة وتقدير متوازن ومستمر لهذه التهديدات أصدرت القيادة السياسية توجيهاتها بضرورة تطوير إمكانيات القوات المسلحة ومنها القوات الجوية، مع التأكيد على الأهمية الاستراتيجية لتنويع مصادر التسليح، لتكون قادرة على مواجهة هذه التحديات والتهديدات بالكفاءة اللازمة، فتم تدبير طرازات حديثة من الطائرات والهليكوبتر، المجهزة بأحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا صناعة الطيران على مستوى العالم، وما أشبه اليوم بالبارحة فلا تزال قواتنا الجوية تنفذ مهامها، وبأعلى درجات الجاهزية والاستعداد على كل الاتجاهات الاستراتيجية للتصدى ودحر كل صور الإرهاب، وتأمين كافة أعمال قوات إنفاذ القانون بشمال سيناء مع المراقبة الدائمة والمستمرة للاتجاه الغربى لمجابهة أعمال التسلل والتهريب». 

وقال قائد القوات الجوية:» وليصبح بفضل من الله، لجيش مصر قوات جوية أبية، تعمل على مدار الساعة وفى كل الظروف، قادرة على الوصول إلى أبعَدِ مَـدَى وفى أسرع وقت لتأمين المصالح المصرية فى ظل التحديات والتهديدات ومجابهة كل من تسول له نفسه تجاوز الخطوط الحمراء التى رسمتها الدولة المصرية، وتتم هذه الأعمال بالتزامن مع الاستمرار فى الارتقاء بأسلوب ووسائل التدريب، إيمانًا منا بأن التدريب أحد أهم العناصر الرئيسية فى الكفاءة القتالية، فكان الحرص الدائم على صَقل المهارات، وتنمية الخبرات وفق أحدث منظومات التدريب والتأهيل لكل العناصر، وذلك لضمان إمداد تشكيلات ووحدات القوات الجوية بجميع التخصصات المؤهلة لاستخدام المعدات والأنظمة الحديثة، التى تم تدبيرها للوصول وتحقيق أعلى معدلات الأداء، كما حرصت القوات الجوية على تَنفِيذ تَدرِيبَات جَوِيَةٍ مشتركة داخل وخارج الوطن، لتبادل الخبرات ومهارات القتال المختلفة، وتدعيم أواصر الصداقة وأوجه التعاون مع الدول الصديقة والشقيقة، كما حرصت القوات الجوية على أن تتم أعمال التَحدِيثَ والتَطوِيرَ للبِنيَةِ التَحتِيَةِ والتجهيزات الهندسية بالقواعِدِ الجَوِيَةِ والمطَاراتِ والوحدات الفنية والإدارية لتكون متوائمة مع ما تم من تطوير فى المعدات فى ظل منظومة متكاملة للتأمين الفنى».

واختتم حديثه: «دَائمًا ما نَذَكر بِكُل الفَخْر والاعتِزَاز من سبقونًا من القادة والضباط وضباط الصف الذين بذلوا قصارى جهدهم لينقلوا لنا بكل إخلاص وصدق خبراتهم علمًا وعملًا، كما أننا لم ولن ننسى رجالًا صدقوا ما عاهدوا الله عليه من شُهَدَائِنا الأَبرَار الذين قدموا أغلى ما لديهم فى سبيل الله لتحيا مِصر بإذن الله آمنة مستقرة فى عِزة وإباء أبد الدهر ونجدد العهد للشعب المصرى العظيم ولقيادتنا السياسية والعسكرية بأن تظل قواتكم الجوية على أهبة الاستعداد على مدار الساعة، لتنفيذ المهام بكفاءة ودقة، لنكون بحق جندًا من جند مصر الذين هم خير أجناد الأرض. حَفِظَ اللهُ مِصر وشَعبَها وجَيشَها مِن كُل مَكروهٍ وَسوءْ».