الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

قصة قصيرة

حلوى ذائبة

واحة  الإبداع



يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:

 

كتبتها – منال رضوان  

- رحلة مدرسية.

- ( صفوف منتظمة؛ المرح لا يعنى الارتجال) معلمة الجغرافيا بنظراتها غير الودودة.

- ها..هل أغلقت باب حجرتها؟!

-  (أبشركم؛ الأخت ستكون معنا بالتأكيد فى هذه الرحلة المهمة... تصفيق).

- نظرة يائسة عقب قنبلة ألقتها تلك العجوز.

- رحلتنا إذن بصحبة الأخت حادة الطباع !

- قلق وصمت وخيبة أمل.. أجواء تلائم غطاء الرأس الأسود.

-  لكنها.. تبتسم وتبتسم وتبتسم. 

-قهقهات عالية، ضحكاتها أطلقت الأنفاس الحبيسة نحو زجاج الحافلة العتيق.

- القلوب المرسومة والحروف الأولى والأشكال الضاحكة  جميعها بأطراف حالمة.

- محاولات فاشلة لإخفاء طلاء الأظافر خشية وشاية جديدة.

(زجاجة الطلاء ستجلب المزيد من المشاكل، أنا لا أحب ذلك اللون).

- حسنا، فريدة التى لا تكف عن التذمر، تصرخ كعادتها.

- والآن، أشجار جرداء إلا من أوراق متآكلة، ردهات واسعة حد الوحشة، أَسِرّة حديدية تساقط الطلاء عن حوافها. 

- يسرعون فى ارتداء قفازاتهم وسط ابتساماتهم خجلى.

- الأخت فى وداعة:

- (يمكننا أن نصنع بعض المرح قبل أن نرحل)..

- الصوت الخبيث ذاته فى توود مقيت: 

- (فى نظام يا بنات، المرح لا يعنى الارتجال) 

  - تصفق الأخت بنغمات بدت منتظمة.

- رقصات أميرة فتاة الاستعراض الأولى فى الصف الدراسى الثالث.

- فريدة تحاول الحجل، بدت غيرى من خطوات خضراء لينة.

- راهبة أخرى توزع الحلوى بأيد مرتجفة. 

- الأخاديد الزرقاء بيديها تزداد، ترى هل ستعيش إلى حفل رأس السنة الجديدة؟

- لن نكون هنا؛ فى العام القادم ستكتمل استدارة النهود.

- نظرات مختلسة إلى مدرس العلوم الشاب.

- كرات من صوف لنسج جوارب للعجائز وقفازات ملونة للصغار.

- نغمات تصفيقهم المبتورة تتقن ضبط الإيقاع .

- فتاة صغيرة تجلس وحيدة، نتحلق حولها، تضحك وترقص معنا. 

- يا لها من خطوات جميلة، يمكننا أن نمنحها هدية.

- (بددنا النقود صباحا فى شراء حلوى الكانتين)

-يا الله، فريدة مرة أخرى.

- لم يعد لدينا غير زجاجة طلاء الأظافر، سنمنحها لها.

- تهبنا الصغيرة ابتسامة خافتة وتسرع فى ارتداء قفازاتها الملونة قبل أن تختفى وراء كومة من أشجار جرداء تصطف فى نظام شديد بلا مرح وبلا ارتجال.