د. جمال ياقوت رئيس مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى لـ«روزاليوسف»: خطة لإقامة عروض مسرحية بالمحافظات لإزالة الحواجز بين «التجريبى» و«الجمهور»
هند سلامة
تولى الدكتور جمال ياقوت رئاسة مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى مؤخرا، وفى فترة وجيزة استطاع الوصول إلى رؤية عامة لبدء دورة جديدة من فعاليات المهرجان المقرر انطلاقه خلال شهر ديسمبر المقبل، بعد أن قررت لجنته العليا تأجيل موعده الأصلى من سبتمبر إلى ديسمبر نظرًا لضيق الوقت للاستعداد جيدًا لإطلاق فعاليات الدورة الجديدة، عن المهرجان ودورته المقبلة قال ياقوت فى هذا الحوار:
■ بعد توليك إدراة المهرجان هل كانت لديك خطة تطوير معينة وهل استطعت إنجازها فى هذه الفترة الوجيزة؟
ـــ بالتأكيد من الصعب أن أدير مهرجانًا أبدأ فيه من الصفر، لأننى ليس لدى مطلق الحرية لفعل ما أريد، ففى التجريبى نحن ننطلق من تاريخ وهذه مسئولية كبيرة، وننطلق من فلسفة راسخة وصعوبة هذه الفلسفة أنها متغيرة بمرور الزمن لأننا نتحدث عن التجريب، والتجريب تعريفه ببساطة الخروج عن الثابت والمستقر والمألوف كيف أقدم شيئًا طليعيًا مثل مسرح العبث فى وقت ما كان تجريب إلى أن أصبح مستقرًا، إذن لا يمكن أن أطلق عليه تجريبًا أمام فلسفة متجددة ومتغيرة طوال الوقت ليس لها معايير تحكمها بشكل واضح، عندما كنت خارج المهرجان كان من الممكن تقديم بعض الاقتراحات لأشياء أحلم بتحقيقها اليوم قررت خوض تجربة تحقيق بعض هذه الأفكار.
■ ما هى هذه الأفكار والأحلام؟
ـــ كان هناك شىء جيد يحدث وأصبح لا يحدث حاليًا، ففى إحدى المرات شاهدت عرضًا لبنانيًا فى دروات المهرجان السابقة بمدينة الإسكندرية، وبالتالى فكرت فى مدى إمكانية إقامة جولات لعروضه بالمحافظات، لابد أن نعترف أن هناك جدرانًا بين جمهور المسرح بالمحافظات والتجريبى بسبب إحساسهم الدائم بأن هذا المهرجان يخص الصفوة من المسرحيين لذلك بدأوا فى مهاجمته لأنهم لا يشعرون أنهم يملكونه، لابد أن نذيب هذه الحواجز بين المهرجان والجمهور لأنه ليس جريمة، لذلك يجب أن أقول لهم نحن معكم حتى ولو زرنا أربعة أو خمسة أماكن فقط فى البداية.
■ ألم تشكل هذه الفكرة عبئًا ماديًا على المهرجان؟
ـــ بالطبع عبء لكن ليست هناك مشاكل فى الميزانية مع وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم معنا فى كل التفاصيل، وفى أول اجتماع اللجنة العليا حضرت بنفسها، وناقشت الفكرة، لدينا كل قطاعات الوزارة ممثلة باللجنة العليا للمهرجان وهذا يمنح له قوة كبيرة، ومسرحيون على قدر عال من الأهمية، لذلك ليست هناك حجة أن نقول إننا لا نستطيع تنفيذ الفكرة، إذا كانت ستواجهنا مشكلة التكاليف المادية والتجوال، معنا المخرج هشام عطوة رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة لديه فروع منتشرة فى الأقاليم لماذا لا يكون رئيسًا للجنة التجوال، قررت من أول يوم أن نتحرك معًا كمؤسسة بالمهرجان، هذه المؤسسة تخضع للدولة، وكلنا نعمل جنودًا على أرض الواقع، وكأننا جيش يتحرك للهدف الذى نريده، الجميع متواجد بشكل رسمى أو غير رسمى، سنذهب بعروض وورش فنية بالمحافظات، قد نبدأ بمحافظات الصعيد والإسكندرية ، طنطا ، والإسماعيلية، ثم سنعمل طوال السنة فيما بعد حتى ننتج عروضًا تجريبية مستعدة للمشاركة ضمن فعاليات المهرجان.
■ هل سيساهم المهرجان فى إنتاج عروض على مدار العام؟
ـــ المهرجان ليس جهة إنتاج ولكننا سنشارك بالمشاهدة ومناقشة بعض العروض التى يتم إنتاجها فى بعض الجهات، لأن المواطن فى شبين الكوم، وشمال سيناء، والصعيد من حقه ممارسة فعل التجريب هل هناك من يقوم بالتجريب فى مصر، هناك من يقدمون عروضًا تجريبية بالفعل لكنهم لا يعلمون أنها تجريبية، على سبيل المثال مسابقة نوادى المسرح فى الهيئة العامة لقصور الثقافة قائمة أساسًا على فكرة الخروج عن المألوف الشباب لديهم الحرية،
يقدمون أفكارًا مجنونة، سوف نذهب للأقاليم من خلال الهيئة لتشجيع الناس على تقديم مشاريع جيدة وسنقابل أصحابها ونتحاور معهم والجيد جدًا سنساهم فى تشجيعه، حتى تحمل العروض المقدمة فيما بعد أشكالًا مختلفة من التجريب لأننا هذا العام لاحظنا أن نسبة التجريب فى العروض الأجنبية وصلت إلى 98% ، بينما فى المسرح المصرى وصلت إلى 50%، وأتمنى أن يشهد يوم افتتاح التجريبى 10 عروض تقدم فى المحافظات بنفس اللحظة.
■ هل نسبة التراجع فى العروض المصرية سببها تراجع مستوى المهرجان بعد إلغائه ثم عودته؟
ـــ عندما يتضمن المهرجان عروضًا قوية أعتقد أننا سنرى معها معنى فكرة التجريب اليوم، مع وجود المسابقة ستحفز الناس على المشاركة، المستوى العام للعروض إذا كان يحمل شيئًا من التراجع لأن عدد الاستضافات كان كبيرًا من قبل، لذلك قررت الاهتمام بالكيف لا الكم، وبالتالى لدينا فى المسابقة هذا العام 14 عرضًا فقط، لأن الفترة قليلة أتمنى تحقيق قيمة فنية عالية، وعلى الهامش لدينا عروض أخرى، كما قررنا عدم تحديد الجوائز لعناصر بعينها، لأنه من الجائز أن يحدث تجريب على عنصر مسرحى لم أضعه فى الحسبان، لدينا جائزة كبرى وخمس جوائز حرة تمنحها اللجنة للعروض التى تراها متميزة أو وثيقة الصلة بالتجريب.
■ هل تغيير موعد المهرجان قد يتسبب فى إلحاق الضرر به؟
ـــ تم التغيير بشكل استثنائى هذه المرة، والدورة القادمة سيعود فى سبتمبر بموعده الأصلى ، توليت المسئولية فى منتصف شهر يونيو الماضى كان من الصعب وضع خطة ومعايير جديدة، لابد أن أمنح فرصة وبالتالى كان الاقتراح بإطلاق فعالياته خلال شهر ديسمبر المقبل، أتمنى تقديم مهرجان منضبط حتى ولو لم تكتمل طموحى بهذه الدورة.
■ هل لديك خطة بديلة إذا تطورت الأوضاع بسبب فيروس كورونا؟
ـــ فكرة الأون لاين غير مطروحة إذا حدث تطورات أو مستجدات بوضع الفيروس من جديد تسببت فى منع عدد معتدل من العروض من الحضور المادى على أرض الواقع للفرق ليس لدى مشكلة فى تأجيل موعد المهرجان حتى تستقر الأمور.