الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بمناسبة تكريمه من الرئيس.. الدكتور نصر الدين مفرح وزير الشئون الدينية والأوقاف السودانى لـ: روزاليوسف

اهتمام الرئيس السيسى بتجديد الخطاب الدينى يهدم معاقل «التطرف»

كرّم الرئيس عبدالفتاح السيسى، الدكتور نصر الدين مفرح أحمد، وزير الشئون الدينية والأوقاف بدولة السودان، بوسام الجمهورية لجهوده فى نشر الفكر الوسطى المستنير وتفكيك خطاب التطرف ضمن احتفالات وزارة الأوقاف المصرية بالمولد النبوى الشريف.



وعبر «مفرح» خلال حوار خاص لجريدة «روزاليوسف» عن امتنانه لإدراك الرئيس عبدالفتاح السيسى لقيمة الدعاة الوسطيين، وإيمانه بأهمية دور رجال الدين فى صناعة الحياة ومستقبل مصر والأمة الإسلامية، مشيرًا إلى أن نظرة الرئيس السيسى الأمنية جعلته يدرك أن أخطر داء للأمة وللعالم هو داء التأسلم الممنهج وتجار الدين.

وهاجم وزير الشئون الدينية والأوقاف بدولة السودان، المعارضين لتجديد الخطاب الدينى الذين يحنطون الدين فى أزمنة الماضى ما تسبب فى الجمود والتخلف، مؤكدًا ضرورة التجديد لمواجهة الانحراف فى التاريخ.. إلى نص الحوار..

■ كيف ترى تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسى لك بوسام الجمهورية؟

- تكريم فخامة الرئيس السيسى هو ليس مجرد تكريم لشخص اجتهد بقدر ما أنه تكريم لمبدأ عظيم من مبادئ الأمة الإسلامية ألا وهو الوسطية، وتكريم للدعاة الوسطيين الذين ينتهجون نهج الإسلام المعتدل الصحيح المبرأ من كل عيب وشائبة.

■ كيف تقرأ اهتمامات الرئيس السيسى بتجديد الخطاب الدينى ونشر تعاليم الدين الوسطى الصحيح فى مجتمعاتنا العربية والإسلامية؟

- نظرة الرئيس السيسى للخطاب الدينى نظرة دينية وأمنية لأنه أدرك بجلاء أن أخطر داء للأمة وللعالم هو داء التأسلم الممنهج وتجار الدين، وقد لدغت مصر  منه لدغات فكان لابد أن يحسم أمنيًا بدك حصون المفسدين واستراتيجيًا بتفكيك خطابهم عبر المتدينين المعتدلين، وتجديد الخطاب الدين المواكب للعصر المتساير من صلاحية الدين.

■ كيف تتابع الاهتمام الكبير الذى توليه الدولة المصرية فى عهد الرئيس السيسى بالخطباء والأئمة والدعاة داخل وخارج مصر؟

- اهتمامات الدولة المصرية بالعلماء والدعاة والواعظات إنما ينم عن إدراك أهمية الدين فى الحياة وإيمان الرئيس بأهمية دور رجال الدين فى صناعة الحياة ومستقبل مصر والأمة الإسلامية إذ إن ما يقدمه الأئمة من نصح وإرشاد وتوعية لا يقل عن أدوار الاقتصاديين والسياسيين.

■ الكثيرون يهاجمون دعوات تجديد الخطاب الدينى ويروجون لها على أنها تغيير لصحيح الدين وليس التجديد فى نقله بما يواكب الوسائل الحديثة والأجيال المعاصرة فبما ترد عليهم؟

- الذين يعارضون تجديد الخطاب الإسلامى إنما أولئك الانكفائيون الذين يحنطون الدين فى أزمنة الماضى ليفهموا متحركه بفهم من سبق مما يعرض الدين إلى الجمود والتخلف وينفون عنه صلاحيته لكل زمان ومكان، لذا هؤلاء من أخرونا عقودًا بالعشرات من الزمان عن قيادة ركب العالم بعد سنوات الازدهار الملونة بالحب والجمال.

■  ما التعريف الصحيح لمصطلح «تجديد الخطاب الدينى» الذى يمكن توصيله ببساطة لغير المتخصصين وعامة الشعوب فى مجتمعاتنا؟

- مصطلح تجديد الخطاب الدينى إنما هو عملية لإعادة المسلمين لفهم دينهم بفهم الواقع لإدراك صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان فهو يمثل ديناميكية الإسلام وحركته الذاتية على الاستمرار والتجدد فى مواجهة الانحراف فى التاريخ والمجتمع.

■ من أبرز الموضوعات المثيرة للجدل فى عملية تجديد الخطاب الدينى دعوات تنحية التراث جانبًا وبدء إنتاج فقهى جديد.. برأيك كيف يمكن التعامل مع التراث وربطه بالواقع المعاصر؟ 

- عملية التجديد إنما هى للفروع وليس للأصل، فمن الدين ما هو ثابت كالعقائد والعبادات وأصول الأخلاق والقيم وبعض أمهات المعاملات وما دون هذه تتجدد حسب متطلبات الواقع والفقه فى ذلك كثير إذاً التجديد لا يلغى الماضى إنما يرتكز على ثوابت وأصول الماضى ويتبنى متطلبات الواقع.

■ كيف ترى المسئولية التاريخية التى تقع على عاتق رجال الدين فى نشر الفهم الواقعى لصحيح الدين وتنقية الخطاب الدينى من الأفكار المغلوطة فى ظل انتشار فتاوى التطرف والإرهاب؟

- رجال الدين مسئوليتهم عظيمة فى عملية التجديد فهم ورثة الأنبياء وهم قادة المجتمعات يلجأ الناس إليهم ويفزعون فى حال التباس الحق عليهم فهم الملاذ عند كروبات الوعى المستنير والفهم الصحيح للدين، لذا لابد من رفع قدراتهم وتأهيلهم خصوصاً الشباب للتصدى لأى طارئ.

■ ما الشروط التى يجب أن تتوافر فى الأئمة والدعاة لضمان إنشاء مجتمعات دينية خالية من التعصب والتطرف؟ - شرط الإمام واضح.. قال الرسول صلى الله عليه وسلم «يؤمكم أقرأكم للقرآن»، بمعنى أحفظكم له وأتقنكم إياه وأفقهكم فيه وأعلمكم به.

■ كيف يمكن توعية الأجيال الجديدة بخطر الجماعات المتأسلمة والمتطرفة التى تبث أفكارًا إرهابية باسم الدين لتحقيق مآرب خاصة؟ وهل تفضل أن يشارك كل فئات المجتمع فى التوعية بنشر تعاليم الدين الصحيحة من مؤسسات دينية وإعلامية وثقافية أم أن يقتصر الدور التوعوى على المتخصصين فقط؟

- إن الإسلام لا يختنق فى ظله فكر أو ابتكار إذا كان يهدف لصالح البشرية ويعمل على ترسيخ القيم فى النفوس لذا أرى أن كل فئات المجتمع ينبغى أن تضع بصمتها فى مناهضة التطرف ومحاربة الإرهاب لذا لابد من تضافر الجهود لهزيمة الأفكار الشاذة التى تؤخر الإسلام ولا تقدمه.

■ ما أبرز أشكال التعاون بين وزارتى الأوقاف فى مصر والسودان؟

- قبل أن أجيب دعينى أشكر مولانا الصديق العزيز رفيق  الدرب الشاق الذى يقاتل فى كل جبهة سلمًا من أجل تعزيز دور الوسطية والاعتدال ومناهضة التطرف الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المصرى.

أبرز أشكال التعاون بيننا ووزارة الأوقاف المصرية تتمثل فى، التعاون فى مجال تدريب الأئمة والدعاة والواعظات والقوافل الدعوية المشتركة لأجل بناء ونشر ثقافة السلام والتعايش وتعزيز مبدأ الاعتدال ونبذ الكراهية والتأصيل لحق المواطنة، والتعاون فى مجال تبادل الخبرات فى الاستثمارات الوقفية وغيرها.

نتطلع فى المستقبل لبناء أوقاف مشتركة بين مصر والسودان يعود ريعها على فقراء البلدين، وتبادل الدعاة من المفكرين فى عمل ورش ومنتديات حوارية لتشمل أكثر من دولة.

■ كيف تنظر لظهور خلايا إرهابية فى الخرطوم الأسبوعين الماضيين؟

- ظهور الخلايا الإرهابية فى السودان إنما هى أواخر مراحل التحديات التى ورثناها من جماعة الإخوان المسلمين الذين ما تركوا متأسلمًا إخوانيًا أو متشددًا إلا وفتحوا له البلاد فالآن هذه آثار حكومة الحركة الإسلامية التى هزمتها ثورة ديسمبر المجيدة.

■ كيف ترى الدعم الدينى الذى تقدمه الدولة المصرية لباقى الدول ممثلًا فى جهود الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية ودار الإفتاء؟

- وزارة الأوقاف والأزهر الشريف والإفتاء المصرية يعملون فى تناغم تام لأجل نشر تعاليم الدين الوسطى الصحيح، ووقفوا حائط صد علمى ومعرفى ومنهجى ضد دعاة التكفير والقتل والتشدد الذين لا ينتسبون للإسلام إلا اسماً ولا يعرفون من القرآن إلا حفظًا ولا يجاوز حناجرهم.