الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الرئيس السيسى يشهد الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس الأحد، احتفال وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوى الشريف بقاعة المنارة بالقاهرة الجديدة.



وقام بتكريم بعض الشخصيات ممن أثروا فى الفكر الإسلامى الرشيد بعلمهم وجهدهم وتقديرًا لتفانيهم فى تجديد الخطاب الدينى والعمل الدعوي، وهم: الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى السابق بوزارة الأوقاف، الشيخ إسماعيل الراوي، وكيل وزارة الأوقاف بجنوب سيناء، الشيخ خالد الجندي، الداعية الإسلامي، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، الدكتور محمد ابراهيم الحفناوي، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بطنطا، الشيخ أحمد عصام، إمام وخطيب بمديرية أوقاف القاهرة، نهاد حتاتة، الرئيس السابق للإدارة المركزية لشئون مكتب وزير الأوقاف، الشيخ نصرالدين مفرح، وزير الأوقاف والشئون الإسلامية بدولة السودان، والشيخ عبدالله برك، رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بدولة جنوب السودان. قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، إن هذه الذكرى التى تَهِلُّ علينا مُتعانقةً مع ذكرى مَلحمة نصر أكتوبر من عام 1973م، تلكم الملحمةُ المصريةُ الخالدة، التى ملأتنا ولا تزالُ تملؤنا، بمشاعر الفَخارِ والزَّهو والعِزَّة، والاعتزازِ بجيشِ مصرَ العظيم، الذى فاجأ العالَم بما لم يَكُن فى حُسبانِه من نصرٍ كاسحٍ أذهَلَ المعتدين وحطَّم أساطيرَهم، وردَّهم على أعقابهم خاسرين.

وواصل: احتفالنا بمولدِ خاتم الأنبياء والمرسلين احتفالٌ بالنبوَّة والوحى الإلهى وسفارة السماء إلى الأرض، والكمالِ الإنسانى فى أرفع درجاته وأعلى مَنازله، والعظمة فى أرقى مظاهرها وتجلِّياتها واحتفال بالتشبُّه بأخلاق الله تعالى قَدْرَ ما تُطيقه الطبيعةُ البشريَّة، وقد تمثَّل كلُّ ذلك فى طبائع الأنبياء والمرسَلين، الذين عصَمَهم الله من الانحراف، وحرَسَ سلوكَهم من ضلالات النَّفس وغوايات الشياطين، وفَطَرَ ظاهرَهم وباطنَهم على الحقِّ والخير والرحمة. 

وأوضح أن النبى كان يتفقد أصحابه، ويسأل الناس، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهى به المجلس.. ومَن سأله حاجةً لم يَرُدَّه إلَّا بها، أو بميسور من قولٍ بمعروف، مجلسه مجلسُ عِلْم وحياء وصبر وأمانة، يُوقَّر فيه الكبير، ويُرحم الصغير، ويُقدَّم ذو الحاجة، ويُحفظ حق الغريب.. وقد كساه الله لباسَ الجمال، وألقى عليه محبةً ومهابةً منه.

وقال شيخ الأزهر خلال الاحتفالية: هناك الكثير مِمَّا قاله عنه عيون المفكرين والعلماء والفلاسفة، والأدباء ومؤرخى الحضارات فى الشرق والغرب من غير المسلمين، من أمثال «غاندى» و«راماكريشنا» و«لامارتين» و«مونتجمرى وات» و«زويمر» و«تولستوى» و«مونتيه» وغيرهم مما لا يتسع المقام لذكرهم، وسرد ما قالوه عنه وعن أخلاقه، وعن شريعته وآمالهم فى أن تعود لتُصحح مسيرة العالم اليوم، وتُنقذ مصيره من هلاك مرتقب ودمار مُتوقَّع.. وأكتفى من بين ما كتبه هؤلاء باقتطاف ما قاله «برناردشو» الكاتب والناقد الإنجليزى الذائع الصِّيت الذى تَعرفه الدنيا بأسرِها، يقول عن رسول الإنسانية محمد ﷺ: «إن أوروبا الآن بدأت تحسُّ بحكمة محمد ﷺ وبدأت تَعشَقُ دِينه، وإنَّ أوروبا سوف تُبرِّئ الإسلام ممَّا اتَّهمته به من أراجيف رجالها ومُفكِّريها فى العصور الوسطى، وسيكون دين محمد ﷺ هو النظام الذى تُؤسِّس عليه دعائم السلام والسعادة، وتستندُ على فلسفته فى حل المعضلات وفك المشكلات، وحَلِّ العُقَد.

ويقول: إنِّى أعتقد أنَّ رجلًا كمحمد لو تسلَّم زمام الحكم المطلق فى العالم بأجمعه اليوم لتم له النجاح فى حكمة ولقاد العالم إلى الخير، وحلَّ مشاكله على وجه يحقق للعالم السلام والسعادة المنشودة.. ثم يقول: أجل.. ما أحوج العالم اليوم إلى رجل كمحمد لِيَحُلَّ قضاياه المعقدة بينما هو يتناول فنجانًا من القهوة».

واستكمل: إذا كان برنارد شو يرى ضرورة عودة الهدى المحمدى لإنقاذ عالمنا اليوم، فإنَّ هذه الضرورة أراها ألْزَمَ وأوجَبَ لإنقاذ مجتمعات المسلمين من الأوضاع اللاإنسانية التى تردَّى فيها البعض ممن يزعمون انصياعهم لتعاليم هذا النبى الكريم، واتِّباعهم لدينِه وشريعتِه، بينما هم يقتلون الأبرياء، ويحوِّلون بيوت الله التى أذِن أن تُرفع للذكر والتسبيح إلى ساحات حرب تُزهق فيها الأرواح، وتُراق الدِّماء، وتَنْتَثر الأشلاء، وتستباح الحرمات وتُهدر حقوقُ الناس، وحقوقُ النساءِ والفتيات والأطفال. 

وإن هذا الوضع البائس ليُوحى للمهموم به بأمورٍ ثلاثة: الأوَّل: أنَّ طوائف المسلمين وهم يقتل بعضهم بعضًا يُوظِّفون شريعة السلام فى تبرير هذه الحرب، حتى أصبح بأسنا بيننا شديدًا.

الأمر الثانى: ما يُصدِّرُه هذا العبث بالأرواح والدماء من صورٍ بالغةِ الوحشية تُغذى النزعاتِ اليمينيةَ المتطرفةَ فى الغرب والشرق، (وما يسمى هناك بالإسلاموفوبيا) حتى أصبح الدفاع عن صورة الإسلام يبدو وكأنه أمرٌ يَصعُبُ قَبُولُه، فضلًا عن تصديقه.. يعرف ذلك كلُّ مَن قُدِّر له أن يُدافعَ عن هذا الدِّين الذى ظلَمَه بعضُ أهله، ويُنافحَ عن سيرة نبيِّه الذى تنكَّر له بعض أتباعه، مع علمِه أنَّ هؤلاء وأمثالهم إنما يُوظِّفون هذا الدِّين لأهوائهم ومآربهم وهو منهم براء، وإنْ هتفوا باسمه وتزيُّوا بزيه.

الأمر الثالث: إن الخروج من هذه الأوضاع لا يتحقق - فيما أعتقدُ - إلا بإحياء صحيح هذا الدِّين الحنيف، واتخاذه نبراسا فى سلوكنا وتصرُّفاتنا، جنبًا إلى جنبِ التأسى بصاحب هذه الذكرى - صلوات الله عليه – ترسيخِ هديه فى مناهج تعليمنا، والاعتزاز برسالته وسُنَّته.

وفى كلمته أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف إن البشرية لم ولن تعرف عبر تاريخها الطويل إلى أن تقوم الساعة إنسانا خُلق أو سيُخلق أنبل ولا أشرف ولا أعظم وأكرم ولا أعز على الله عز وجل من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، موضحا أن البشرية لن تعرف معلما أحسن تعليما وتأديبا وتطبيقا عمليا للسماحة من النبى صلى الله عليه وسلم، مؤكدا ضرورة التآسى بأخلاق النبى «محمد» صدقا وأمانة وسماحة ووفاء ورحمة للعالمين لنكون بحق خير أمة أخرجت للناس، وخير الناس أنفعهم للناس.

وأضاف وزير الأوقاف - فى كلمته خلال احتفال الوزارة بالمولد النبوى الشريف امس بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى - أنه تم الانتهاء من إصدار المجموعة الثانية من سلسلة «رؤية» لتصحيح مفاهيم الدين، حيث تضم 15 إصدارا بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب بوزارة الثقافة.

أشار الوزير الى أنه من أهم الإصدارات التى قدمتها الاوقاف مؤخرا كتاب (العقل والنص) الذى يؤكد أهمية اعمال العقل فى فهم النص وفقا لمقتضيات العصر مع الحفاظ على ثوابت الشرع، وكتاب (الجاهلية والصحوة) الذى يفند أباطيل أهل الشر فى مجتمعاتنا المسلمة المؤمنة الموحدة ويؤكد أن الصحوة الحقيقية ليست فى مجرد الشكل الذى تتستر خلفه هذه الجماعات إنما الصحوة الجماعية فى الالتزام بقيم الدين وإدراك أن مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان.

وأشار جمعة إلى أنه بهذه المجموعة الجديدة يبلغ إجمالى ما صدر من هذه السلسلة فى نحو عامين ونصف (83) إصدارا منها (35) كتابا باللغة العربية و(35) كتابا مترجما و(13) إصدارا من سلسلة «رؤية» للنسخ لتصبح هذه السلسلة بما تعالجه من قضايا فكرية وثقافية وتصحيح للمفاهيم الخاطئة أحد أهم عناصر بناء الوعى الرشيد فى بابها ومجالها مع العمل المستمر على تحويل هذه الإصدرات إلى برامج تدريبية وتثقيفية للأئمة والواعظات ومعلمى التربية الإسلامية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وإلى محاضرات وندوات للشباب وغيرهم بالتعاون مع وزارة الشباب والجهات المعنية لصناعة الوعى فى دولتنا.

وقدم وزير الأوقاف إلى الرئيس السيسى أحدث مجموعة من هذه الإصدارات لدوره العظيم فى بناء الوطن ودعمه للخطاب الوسطى المستنير واهتمامه الدائم بتحسين الأحوال العلمية والمادية للائمة والخطباء.