الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

حصد جائزة لجنة التحكيم بمهرجان الإسكندرية

رشيد عساف: لولا حاجتى للمال لاعتزلت بعد «المطران» وأهديه لروح فاروق الفيشاوى

تحول المطران «إيلاريون كابوتشى» مطران القدس من حلم لعدد من النجوم الكبار مثل  رشدى أباظة وعمر الشريف ونور الشريف ومحمود عبدالعزيز وفاروق الفيشاوى إلى حقيقة جسدها باقتدار النجم السورى رشيد عساف فى نسخة تليفزيونية وأخرى سينمائية ونقل لنا مراحل مهمة من حياة المناضل الذى وقف فى وجه الاحتلال الإسرائيلى ودفع ثمن مواقفه ومبادئه من حياته.



رشيد عساف تحدث فى حواره لروزاليوسف عن كواليس تقديم هذه الشخصية الثرية التى يرى فيها حلمًا لأى فنان يريد أن يكتب اسمه بحروف من نور مؤكدًا أنه لولا ضرورات الحياة لاختار أن يعتزل الفن بعد هذه الشخصية وروى كواليس استقرار محطة المطران عليه بعد عدد من النجوم: يقول  رشيد عساف: بداية أنا سعيد أن تكون المحطة الأولى لفيلم «المطران» فى مصر وفى مهرجان مهم وله مكانة خاصة مثل مهرجان الإسكندرية.

■ شخصية المطران كابوتشى مليئة بالتفاصيل الثرية . حدثنا عن تحضيرك لها وكيف استطعت ارتداء عباءتها؟

- دخلت لعالم المطران من أكثر باب الأول من خلال المقابلات والفيديوهات الموجودة له على شبكة الانترنت والتى ساعدتنى على معرفة لغة الجسد التى كان يتحدث بها وطريقة كلامه وضحكته أيضًا المذكرات الخاصة به والتى تمت كتابتها عام 1974 ولم تظهر إلا بعد وفاته عام 2017 بناءً على طلبه أيضًا تحدثت لأولاد شقيقه كذلك صديق عمره كل هذه التفاصيل ساعدتنى على رسم ملامح الشخصية هذا بجانب السيناريو الذى كتبه المؤلف حسن يوسف. فالمطران فى الأصل اسمه جورج كابوتشى أو كابوتجى وأطلق عليه إيلاريون نسبة إلى اسم قديس فى غزة ويعنى المبهج وأطلقه عليه أحد الآباء فى القدس لأن كابوتجى كان يتمتع بخفة ظل أما كابوتشى أو كابوتجى  فتعنى الحارس ومن هنا أطلق عليه حارس القدس.

■ الفيلم ركز على مرحلة واحدة فى حياة المطران وهى فترة اعتقاله فقط .فلماذا لم يتعرض لمراحل أخرى فى حياته فى نضاله ضد الاحتلال الإسرئيلى؟

كما قلت إن الشخصية تم تناولها فى مسلسل وفيلم وهنا فى الوثيقة السينمائية أردنا أن نركز فقط على مرحلة مهمة فى حياة المطران من ناحية ومن ناحية أخرى حتى لا ندخل فى مشاكل سياسية تعوق مشاركة الفيلم فى مهرجانات على مستوى العالم والتى يكون لها موقف معروف من القضية الفلسطينية.

■ حدثنا عن أصعب المشاهد التى واجهتك فى تنفيذها وتحضيرها فى «المطران»؟

- سأتوقف عند مشهدين الأول هو مشهد محاكمته والتى اعتبرتها هى محاكمة العصر وفرصة لطرح القضية الفلسطينية أمام العالم  فالمطران هنا يدافع عن أرضه ووطنه وقضيته أكثر منه دفاع عن نفسه فكان لابد أن يظهر هنا كأنه القاضى وليس المذنب أيضًا من المشاهد الصعبة التى أرهقتنى فى تنفيذها مشهد تعذيب قوات الاحتلال له ومحاولة إجباره على الطعام عندما دخل فى إضراب حيث أصيبت عيناى بالتهاب بسبب سكب اللبن على وجهى ومحاولة شربى له بالقوة.

■ شخصية المطران كابوتشى كانت حلمًا لفنانين كبار قبلك مثل رشدى أباظة وعمر الشريف ومحمود عبدالعزيز ونور الشريف وأخيرًا فاروق الفيشاوى، كيف ترى هذا الأمر؟

- هى أقدار فمثلًا الفنان رشدى أباظة كان على وشك تجسيد الشخصية قبل وفاته وأجرى بروفات ملابس ومكياج عليها لكنه توفى قبل خروج العمل للنور أيضًا علمت مؤخرًا أنه عام 2003 كان هناك مشروع لتقديم مسلسل من إنتاج محسن زايد رحمه الله وبالفعل وافق المطران كابوتشى عليه وكان مرشحًا له المرحوم فاروق الفيشاوى لكن توقف المشروع وكان من نصيبى لذلك أحب أهديه لروحهم  وأعتبره نقطة مهمة فى مشوارى وتتويجًا لما قدمت ولولا احتياجى المادى  لاعتزلت بعد المطران.

■ لماذا أنت بعيد عن الدراما المصرية؟

لست بعيدًا عنها ولكن هى بعيدة عنى سبق ورفضت تقديم شخصية الرئيس العراقى الراحل صدام حسين..

ما هى الأسباب التى دفعتك للاعتذار عن العمل؟

- فى رأيى أن صدام حسين كان شخصية تتمتع بالهيبة والفكر فى نفس الوقت وعندما قرأت المعالجة الخاصة بالمسلسل شعرت أن هناك «إن» أو شىء ليس مضبوطًا ربما لأن هناك كيانات سياسية  كانت تقف وراء العمل وأنا أريد أن أقدم صدام حسين كرمز لوحدة العراق وأرضها وهذا لم يعجبهم فاعتذرت عنه.

■ وماذا عن حسن البنا؟

- الإخوان عندما قرروا إنتاج مسلسل عن حسن البنا كان هدفهم يردون على مسلسل الجماعة للكاتب الراحل وحيد حامد وليس تقديم الشخصية بكل ما لها وما عليها وكأنها طبخة وعندما شعرت أن هناك شيئًا ليس مضبوطًا فاعتذرت عن المسلسل.

■ المتابع لتاريخك الفنى سيجد أن هناك تركيزًا أكثر على الأدوار التاريخية والبدوية .فهل هذا مقصود؟

- لا، فأنا حريص على التنوع بين أعمالى فمثلًا قدمت عملًا مهمًا عن البيئة الشامية فى أربعة أجزاء وهو مسلسل «طوق البنات» الذى اعتبره ردًا على مسلسل «باب الحارة» الذى شوه البيئة الشامية أيضًا هناك مسلسلات مثل «شوارع الشام العتيقة» و«زمن البرغوث» ومسلسلات أخرى  كوميدية وهكذا فأنا أرفض أن أوضع فى قالب واحد.