الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الوادى الجديد قلعة التمور المصرية والعالمية

2.5 مليون نخلة تُصدر إنتاجها للدول العربية والآسيوية

«بلدنا يا أم النخيل العالى بلدنا يا أم النخيل الغالى، زيدى يا بلحة فى جمالك زيدى يا نخل عالى يا صعيدى» هى أحد الأناشيد والأهازيج التى دائما ما تغنى بها أهالى الوادى الجديد للنخيل منذ قديم الأزل حتى يومنا هذا وهناك غيرها الكثير من الأهازيج والأغانى القصيرة، تعبيرا عن حبهم للنخلة وللبلح الذى يعد مصدر دخل لآلاف الأسر التى تزرع هذا المحصول منذ آلاف السنين حتى تحولت الواحات مع مرور الوقت إلى قلعة كبرى من قلاع التمور المصرية والعالمية وحازت شهرة كبيرة فى زراعة النخيل وإنتاج التمور وأصبحت هذه الأغانى والجمل القصيرة فلكلورا شعبيا وتراثا لأهالى الوادى الجديد. 



تأتى هذه الأهازيج والأفراح بالتزامن مع قرب انتهاء موسم جمع التمور بمحافظة الوادى الجديد مع نهاية الشهر الجارى، حيث بدأ المزارعون مبكرا عملية الجمع والحصاد هذا العام وذلك بسبب الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة والتى ساهمت فى نضج المحصول بالإضافة إلى ارتفاع سعر كيلو البلح والذى سجل 15 جنيها، ما حفز المزارعين على استغلال ارتفاع السعر وثباته فى عملية جمع المحصول مبكرا من على النخيل. 

ويمثل محصول البلح مصدر الدخل الرئيسى لآلاف المزارعين بمحافظة الوادى الجديد، فالمناخ الجاف والتربة الرملية ودرجة الحرارة المرتفعة جعلت المحافظة من أكبر قلاع التمور المصرية والعالمية بامتلاكها 2مليون ونصف نخلة موزعة على مساحة تقدر بحوالى 23 ألف فدان، كما تسعى المحافظة لزيادة أعداد النخيل المنزرعة بها لتصل إلى 4 ملايين نخلة من الأنواع التجارية ويمثل البلح السيوى أو الصعيدى أشهر أنواع التمور التى تتم زراعتها بالمحافظة وهو من أفضل التمور التى نجحت زراعتها وتسويقها بالواحات ويمثل 90% من إجمالى النخيل ومصدر الدخل الأساسى لآلاف المزارعين، كما أنه يصدر لعدة دول كالمغرب ودول شرق آسيا، وتبلغ إنتاجية النخلة فى عمرها التجارى من هذا النخيل من 80 لــ120 كجم كما تنتج المحافظة حوالى 165 الف طن سنويا من جميع أنواع التمور بالإضافة إلى أنه يوجد حوالى 70 مصنعا ووحدة إنتاج  تقوم بتصنيع البلح وضخه فى السوق المحلية أو السوق الخارجية. 

وقال حسنى حامد عمر من مركز باريس بمحافظة الوادى الجديد: إن اغلب المزارعين انتهوا من جمع وحصاد التمور الخاصة بهم وهناك جزء أخير يتم جمعه حاليا، مشيرا إلى أن عملية جمع التمور بدأت مبكرا هذا العام بسبب ظروف الطقس وارتفاع السعر، لافتا إلى أن سعر البلح هذا الموسم  كان بمثابة مكافأة للمزارعين لما بذلوه من جهد وتعب على مدار العام خاصة أن النخيل هو المحصول الأول والوحيد الذى يزرعه أغلب المزارعين. 

وأكد حسنى، أن عملية جميع التمور بدأت من بداية شهر سبتمبر حيث يقوم المزارعون بتجميع أبنائهم أو جلب عمالة زراعية متخصصة فى طلوع النخيل يقوم بعضهم بعملية قطع عراجين البلح  والجزء الآخر يقوم بعملية فرز وجمع البلح تحت النخيل وتحميله على السيارات لنقله الى التجار والمصانع،  لافتا إلى أن حمولة سيارة 2 طن من البلح تستغرق حوالى خمسة عمال على الأقل ويوما كاملا من العمل. 

وأضاف حسنى، أن هناك فرزات للبلح ودرجات مختلفة على أساسها يحدد سعر الكيلو ولكنه بشكل عام أغلب البلح متوسط الحجم وسعره ثابت ولكن هناك فرزات من البلح كبيرة الحجم تباع بسعر أعلى وتدخل فى التصدير بشكل مباشر وهناك فرزات صغيرة الحجم تباع بسعر أقل وتدخل فى صناعة المخبوزات أو البلح المفروم أو العجوة أم البلح المتوسط فهو يعبأ كبلح خام أو يتم إعادة تصنيعه بالمكسرات أو الشوكولاتة أو السمسم أو يتم تحويله لعسل بالإضافة الى عدة صناعات أخري.

وأكد الدكتور مجد المرسي، وكيل وزارة الزراعة بالوادى الجديد، أن محصول البلح هو المحصول القومى لمحافظة الوادى الجديد، متوقعا أن هذا الموسم 2021  يكون حجم الإنتاج من البلح الصعيدى السيوى الأشهر بالمحافظة يقارب من العام الماضى وهو 110 آلاف طن حيث يوجد بالمحافظة مليون و815 ألف و400 نخلة مثمرة من هذا الصنف ويتمّ تصدير كميات كبيرة سواء خارج المحافظة للأسواق المحلية أو خارج مصر وخاصة دول المغرب العربى وجنوب شرق آسيا، كما أن دولة المغرب تفضل الصنف الصعيدى الناتج من الوادى الجديد  ونصدّر لهم 25 ألف طن سنويًا وهناك خطط لزيادة عدد النخيل لـ5 ملايين نخلة وجرى توزيع 85 ألف فدان بقيمة إيجارية رمزية ونزيد 600 ألف نخلة سنويًا وسنصل لـ5 ملايين نخلة خلال الـ5 سنوات المقبلة بينما تأتى أصناف البرحى والمجدول والتمر فى المرتبة الثانية بعد الصعيدى فى المحافظة.

أضاف المرسي، أن المحافظة بها نخل صنف البرحى 72 ألف نخلة منزرعة على 2500 فدان بينما المجدول بها 16 ألف نخلة على 1260 فدانا بينما التمر يوجد 70 ألف نخلة وهى أصناف اقتصادية وذو عائد اقتصادى مرتفع جدا، كما أنه عندما زادت درجة الحرارة خلال الفترة الماضية أدى هذا الأمر إلى بداية موسم الحصاد بشكل مبكر مع منتصف أغسطس لكن الثمار لم تتأثر حيث إن متوسط المسافة بين كل نخلة وأخرى 7.7 متر وهو ما يؤدى إلى حدوث نسبة تظليل، فلا يحدث أى تأثير ملحوظ بالنسبة لمحصول البلح .

وأشار اللواء محمد الزملوط محافظ الوادى الجديد، إلى أن المحافظة لم تتدخل فى تحديد الأسعار، وأن الأسعار المعلنة هى أسعار السوق وفقاً لسياسة العرض والطلب طبقاً لآليات السوق دون تحديد للسعر وأوضح أن المحافظة خصصت سوقاً لعرض منتجات التمور وتخفيض القيمة الإيجازية لـ٥٠ جنيهًا شهرياَ دعما لجميع المنتجين لهذا المحصول الاستراتيجي.

كما أكد الزملوط، أن المحافظة حظيت بفرصة تنظيم الملتقى التسويقى الأول للتمر بالمحافظة والذى انطلق تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحًا أنه ألقى الضوء على المحافظة بعدما كانت المعلومات المتاحة عنها محدودة، مشيرًا إلى أن جوائز المهرجان تتخطى نصف مليون جنيه، وستشارك الحرف البيئية والفرق الشعبية وغيرها وتابع محافظ الوادى الجديد: الرئيس زرع نخلة فى شرق العوينات، ووجه بزراعة 2.5 ملايين نخلة خلال لقائه الدورى مع أبناء المحافظة فى 12 يناير 2019»، مشيرًا إلى أن مصر تعمل دائما على الاحتكاك بالسوق العالمية تلبية لحاجة المصدرين.

وأضاف، أن هذا الملتقى سيكون سنويا بدعم مصرى خالص خاصة أن لدينا 91 شركة منها 75 شركة للتمور والباقى لكل ما يلزم للإنتاج الزراعى والنخيل والصناعة والإدارة ومعنا أكثر من 12 محافظة مسجلة وأكثر من دول عربية فى الملتقى والفاعليات ستستمر لمدة 3 أيام.

وأكد، أن التمور تستخدم فى أكثر من 10 صناعات مثل السكر والأعلاف والسماد، موضحًا أن الملتقى سيشهد لقاءات متعددة مع عدد من المتخصصين وتوفير فرص عمل مع جهاز المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر: «هناك شاب صنع أسمدة من زعف النخيل، ونتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع ووزارة البيئة لإقامة أكبر مصنع فى الوادى الجديد للاستفادة من مخلفات النخيل بدلا من حرقها.