الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

تحت شعار بالوعى مصـــر بتتغير للأفضل

«التضامن» تصل بخدماتها لمواطنـى قرى «حياة كريمة» فى الصعيد

قوافل طبية ومشروعات صغيرة



كتب ـ عبدالوكيل أبوالقاسم 

ريسنا قال وإحنا معاه، أحلف يامصر يمين بالله، لتكونى يامصر زى مابتمناه، زى ماشوفتك فى الأحلام، يابلادى حته من الجنة، ريسنا قالها بكل حماس، حياة كريمة لكل الناس، وإشهد علينا يارب الناس، و يارب بارك خطاوينا، حياة كريمة يامصريين، حياة كريمة لأهالينا، لكل بيت فى  مصر بلدنا، وفى كل شبر فى أراضيها»..

بهذه الكلمات تنطلق أغنية حملة «بالوعى مصر بتتغير للأفضل» التى تنظمها وزارة التضامن الاجتماعى بالتعاون مع مؤسسة حياة كريمة، معلنة منذ الصباح الباكر لأهالى مراكز وقرى محافظات «بنى سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج»، عن وصول الحملة إلى القرية أو المركز، عبر مكبرات الصوت المثبتة فوق أتوبيسات مكشوفة، بالإضافة إلى اللافتات التى تعلن عن الحملة وخدماتها وأماكنها.

ويتوافد الآلاف من النساء يوميًا على خدمات الحملة التى وصلت إلى المنيا فى طريقها إلى أسيوط، وتستمر حتى 24 من نوفمبر المقبل فى القرى المستهدفة فى المبادرة الرئاسية حياة كريمة، وتركز على نشر الوعى بقضايا الزيادة السكانية وزواج الأطفال والتمكين الاقتصادى وتنمية الطفولة المبكرة، من خلال 4 أكشاك يقدم كل منها خدمات الوزارة فى تلك الموضوعات، بالإضافة إلى عيادات متنقلة لأمراض النساء والأطفال والعظام والعيون، وعرض مسرحى تثقيفى تقدمه سيدات وأبناء جمعية «تواصل» بمصر القديمة بالقاهرة.

عند وصول السيدة لمركز الشباب تحصل على استمارة، وتمر على الأكشاك الأربعة، فيملأ المتخصصون فى كل كشك بياناتها، وفى النهاية تسلمها عند المغادرة، وبعد تزايد طلبات السيدات عن الاستفسار عن توقف دعم تكافل، أضافت وزارة التضامن إلى الحملة كشكا خامسة للرد على هذه الاستفسارات، بواسطة المتخصصين وأجهزة الكمبيوتر.

وخلال إطلاقها للحملة أكدت وزيرة التضامن الاجتماعى، نيفين القباج أن السيد رئيس الجمهورية يحرص على توفير»حياة كريمة» للمواطنين ودورنا كتنفيذيين إنجاز تلك التوجيهات الرئاسية وتحقيقها، وهو ما تعمل عليه جميع الوزارات الشريكة.

وعبرت الوزيرة عن سعادتها بالتواجد فى محافظة المنيا للمرة الرابعة فى عام واحد، مشيدة بالتعاون من الجمعيات الأهلية ومنها «راعى مصر» وجمعية «تواصل، وبدور الرائدات المجتمعيات والمتطوعين فى إحداث التأثير الإيجابى على المجتمعات المحلية وإلى تحقيق التغيير المطلوب من أجل الوصول إلى التنمية العادلة والمستدامة للدولة المصرية.

 ولفتت الوزيرة إلى أن الوزارة ربطت الدعم النقدى بشرط الرعاية الصحية للأم والطفل وإلحاق الأطفال بالتعليم واستمرارهم فى الدراسة، وعدم تزويج الفتيات دون السن القانونى للزواج وهو 18 سنة، حماية للفتاة المصرية من التداعيات الصحية والاجتماعية والاقتصادية، وحماية لأطفالها مما يهدد صحتهم وسلامتهم ومما يهدد استقرار الأسرة بشكل عام،.

وأكدت آية عمر، رئيس مجلس أمناء مؤسسة «حياة كريمة» أن المؤسسة تسعد بأن تشارك فى  حملة «بالوعى مصر بتتغير للأفضل» فى إطار البروتوكول المبرم بين الوزارة والمؤسسة فى يوليو 2021، وأن  هذه المبادرة جاءت لتثمن أهمية تنمية الوعى فى بناء الإنسان والذى يمثل أساس مبادرة «حياة كريمة، بهدف تكوين قيم واتجاهات وسلوكيات مجتمعية إيجابية، تؤدى إلى تحسين جـودة الحياة لجميع أفراد الأسرة، وتعزيز جهود التنمية المستدامة للدولة.

وقال الدكتور محمد محمود أبو زيد، نائب محافظ المنيا، إن المبادرة الرئاسية حياة كريمة تعتمد على تطوير ورفع كفاءة البنية التحتية بالإضافة إلى العمل على بناء الانسان، وهو الأمر الذى يتطلب وجود محور للتوعية وهو ما تنفذه وزارة التضامن من خلال حملة  «بالوعى مصر بتتغير للأفضل».

 

شائعات وسائل تنظيم الأسرة لا تنتهى

تتوافد الكثير من السيدات، على عيادات تنظيم الأسرة منذ الصباح منهن سميرة بدوى، 38 سنة، من قرية معصرة أبو صير بمركز الواسطى ببنى سويف. «مفيش عندنا دكتور فى الوحدة الصحية، اللى بييجى بيمشى، لكن الممرضات بيتابعوا وسائل تنظيم الأسرة، ويصرفوا لنا الوسائل، لما الواحد بيتعب قوى بيروح لدكتور الكشف بـ50 جنيه، ولو دكتور فى المركز الكشف بـ150 جنيه غير العلاج، لما جت الحملة دلوقتي كشفت فى العيادة المتنقلة مجانا، كنت حاسة أن اللولب سرح، لكن الدكتورة قالت لى انه كويس وفى مكانه، وكتبت لى على علاج يريحنى، وصرفته لى كمان، ودلوقت هروح أقدم على مشروع بعد ما تطمنت على صحتى».

«تردد أكثر من ألف سيدة يوميا على عيادات الحملة الستة، دليل على أن الناس محتاجة ومتشوقة للحصول على الخدمات، وأيضا على التعريف بوجود الخدمة، ليس فقط عيادات تنظيم الأسرة، بل بأهمية إلحاق الأطفال بالحضانات، وبالمشروعات التى تقدمها وزارة التضامن الاجتماعى للنساء»تقول آمال زكى مستشار برنامج وعى للتنمية المجتمعية بوزارة التضامن الاجتماعى.

أما أحمد يونس، منسق برنامج  2 كفاية بوزارة التضامن الاجتماعي، فيعود إلى بداية البرنامج  الذى بدأ التجهيز له بتوجيه من القيادة السياسية، منذ عام 2017، بإجراء أبحاث ودراسات لتحديد الفئات المستهدفة فى قرى المحافظات العشرة الأكثر فقرا والأعلى فى معدلات الإنجاب على مستوى الجمهورية، وهى فى أغلبها محافظات الصعيد من الجيزة لأسوان بالإضافة لمحافظة البحيرة فى الوجه البحرى، والأحياء المطورة التى نقل إليها سكان المناطق الخطرة غير الآمنة.

 البرنامج يستهدف توعية مليون و 148 ألف أسرة، بتنظيم الأسرة والمباعدة بين الولادات وفائدة الأسرة الصغيرة، وكيف نهتم بالأطفال وتربيتهم،  للحد من الزيادة السكانية، خاصة بين الأسر المستفيدة من برنامج الدعم «تكافل وكرامة»، ضمن التدخلات الرئيسية التى تتخذها وزارة التضامن للتنمية الاجتماعية لهذه الأسر.

وبدأ البرنامج العمل مع بداية 2019، بالتعاون مع جمعية شريكة فى كل قرية، من خلال المثقفات المجتمعيات اللاتى يطرقن أبواب الأسر، بعد تدربهن على دليل معتمد على تنظيم الأسرة والمباعدة بين الولادات، ومتابعة دورية لكل أسرة من 3 إلى 4 مرات سنوية، للتأكد من أنها تتلقى وسيلة أو خدمات الصحة الإنجابية من عيادات 2 كفاية، أو الوحدات الصحية.

ويربط البرنامج بين التوعية وتلقى الخدمة، عن طريق كارت التحويل الذى تكتبه المثقفة للسيدة، لتتوجه به إلى عيادات تنظيم الأسرة، سواء الوحدة الصحية أو عيادة الجمعية الأهلية، التى طورها البرنامج ووصل عددها إلى 65 عيادة، بكل منها طبيب وممرضة ومنسق، من نفس القرية فى الغالب، وتحصل السيدة على خدمات تنظيم الأسرة مجانا.

ويكمل يونس: نستطيع قياس مدى تأثير عمل البرنامج من خلال حصر عدد المترددات على العيادات، ممن يحملن كارت تحويل مثقفات البرنامج، سواء بعيادات الجمعيات أو بالوحدات الصحية، بالتنسيق مع الإدارات الصحية.

وفى حملة «بالوعى مصر بتتغير للأفضل» لا نكتفى بالتوعية فقط، بل لدينا 6 عيادات متنقلة لتنظيم الأسرة والصحة الإنجابية وأمراض الأطفال والعيون والعظام بالتعاون مع مؤسسة راعى مصر، والكشف والعلاج بالمجان.

ويلفت يونس إلى أن الحملة كشفت عن ارتفاع وعى الأسر بأهمية تنظيم الأسرة، وحاجة السيدات للخدمة وللاستماع لرأى الأطباء عن أفضل الوسائل، وتلقى المشورة عن الأسباب الحقيقية وراء شكاوى النساء من بعض وسائل تنظيم الأسرة، ولمعرفة الحقيقة حول الشائعات الصحية والاجتماعية التى تثار حول وسائل تنظيم الأسرة، «اللولب بيسرح، الإبرة بتخني، الحقن بتعمل عقم»، والرد على كل حالة على حدة.

ويكمل يونس: نستطيع قياس مدى تأثير عمل البرنامج من خلال حصر عدد المترددات على العيادات، ممن يحملن كارت تحويل مثقفات البرنامج، سواء بعيادات الجمعيات أو بالوحدات الصحية، بالتنسيق مع الإدارات الصحية.

ليه بتقولوا لنا 2 كفاية؟

هذا هو السؤال الأكثر تكرارا من قبل السيدات اللاتى يأتين إلى الحملة، والموجه إلى المختصين فى برنامج «2 كفاية»، والإجابة التى تتكرر أيضًا من المختصين هى التأكيد على مبدأ حق الأسرة فى تحديد عدد أبنائها، وحقها فى الحصول على المعلومات وفى الحصول على وسائل تنظيم الأسرة التى تمكنها من الوصـول إلــى العــدد المرغوب من الأطفال.

لكن دعاء عبدالصمد، المثقفة بالجمعية المصرية لتنمية الأسرة ببنى سويف، ببرنامج 2 كفاية، تتبع طريقة القدوة أو ربما إثارة الغيرة والتحفيز، فى التوعية بتنظيم الأسرة وفائدة الأسرة الصغيرة، فإذا جاءتها سيدة فى نفس عمرها 35 سنة، ولديها 4 أطفال، تقول لها أنا فى مثل عمرك، لكن انظرى إلىّ، لدى طفلان فقط، ولدى الوقت للاهتمام بنفسى وبصحتى، ورعايتهما بشكل أفضل، وتقسيم دخلى على اثنين فقط.

ورغم أن رسالة البرنامج هى «2 كفاية» فلا تيأس دعاء من أن تقول نفس الرسالة لمن لديها ثلاثة أو أربعة أبناء، «معاك أربعة يبقى كده كفاية، ولازم تلتزمى بالوسيلة، عشان تقدرى تراعيهم وتربيهم وتلبسيهم كويس وتعلميهم وتخلى حياتهم أحسن، والبنت زى الولد، والولد زى البنت كلهم محتاجين رعايتنا عشان تكون حياتهم أحسن».

خلال الحملة الموجهة للسيدات، تقابلت دعاء مع سيدات من قرى أشمنت والشنواية ببنى سويف، يخفن من الاستمرار فى تنظيم الأسرة والاكتفاء باثنين أو ثلاثة، وبعضهن لديهن 6 أو7 أطفال، ومع هذا يقلن»جوزى هيتجوز عليّ، الأسر هنا بتحب العزوة والعيال الكتير».

فى مثل هذه الحالات لا تكتفى دعاء بالحديث مع السيدة فقط، بل تسجل بياناتها، لترسل لها مثقفات البرنامج فى هذه القرى للأسرة كلها، فعادة لا تكون السيدة هى فقط صاحبة قرار الإنجاب، بل يجب الحديث مع الزوج والحماة ومن له تأثير فى هذا القرار، خاصة أن الكثير من هذه الأسر لا يكون لديهم ثقة فيما يقال فى وسائل الإعلام المختلفة، ولا يصدقون ولا يثقون إلا فيمن يطمئنون إليه ممن يحدثهم وجهًا لوجه.

 

«أبواب الرزق مفتوحة لك»

كانت الكثير من السيدات يتوافدن على الكشك الخاص ببرنامج «فرصة» بوزارة التضامن، ليقدمن طلبات للحصول على مشروعات صغيرة، بينما كان صوت الفنانة ريهام عبدالحكيم  يتردد فى أرجاء مركز الشباب، لتكمل أغنية الحملة «بالوعى نقدر نتغير، اتنين فى بيتنا ده كفاية، العزوة مش أعداد بتزيد، العزوة بس حياة كريمة، جبر لخواطر أهالينا،... وأنت ياحلوة قولنا لك بيبان الرزق مفتوحة لك، والفرصة أهه بقى جيالك، وفى ظهر مصر سند لينا، غطاء وستر لأهالينا».

 ويغنى شريف إسماعيل «عيون بتحضن أطفالنا، وايد تطبطب.. إيد بتشيل، بنت البلد دى طموحها جميل، وتوب فرح لعروسة حلوة، فى أوانها فرحة كبيرة لينا، وشمس تشرق كل نهار على قلب راضى ومتهنى، عاشق تراب أرض بلاده، ينعش وسهران بيغنى.  

بين هؤلاء السيدات سهير ممدوح السيد 24 سنة، من قرية السلحدار بمركز العدوة بالمنيا، وأم لطفلين، وجاءت تبحث عن مشروع» عايزة أشوف مشروع، معايا ولد وبنت، وباخد حقن عشان ما أحملش تانى، عايزة أساعد زوجى اللى بيشتغل على توك توك، بس مش بتاعه، كنت فاكرة ممكن أجيب مشروع توك توك، قالوا لا، المواصلات مش من ضمن المشروعات، فأقدمت على مشروع تربية بهايم». 

بجانب سهير، كانت فوزية عبدالستار، القادمة من قرية البجهور، بمركز العدوة، هى الأخرى تمسك باستمارة لتقدم للحصول على مشروع، «قاعدة على الطريق بابيع خضار، معايا ابنى لسه من غير زواج، واخواته الستة متجوزين، كل واحد فى أوضة، زوجى مات من 7 شهور، والقبض لسه نازل لى الشهر ده، نفسى فى كشك أقعد فيه بدل ما أنا قاعدة فى الشارع».

طلبات كثيرة تأتى يوميا إلى إسراء رفعت، صاحبة الثلاثين عاما، التى تعمل فى هيئة كير الدولية، الشريكة مع برنامج فرصة بوزارة التضامن، «مهمتى أن أعرض المشاريع المتاحة وفرص العمل، على راغبى الحصول على مشروعات صغيرة، وأوضح لهم أنه لا بد أن يكون المشروع انتاجيا، فوسائل المواصلات مثلا ليست من بين مشروعاتنا، أما بالنسبة للتروسيكل فلازم يكون خدمي، بيخدم على مشروعات فرصة، أى يساعد فى تسويق منتجات أصحاب مشروعات فرصة، ويوصلها لمنافذ البيع».

تلقت إسراء تدريبا من مسئولى البرنامج للرد على أسئلة السيدات، «أنا كمان من أهالى بندر العدوة، يعنى فاهمة الناس عايزة تقول ايه، والكتير بيكونوا خايفين يخسروا دعم تكافل وكرامة لو حصلوا على مشروع صغير، وأنا بأوضح لهم إن دعم تكافل منحة بتتراجع بياناتها كل 3 سنين، لكن لازم الواحد يشتغل عشان تعيشى نفسك فى مستوى أفضل لك ولأولادك». 

من بين مشروعات برنامج فرصة، تجهيز كوافير أو ماكينات خياطة وقماش لبدء العمل والانتاج، تربية أغنام ومواشى، بما لا يزيد تكلفته عن 15 ألفا، «واللى عنده مشروع ممكن نكبره ليه، واللى ما عندوش خبرة فى إدارة المشروع نجيب له أدوات الانتاج وندربه ونساعده خطوة خطوة لمدة سنة، ونتابعه فى التسويق حتى ينجح المشروع.

وسط عشرات السيدات اللاتى توافدن على مركز شباب أشمنت بمركز ناصر بمحافظة بنى سويف، جاءت الخمسينية هدى عبدالله، من قرية دلاص التابعة لنفس المركز، باحثة عن فرصة للحصول على مشروع، تزيد به دخلها، بعدما سمعت من الرائدة الاجتماعية عن حملة وزارة التضامن الاجتماعى «بالوعى مصر بتتغير للأفضل».

 

إنقاذ عروسة فى مسرح القرية

على طريقة مسرح الشارع أو مسرح القرية، يتابع المئات المسرحية التى تدور أحداثها حول محاولة إنقاذ طفلة من الزواج، والتى تعرض فى فناء مراكز الشباب التى تستضيف الحملة فى القرى والمراكز المختلفة،  وتدور أحداث المسرحية حول محاولة إنقاذ طفلة من الزواج، ويتخلل الأحداث توعية بأهمية الحضانات والتحذير من الإدمان والتعاطى. 

بطلات وأبطال المسرحية، من منطقة اسطبل عنتر بمصر القديمة بالقاهرة، وكلهم ينتمون إلى جمعية «تواصل»، التى تقدم خدمات التعليم والتدريب على الأعمال الحرفية اليدوية، لأبناء المنطقة، خاصة من سيدات وأبناء الأسر الأولى بالرعاية، هذا بالاضافة إلى نشاط السيرك لبنات وأولاد المنطقة، والذين أسهم بعضهم فى المسرحية باستعراضات، وظفت لتحاكى المعنى مع وقع الموسيقى، مثل محاكاة لما يحدث للابن عندما ينزلق فى الإدمان.

يتميز العرض بأنه يجمع بين التمثيل والحكى لقصص واقعية عاشتها البطلات اللائى أرغمن على الزواج والانجاب فى سن الطفولة، ومعاناتهن الحقيقية الصحية والنفسية وغيرها، مع توظيف جديد للأغانى الفلكلورية المصرية التى تغنى فى مراسم الزواج فى الريف، لتصبح مؤيدة لتعليم البنات وحمايتهن من الزواج قبل 18 سنة، ودعم عمل المرأة وإلحاق الأطفال بالحضانات، وفائدة الأسرة الصغيرة تحت شعار «2 كفاية».

وفى نهاية المسرحية تخلع العروس الطفلة طرحة الزفاف، لتظهر بمريلة المدرسة منتصرة على التقاليد، فى إشارة إلى انها ستمارس حقها فى التعليم.

رغبة حقيقية فى تغيير الواقع

كانت أغنية الحملة مازالت تترد فى أرجاء مركز الشباب، و يكرر الكورال مع مدحت صالح: «وبكرة أجمل ومنور، أمل يرفرف فى عنينا، بالوعى مصر بتتغير وهيكمل المشوار بينا».

ومن خلال البيانات التى تجمعها الشركة المنظمة للحملة يوميا، توضح ممثلة الشركة دينا هلال، أن اقبال السيدات فى القرى للحصول على مشروعات صغيرة، فاق الأرقام التى تم توقعها أثناء التخطيط للحملة، مما يدل على أن السيدات والفتيات حريصات على أن يغيرن من وضعهن ووضع أسرهن للأفضل، ولديهن رغبة حقيقية لتغيير واقعهن، ويفكرن فى مستقبل أولادهن، وإن كان البعض لديهن قلق من عدم استطاعتهن تسديد القروض أو رد ثمن أدوات الإنتاج. 

الحملة كشفت أيضا أن الفتيات من الجيل الجديد فى السن من 15 إلى 17 سنة، لا يرغبن فى الزواج قبل السن القانونية «18 سنة»، لكن البعض يضطر قبل هذه السن بسبب الفقر، وهؤلاء الفتيات فى حاجة إلى فرص عمل وتدريب ومشروعات تناسبهن، لكى تقنع الواحدة أهلها بأنها لا ينبغى أن تتزوج من أجل التخلص من الإنفاق عليها.

بينما أشارت إيمان عبد الظاهر، مدير إدارة الأسرة والطفولة بمديرة التضامن الاجتماعى فى المنيا، إلى أن الحالة الاقتصادية قد تكون عائقا أمام استفادة الكثير من الأطفال من خدمات الحضانات المتاحة، وهناك قرى محرومة من وجود الحضانات، فى حين يزيد الطلب عليها، لمعرفة الناس ووعيهم بأهميتها للأطفال ولنمو عقلهم وسيرهم فى التعليم عند التحاقهم بالمدرسة فيما بعد.

وأظهرت الحملة الحاجة لتخصيص فصل للأطفال ذوى الإعاقة فى كل حضانة، لحاجة الأسر لهذا النوع من الخدمات، خاصة بعد أن دفع دعم تكافل وكرامة الأسر إلى إخراج أطفالهم من ذوى الإعاقة إلى النور، وتأهيلهم للدمج مع الأطفال الآخرين.

أما رامونا كنعان، مستشار وزير التضامن للتسويق الاجتماعى، ومنسق الحملة، فأوضحت أنه فى محافظة بنى سويف وحدها استفادت 15 ألف سيدة من خدمات الحملة، وأن الناس فى القرى البعيدة لا تصل إليهم بعض الخدمات الصحية أو خدمات التمكين الاقتصادى، إما لأنهم لا يعرفون كيف يحصلون عليها، أو لأنهم لا يعرفون الأماكن التى تقدم هذه الخدمات، وليس هناك من يتابع هذا الأمر، لكن الحملة وصلت إليهم.

«حصاد الحملة حتى الآن يوضح حاجة الناس فى القرى إلى خدمات القوافل الطبية خاصة فى أمراض العيون والعظام، ولهذا كان الاقبال على هذين التخصصين كبيرا للغاية، كما أوضحت حاجة الناس فى هذه القرى إلى مساعدتهم فيما يتعلق برقمنة الخدمات، فبعض من جاء للاستفسار عن أساب توقف دعم تكافل «الفيزا»، كان السبب هو أنهم لم يعرفوا أن عليهم تجديد بياناتهم الكترونيا، ويحتاجون مساعدتهم فى القيام بهذا».

وترصد رامونا من خلال بيانات الحملة، أنه مازالت الكثير من الأسر فى القرى تزوج بناتها قبل وصولهن للسن القانونية «18 سنة»، بسبب الفقر أو الخوف عليهن، ويصل الأمر فى بعض الحالات إلى زواج هو فى حقيقة الأمر اتجار فى البشر، وأن هناك حاجة إلى تغليظ العقوبة على الأب والمأذون والزوج فى مثل هذه الحالات لتكون رادعة لغيرها.

 أما بالنسبة لمشروعات التمكين الاقتصادى فأوضحت رغبات السيدات، أنهن بحاجة إلى التدريب  على كيفية إدارة المشروعات، وإلى من يتابعهن حتى نجاح المشروع بالفعل.