الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عبدالعزيز كاملوف وزير خارجية أوزبكستان لـ«روزاليوسف»: مصر من أهم الشركاء الاستراتيجيين لنا فى منطقة الشرق الأوسط

«جاءت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لأوزبكستان عام 2018، مثمرة من خلال الانفتاح على دول آسيا وجذب المزيد من الاستثمارات وزيادة التبادل التجارى والسياحى بين تلك البلدان» بتلك الكلمات وصف وزير خارجية أوزبكستان عبد العزيز كاملوف، العلاقات بين البلدين فى حوار خاص لـ«روزاليوسف»، مؤكدًا أن تلك الزيارة كانت ناجحة ومثمرة ودعا إلى مزيد من التعاون مع القاهرة، موضحا أن مصر لديها جمهورية جديدة وأيضا أوزبكستان لديها دولة جديدة ولدت خلال الخمس سنوات الماضية وفيما يلى نص الحوار: 



 

■ كيف ترى العلاقات بين القاهرة وطشقند، خاصة عقب زيارة رسمية الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى أوزبكستان فى سبتمبر 2018؟ 

■ زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الأولى إلى أوزبكستان هامة ومثمرة ودفعت العلاقات الثنائية بين البلدين، وهى من أولوياتنا، خاصة أن أوزبكستان شهدت أيضا ميلاد دولة جديدة خلال الخمس سنوات الماضية داخليًا وخارجيًا، ونتطلع إلى المزيد من النجاحات، وطشقند دائما تؤيد مصر فى قراراتها فى المنظمات الدولية مثلما أيدت مصر أوزبكستان، كما تؤيد دورها الهام والمؤثر فى المنطقة، وأشيد بما شهدته مصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال السنوات السبع الماضية وما حققه، وكذلك أوزبكستان أيضا شهدت ميلاد دولة جديدة خلال السنوات الخمس الماضية كجمهورية جديدة مثل مصر، حققنا خلالها نهضة غير مسبوقة فى عهد الرئيس الأوزبكى شوكت ميرضيائيف، وطشقند لديها علاقات خاصة مع مصر، ولا ننسى أن مصر من أوائل الدول التى اعترفت باستقلالنا وهناك حوار سياسى مع مصر، وتعاونا مثمرًا فى إطار المنظمات الدولية المشتركة، من بينها الأمم المتحدة، ونتعاون سويًا فى إطار منظمة التعاون الإسلامى»، ومصر تعد واحدة من أهم الشركاء الاستراتيجيين فى المنطقة ونتقاسم نفس الآراء حول القضايا العديدة خلال السنوات الماضية.

■ كيف ترى أجندة أوزبكستان الخارجية الحالية؟

- الرئيس «ميرضيائيف»، حدد أولوياته فى السياسة الخارجية من خلال بناء علاقات جيدة مع دول الجوار والتى نتشارك معها فى الدين والتقاليد والتاريخ، وذلك لإنهاء كل النزاعات المتعلقة بترسيم الحدود والأمن ووسائل النقل ولدينا اهتمام مشترك لحل تلك المشاكل، بالإضافة إلى العلاقات الجيدة مع جميع دول العالم، وخلال خمس سنوات مضت أطلق الرئيس ميرضيائيف إصلاحات جذرية عميقة، كان لها تأثير جدى على السياسة الخارجية للبلاد وموقفها الدولى، والآن أوزبكستان منفتحة على العالم الخارجى، وهى تُظهر الواقعية السياسية والبراجماتية.

■ ما هو مستقبل العلاقات العربية - الأوزباكستانية؟ 

- تطوير العلاقات وإقامة تعاون متعدد الأطر مع دول العالم العربى يعتبران من الأولويات الأساسية لسياسة أوزبكستان الخارجية، منذ حصولنا على الاستقلال أقمنا علاقات دبلوماسية مع جميع الدول العربية، والآن يتوسع حجم التعاون التجارى والاقتصادى والاستثمارى مع الدول العربية، حيث تتجاوز المحفظة المعلنة للمشاريع الاستثمارية 6 مليارات دولار وفى نفس الوقت ليست المصالح الاقتصادية وحدها هى التى توحدنا مع العالم العربى، لقد سلطت عمليات العولمة الضوء على العديد من التحديات والمهام المشتركة التى يجب علينا - نحن الدول الإسلامية - حلها من خلال الجهود المشتركة ومن بين هذه المهام، مكافحة الجهل وتعزيز أفكار التسامح والتعليم والتسوية السلمية للنزاعات وحل المشاكل الملحة للشباب وخاصة فى مجال التعليم.

■ حدثنا عن العلاقات الإسلامية مع الدول العربية؟

- وصل الدين الإسلامى الحنيف إلى آسيا الوسطى خلال القرنين السابع والثامن مع الفتوحات العربية، ودخل الإسلام بثبات فى ثقافة وعقلية سكان منطقتنا، حيث يعتبر أكثر من 90 %، من سكانها مسلمين، وأوزبكستان عضو كامل فى منظمة التعاون الإسلامى، حاضنة العلماء وقدمت أوزبكستان مساهمة كبيرة فى تنمية الحضارة الإسلامية وتعتبر مهدًا للعلم والثقافة والفن، وعاش وعمل على هذه الأرض علماء ومفكرون عظماء مثل الإمام الترمذى ومحمود الزمخشرى وأبومنصور الماتريدى، حيث تعتبر أعمالهم كنزًا للفكر العلمى وتراثًا للبشرية.

كما أن مجمع الأحاديث الأكثر موثوقية، تم إعداده من قبل الإمام البخارى العالم المنحدر من بلاد ما وراء النهر، الذى ترك عددًا كبيرًا من الآثار الإسلامية المهمة، بما فى ذلك الجامع الصحيح «صحيح البخاري» ويسعى ملايين المسلمين حول العالم لزيارة موطن ومسقط رأس الإمام فى مدينة بخارى المقدسة، وزيارة ضريحه فى سمرقند.

■ ما هى أولويات السياسة الخارجية فى تلك المرحلة؟ 

- نعتزم وبكل ثبات بناء علاقات ودية وذات منفعة متبادلة مع جميع الدول، على أساس احترام مصالح بعضها البعض، والبحث عن المصالح المشتركة أو المتقاربة وإن الرغبة فى الحوار والاستعداد لتقديم تنازلات معقولة عند حل أى قضايا معقدة هى مبادئ مهمة فى السياسة الخارجية لأوزبكستان، وقبل كل شىء أثرت هذه المبادئ بشكل إيجابى على السياسة الإقليمية لطشقند وآسيا الوسطى، هى أحد الاتجاهات الرئيسية للسياسة الخارجية لبلدنا، لأن الأمن والتنمية المستدامة لأوزبكستان، مرتبطان بشكل مباشر بالمنطقة المجاورة وكما قال الرئيس شوكت ميرضيائيف «نحن ندرك جيدًا بأن آسيا الوسطى جسم واحد كما كان خلال القرون الماضية مساحة جغرافية واقتصادية وثقافية مشتركة» ومن هذا المنطلق فإن الأولوية الخارجية لأوزبكستان، هى تعزيز العلاقات مع الدول المجاورة لحل قضايا ترسيم الحدود، والاستخدام الرشيد للموارد المائية وإن الأولوية الأخرى لأوزبكستان هى التطوير التدريجى فى العلاقات الاستراتيجية مع جميع دول القوى الكبرى وغيرها من دول العالم لذا نحن ننتهج سياسة خارجية متعددة الاتجاهات تهدف إلى إنشاء نظام إقليمى مستقر وعلاقات دولية ثابتة استنادًا إلى مبادئ ومعايير القانون الدولى المعترف بها عالميًا، وظهر أخيرًا أمام المجتمع الدولى مصطلح «أوزبكستان الجديدة» وهذا اعتراف بأن بلدنا وبعد تحديد أولويات سياستها الخارجية المتجددة، انتقلت الى مرحلة جديدة من التطور.

■ هل من الممكن توضيح فكرة الرئيس ميرضيائيف عن التاريخ الموحد والمستقبل المشترك لبلدان آسيا الوسطى؟ 

- حدثت تغييرات كبيرة فى آسيا الوسطى منذ العام 2016 نتيجة للتقارب مع الدول المجاورة وفضلًا عن البحث المشترك عن حلول مشاكل إقليمية مشتركة، تمكنا من خلق بيئة سياسية إيجابية جديدة من نوعها وتتميز هذه السياسة بتعزيز التعاون بين أوزبكستان وجميع دول آسيا الوسطى وازداد حجم التبادل التجارى لأوزبكستان لعدد المشاريع المشتركة مع دول آسيا الوسطى وتلاحظ تغييرات كبيرة ليس فقط فى إحصاءات التعاون الاقتصادى، بل فى الحياة اليومية أيضًا تم فتح الحدود وحل المشاكل المتعلقة بالتأشيرات، وبدأ مواطنو الدول المجاورة فى التنقل بحرية تامة من بلد إلى آخر، واستعادوا العلاقات المقطوعة سابقًا مع جيرانهم وأقاربهم. كما تمت إعادة الروابط الثقافية والإنسانية ومن المؤشرات المهمة للوضع الجديد فى المنطقة هى وضع آلية الاجتماعات التشاورية لزعماء دول آسيا الوسطى التى تم إنشاؤها حديثًا بمبادرة من أوزبكستان ولعب الرئيس ميرضيائيف دورًا رئيسيًا فى إنشاء فلسفة سياسية جديدة للتعاون وحسن الجوار فى آسيا الوسطى والفكرة التى طرحها الرئيس عن التاريخ الموحد والمستقبل المشترك لبلدان آسيا الوسطى قد تصبح موضوعًا ملحًا للدراسات من قبل الأوساط العلمية والأكاديمية.

■ كيف تقيمون مستقبل الأوضاع مع دول الجوار؟ 

- من أهم مهام السياسة الخارجية لأوزبكستان. فى هذه الشأن هى ضمان تسوية النزاعات بالطرق السلمية، وأود أن أشير إلى أن الأمن والتنمية المستدامة لمنطقتنا يعتمدان إلى حد كبير على الوضع فى المنطقة ويعتبر هذا البلد من التاريخ جزءًا لا يتجزأ من آسيا الوسطى من جوانب كثيرة، كما نعيش منذ قرون جنبًا إلى جنب مع الشعب الأفغانى فى أرض ثقافية وحضارية مشتركة، وأظهرت نتائج المؤتمر الدولى رفيع المستوى حول الترابط الإقليمى بين وسط وجنوب آسيا، فى طشقند من 15 إلى 16 يوليو الماضى، مدى اهتمامنا جميعًا بأن تصبح أفغانستان ليس حاجزًا بل جسر بين المنطقتين وفى هذا الصدد، تلفت أوزبكستان انتباه المجتمع الدولى، إلى وضع استراتيجية لإعادة إعمار أفغانستان، وضرورة رفع تجميد المبالغ الخارجية لهذا البلد، ومنع تقليص المساعدات الإنسانية المقدمة إلى الأفغان فى الفترة الصعبة الحالية ويجب على المجتمع الدولى دعم وتشجيع الحكومة الجديدة، وليس عزل وفرض عقوبات وبدورها تقدم أوزبكستان كل المساعدات الإنسانية الممكنة وغيرها من المساعدات وفتحنا الحدود الأوزبكية - الأفغانية واستأنفنا تصدير المواد الغذائية الأساسية والمنتجات النفطية والكهرباء، وفى 16 أكتوبر الماضى عُقدت فى مدينة ترميز - جنوب أوزبكستان - المفاوضات الأوزبكية الأفغانية الحكومية واسعة النطاق، والخاصة بتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بكلمة واحدة نرى أفغانستان مصدرًا للفرص الجديدة وأن العلاقات التى أنشأتها بلاده تسمح بإجراء حوار متساوٍ ومفيد، مضيفًا «نحن نتفاوض حول استئناف تدريجى وكامل للتعاون، بما فى ذلك ما يتعلق بآفاق مشاريع البنية التحتية، بالإضافة إلى بناء خط كهرباء «سرخان - بلى خمرى».