الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تحركات قوية لتعزيز التحول الرقمى والأمن السيبرانى بالبنوك

تسارع البنوك العاملة بالسوق المحلية إلى التحول الرقمى فى تقديم الخدمات المصرفية، وتزامنًا مع ذلك تضع نصب أعينها تعزيز الأمن السيبرانى لحماية العمليات المصرفية والمالية من الهجمات الإلكترونية.. تلك العملية يقودها البنك المركزى بكفاءة عالية عبر إجراءات عديدة قام بها وأخرى يخطط لتنفيذها فى المرحلة المقبلة. 



وفى هذا الإطار كشف إيهاب نصر، وكيل محافظ البنك المركزى المساعد لقطاع العمليات المصرفية ونظم الدفع، عن إنفاق 8 مليارات جنيه لتوجيه قطاع عريض من الشعب المصرى للاندماج فى عملية التحول الرقمى والتعامل مع التطبيقات الحديثة.

وأضاف «نصر»، خلال مؤتمر الناس والبنوك، أنَّ التكنولوجيا المالية ساعدت فى رفع العبء عن العاملين فى القطاع المصرفى، وكذلك تطور المدفوعات الإلكترونية التى سهلت عمليات الشراء والبيع.. وأشار إلى مبادرات المركزى التى ساهمت ودعمت عملية التحول الرقمى، مثل مبادرة نقاط البيع التى زاد عددها من 72 ألفًا إلى 700 ألف ماكينة.

وكشف عن اعتزام البنك المركزى إطلاق منظومة التسوية اللحظية لمدفوعات التجزئة خلال 60 يومًا، وتطبيقها على جميع البنوك العاملة فى مصر، ليبدأ العمل بها فى 5 بنوك كمرحلة أولى، وهى: «الأهلى المصرى» و«مصر» و«التجارى الدولى» و«الإسكندرية» و«QNB».

وتمكن تلك الآلية العملاء من إجراء تحويلات لحظية بصورة أسهل وأسرع عبر استخدام تطبيق الهاتف.

ولفت إلى التأثير الجيد لإنشاء المجلس القومى للمدفوعات، والذى ساعد على تطوير منظومة المدفوعات الإلكترونية، كما ساعد أيضًا إعداد منظومة التسوية اللحظية للمدفوعات على ضمان إتمام التحويلات بشكل آمن.

وأشار إلى أن طرح بطاقة «ميزة» ساهم فى تطوير المنظومة، والتى بلغ عدد البطاقات المصدرة منها 21 مليون بطاقة، لافتًا إلى تضاعف عدد المعاملات المصرفية عبر استخدام تطبيقات الهاتف النقال، ليصل إلى 175 مليار جنيه، مقابل 55 مليار جنيه قبل اندلاع أزمة كورونا.. وأكد وكيل المحافظ المساعد لقطاع العمليات المصرفية ونظم الدفع بالبنك المركزى المصرى، أن المعاملات بالبطاقات اللا تلامسية ارتفعت بنسبة 700%، كما أن 5 بنوك بالسوق المحلية تسعى إلى افتتاح بنوك رقمية.

تأسيس صندوق استثمار

من جانبه قال أشرف القاضى، رئيس المصرف المتحد، إن التكنولوجيا الذكية ساحة صراع جديدة بين الخير والشر،  فالتطبيقات الحديثة تساهم فى تحقيق أقصى درجات الرفاهية للإنسان من حيث الراحة وتوفير الوقت والجهد وكذلك نمو النشاط الاقتصادى للدول، وبين الشر فى زيادة حجم الجرائم الإلكترونية وابتكار أساليب للهجمات، الأمر الذى يشكل تهديدًا للأفراد والمؤسسات والدول بشكل عام.

واستند القاضى إلى تقرير مؤسسة «تريند مايكرو» الذى نشر مؤخرًا حول الهجمات الإلكترونية التى عانى منها العالم خلال النصف الأول من 2021 تحت عنوان «هجمات على جميع المستويات»، حيث قدر التقرير عدد الهجمات الأمن السيبرانى بحوالى 40.9 مليار تهديد حول العالم منهم 27 مليون تهديد لمصر وحدها عبر البريد الإلكترونى والملفات والروابط الخبيثة.

وطرح أشرف القاضى فكرة تأسيس صندوق استثمار وطنى لحماية الأمن السيبرانى وبناء القدرات الوطنية اللازمة لمكافحة والتصدى للهجمات الإلكترونية والتوسع فى إجراء البحوث والدراسات المتخصصة فى مجال الأمن السيبرانى. 

ويستهدف صندوق الاستثمار تحقيق 6 أهداف رئيسية هى: وضع منظومة استراتيجية وتعليمية وتقنية تستهدف تنمية قدرات الشباب المصرى وفق أحدث معايير الجودة العالمية فى مجال الأمن السيبرانى، وتأهيل الشباب المصرى للتصدى لأى اختراقات أو هجمات حالية ومستقبلية، كذلك تقديم حزمة من الاستشارات الفنية والسياسية للقائمين على هذا الصناعة الدفاعية المهمة.  

إلى جانب تشجيع ودعم البحوث والدراسات المتخصصة فى هذا مجال الواعد، ومد جسور التواصل الفعال بين عدد من المنظمات والمؤسسات الدولية المتخصصة فى هذا المجال لتعظيم الاستفادة وتبادل الخبرات، وكذلك وضع وتدشين الحملات الإعلامية والتى تستهدف نشر الثقافة العامة والوعى القومى بأهمية تأمين البيانات سواء على المستوى المؤسسات أو الأفراد، كذلك التوعية المجتمعية بالقواعد التشريعية والتنظيمية للأمن والدفاع السيبرانى. 

14 ألف ثغرة عالميًا 

فى الوقت نفسه قالت عبير خضر، رئيس قطاع أمن المعلومات فى البنك الأهلى المصرى، إن استراتيجية التأمين يجب أن تكون من خلال تحديث مستمر لقاعدة البيانات.

وأضافت – خلال مؤتمر»الناس والبنوك» – أن هناك 14 ألف ثغرة فى نظم التأمين تم اكتشافها عالميًا فى 2021 حتى الآن، ومع التطور سيكون عدد الثغرات أكثر وعليه فسيكون التحدى كبيرًا.

ولفتت عبير خضر، إلى أنه يجب أن يكون هناك اختبار اختراق لتأمين الشبكات، وهى التعامل بعقلية الهاكرز، إضافة إلى تصميم التطبيقات التى يتم اختراقها، ومراقبة التهديدات الخارجية عن طريق مراقبة 24 ساعة على مدار أيام الأسبوع عن طريق مركز معلومات الأمن السيبرانى.

وأضافت أنه يجب تدريب العنصر البشرى الداخلى والعملاء عن طريق تأمين الموظفين واختبار مدى استجابتهم للهاكر، ومعرفة من منهم يحتاج للتدريب بشكل أكبر ويتم تدريبه. كما تابعت عبير خضر، أنه يجب على البنوك وجود فيديوهات توعية لها مع إطلاق الخدمات من خلال «وسائل السوشيال ميديا» وماكينات الصرف والرسائل، وتوعية العملاء بعدم الإفصاح عن البيانات السرية والتأمين ضد التطبيقات التى تخترق الأرقام السرية والبرمجيات الخبيثة التى تتواجد على المواقع المختلفة، بالإضافة إلى عدم فتح أى لينكات للألعاب أو التطبيقات بخلاف التطبيقات الأصلية الخاصة بنظام الهواتف الأصلية.