الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اغتيال «الكاظمى» محاولة لضرب التحول الديمقراطى فى العراق

أثارت حادثة الاغتيال الفاشلة لرئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى حفيظة الجهات الداخلية العراقية والخارجية، لما لها من تداعيات خطيرة على المشهد السياسى العراقي، حيث تزامنت مع انطلاق اعتصامات واحتجاجات مناهضة لنتائج الانتخابات العراقية الأخيرة، فاز فيها التيار الصدرى بأغلبية المقاعد، مما أدى إلى تراجع قائمة الأحزاب المسلحة، وبداية الدخول فى معترك المشاورات السياسية الجادة لتشكيل الحكومة الجديدة مع انتشار الأنباء حول ترشيح العديد من الأسماء التوافقية، واندلاع العنف كذلك فى ساحات الاعتداءات وقتل وجرح بعض المحتجين، الأمر الذى دفع الكاظمى إلى الأمر ببدء تحقيق فورى فى تلك الأحداث. وتعرض مقر إقامة رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمى فجر أمس الأحد لاستهداف بواسطة طائرة مسيرة مفخخة، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية، وإصابة عناصر من فريق حمايته.



كما أوضح أن الكاظمى نقل للمستشفى بعد إصابته إصابة طفيفة جدا خلال استهداف منزله، بينما وصل خبراء متفجرات إلى المكان.

 

لم يصب بأذى

فيما أعلنت قيادة العمليات المشتركة، إثر محاولة الاغتيال الفاشلة هذه، أنّ رئيس الوزراء مصطفى الكاظمى «لم يصب بأذى وهو بصحة جيّدة».

فيما أعلنت وزارة الداخلية لاحقا أن 3 مسيرات أطلقت باتجاه منزل رئيس الحكومة، إلا أن القوات الأمنية تمكنت من اسقاط 2 منها.

صواريخ الغدر

من جهته، أكد رئيس الوزراء لاحقا فى كلمة مصورة مسجلة بثها على حسابه على تويتر أنه بخير، داعيا إلى التهدئة وضبط النفس من أجل حماية البلاد.

كما شدد فى تغريدة على أن «صواريخ الغدر والمسيرات لن تثبط عزيمة العراقيين، ولن هزّ إصرار القوات الأمنية على حفظ أمن الناس وإحقاق الحق ووضع القانون فى نصابه.

يذكر أن استهداف منزل الكاظمى أتى وسط حالة من التوتر الشديد التى شهدتها البلاد، منذ أكثر من أسبوعين، اعتراضا على نتائج الانتخابات النيابية التى جرت فى العاشر من أكتوبر.

محاولة مفلسة لزعزعة أمن العراق

فوصف رئيس الجمهورية العراقى، «برهم صالح»، محاولة اغتيال «الكاظمى»، بأنها أفعال مفلسة تُحاول زعزعة أمن «العراق»، فيما أكد «الكاظمى» المضى قدمًا لإصلاح الأوضاع على مختلف الأصعد.

وقال مكتب رئيس الوزراء فى بيان، أن: «رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمى، استقبل، صباح اليوم الأحد، رئيس الجمهورية، برهم صالح».

وأكد «صالح» إدانته للاعتداء الإرهابى الجبان الذى تعرض له رئيس مجلس الوزراء، «مصطفى الكاظمى»، مستنكرًا: «هذه الأفعال المفلسة التى تُحاول زعزعة أمن العراق واستقراره».

من جهته؛ جدّد «الكاظمى» تأكيداته: «على المضى قدمًا فى كل ما من شأنه إصلاح الأوضاع على مختلف الأصعد، وحماية المسارات الدستورية والقانونية».

وفى وقت سابق من امس الأحد، وصف الرئيس العراقى، «برهم صالح»، الهجوم الذى استهدف منزل رئيس الوزراء، «مصطفى الكاظمى»، بالعدوان الإرهابى الذى يدفع باتجاه الانقلاب.

وقال «صالح»، فى تغريدة على حسابه فى (تويتر): «إن الاعتداء يستوجب وحدة الموقف فى مجابهة الأشرار المتربصين بأمن هذا الوطن وسلامة شعبه»، وأضاف: «لا يمكن أن نقبل بجر العراق إلى الفوضى والانقلاب على نظامه الدستورى»، معتبرًا ما جرى بأنه تجاوز خطير وجريمة نكراء بحق «العراق».

منزلق خطير يدفع للفوضى

ومن جانبه؛ أدان رئيس تحالف (تقدم)، «محمد الحلبوسى»، محاولة الاغتيال الفاشلة التى تعرض لها رئيس الوزراء، «مصطفى الكاظمى».

وأكد «الحلبوسى»، فى تغريدة على (تويتر)؛ أن ما جرى فجر هذا اليوم من استهداف لمنزل رئيس الوزراء؛ يُشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن والاستقرار فى البلاد، وهو فعل مستنكر وغير مسؤول ويسعى للفوضى، داعيًا الجميع للعمل بشكل جاد من أجل تفويت الفرصة على أعداء «العراق» والعبور بالوطن إلى ضفة الأمان.

كما حذر ائتلاف (الوطنية)، من جر البلاد إلى: «منزلق خطير»، بعد الأحداث الأخيرة التى شهدها «العراق».

وذكر الائتلاف، فى بيان: «فى الوقت الذى نُدين حادث الاعتداء الذى استهدف منزل رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمى، فإننا ندعو جميع الأطراف إلى ضرورة اتباع الطرق القانونية والقضائية والدستورية فى التعبير عن الرأي؛ وعدم جر البلاد إلى منزلق خطير يدفع ثمنه أبناء شعبنا الصابر الكريم».

استهداف للعراق وشعبه

وقال مقتدى الصدر زعيم التيار الصدرى فى العراق: إن استهداف الكاظمي، عمل جبان يستهدف العراق كله.

وكتب مقتدى الصدر، أمس على تويتر: «العمل الإرهابى الذى استهدف الجهة العليا فى البلاد، لهو استهداف واضح وصريح للعراق وشعبه».

وأوضح أن هذا الاستهداف يعنى استهداف أمن العراق واستقراره وإرجاعه إلى حالة الفوضى لتسيطر عليه قوى اللادولة، ليعيش العراق تحت طائلة الشغب والعنف والإرهاب، فتعصف به المخاطر وتدخلات الخارج من هنا وهناك.

وطالب الزعيم، الذى حقق تياره المركز الأول فى انتخابات النواب الأخيرة، الجيش وكافة القوى الأمنية بضرورة التكاتف من أجل تعافى العراق.

وقال: «على جيشنا الباسل والقوى الأمنية البطلة الأخذ بزمام الأمور على عاتقها، حتى يتعافى العراق ويعود قويا».

محاولة لخلط الأوراق

من جهتها، أدانت «الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة»، امس الأحد، «استهداف» منزل رئيس الوزراء المنتهية ولايته، «مصطفى الكاظمى»، عادة إياه خلطًا للأوراق؛ وأنه: «لن يمنعنا من معاقبة قتلة المتظاهرين السلميين المحتجين على نتائج الانتخابات».

وقالت الهيئة، فى بيان: «نُدينُ عمليةَ استهدافِ منزلِ رئيسِ مجلسِ الوزراءِ العراقى المنتهية ولايته؛ ونُعده استهدافًا للدولة العراقية التى بنيناها بدمائنا كون هذا الموقع حصرًا من أهم موسسات الدولة ونعتبره المُنجز الأهم الذى حصلت عليه الأغلبية بعد سقوط الدكتاتورية؛ ونؤكد أن هذا العملَ لا يتّسقُ مع حرصِنا فى بناءِ الدولةِ العراقيةِ منذُ سقوطِ الدكتاتوريةِ، منذ عام ألفينِ وثلاثةٍ إلى الآن، فنحنُ من قدّمَ قوافلَ الشهداءِ حفاظًا على هذه الدولة ودفاعًا عنها».

وأضافت: «إننا نَعُدُّ من قامَ بهذا العملِ يحاولُ خلطَ الأوراقِ، ولاسيما ونحن نطالبُ وبقوةٍ بإجراءٍ تحقيقٍ عادلٍ يدفعُ لنا قتلةَ شهدائِنا الذين تظاهروا سلميًا يومَ الجمعة، وأن صناعةَ حادثةٍ كهذه لنْ تمنعَنا من إصرارِنا على معاقبةِ الجناةِ، ولاسيما المتورطون الكبارُ فى إراقةِ دماءِ الأبرياءِ منَ المتظاهرينَ السلميين».

ودعت الهيئة إلى: «تشكيل لجنة فنية مختصة بمشاركة المختصين من (الحشد الشعبي) للتحقيق بهذا الحادث؛ وإعلان نتائج»، مؤكدًا أن: «أتباعَ الطرقِ السلميةِ والقانونيةِ المكفولةِ دستوريًا فى استردادِ الحقوقِ المنهوبةِ هو سبيلُنا الذى نراهُ يتلاءَمُ وحرصَنا فى الحفاظِ على استقرار العراقِ وأمنهِ».

وحذرت «تنسيقية المقاومة» من: «وجود مسلسل يحتوى المزيد من هذه الأفعال التى هدفها إرباك الشارع العراقى وتمشية نتائج الانتخابات المزورة للانتقال بالعراق إلى مراحل خطيرة فى مستقبله السياسى والاقتصادى والأمنى».

كما أعرب العديد من الدول والجهات الدولية فى العالم العربى وخارجه عن إدانتها الشديدة لمحاولة الاغتيال التى نجا منها ليلة أمس رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى فى العاصمة بغداد.

وأكد مكتب الكاظمى أنه تلقى، بعد نجاته من محاولة الاغتيال، اتصالات من عدد من قادة الدول الشقيقة والصديقة استنكروا فيها الهجوم، بمن فيهم العاهل الأردنى عبد الله الثانى والرئيسان المصرى عبدالفتاح السيسى والفرنسى إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء اللبنانى نجيب ميقاتى ورئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بالإضافة إلى رئيس الحزب الديمقراطى الكردستانى مسعود بارزانى.

وكانت أبرز ردود الأفعال عربية والدولية على محاولة الاغتيال التى نفذت على مقر إقامة كاظمى بواسطة طائرة مسيرة من:

جامعة الدول العربية: 

«هذا العدوان إنما يستهدف هيبة الدولة العراقية وأمنها واستقرارها.. الوضع المضطرب الذى يشهده العراق خلال الفترة الأخيرة، والذى تصاعدت حدته بهذه المحاولة المشينة لاغتيال رئيس الوزراء، إنما يؤكد مجددا ضرورة تعامل الدولة العراقية بشكل حاسم مع السلاح المنفلت والمجموعات الخارجة عن القانون».

الخارجية السعودية

«تدين المملكة بشدة للعمل الإرهابى الجبان.. وتؤكد وقوفها صفا واحدا إلى جانب العراق الشقيق، حكومة وشعبا، فى التصدى لجميع الإرهابيين الذين يحاولون عبثا منع العراق الشقيق من استعادة عافيته ودوره وترسيخ أمنه واستقراره وتعزيز رفاهه ونمائه».

 

الخارجية القطرية: 

«تعتبر وزارة الخارجية القطرية هذه المحاولة عملا إرهابيا يستهدف الدولة العراقية الشقيقة، وتشدد على ضرورة ملاحقة الضالعين فيها وتقديمهم للعدالة».

الخارجية الإماراتية: 

«هذه الأعمال الإرهابية تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار فى العراق الشقيق، وتتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية».

الخارجية الكويتية: 

«هذه المحاولة الإجرامية الآثمة لا تستهدف السيد الكاظمى فقد وإنما تحقق للعراق وشعبه الشقيقة من وحدة وإنجازات على كافة الأصعدة».

الخارجية السورية:

«ندين بشدة الاعتداء الإرهابى الذى استهدف الكاظمى ونؤكد مجددا على وقوفنا ضد الإرهاب ونعرب عن تمنياتها للشعب العراقى الشقيق بالسلام والاستقرار والازدهار».

وزير الخارجية الأردنى أيمن الصفدى: 

«نستنكر جريمة إرهابية نكراء وعدوانا جبانا ضد العراق واستقراره، ونؤكد وقوف المملكة المطلق مع العراق الشقيق فى مواجهة كل ما يستهدف أمنه واستقراره وسلامة مواطنيه وقيادته».

الرئيس اللبنانى ميشال عون:

«هذه المحاولة تستهدف ليس فقط شخص الرئيس الكاظمى بل كذلك الاستقرار والامن فى العراق والجهود المبذولة فى سبيل تعزيز الوحدة الوطنية العراقية».

مجلس التعاون لدول الخليج العربية: 

«نرفض مثل هذه الاعتداءات الإجرامية والتى استهدفت أمن واستقرار العراق والذى هو من أمن دول المجلس، نعبر عن التضامن مع العراق والشعب العراقى الشقيق للحفاظ على أمنه واستقراره ووحدة أراضيه».

منظمة التعاون الإسلامى:

«هذا الهجوم عمل إرهابى يستهدف وحدة العراق وأمنه واستقراره.. ومن الضرورى الحفاظ على أمن جمهورية العراق وسلامتها واستقرارها ووحدة أراضيها، وندعو كافة الفاعلين السياسيين فى العراق إلى التهدئة واعتماد الحوار لتجاوز الصعاب التى تمر بها بلادهم».

الخارجية الإيرانية: 

«مثل هذه العمليات تصب فى مصلحة الأطراف التى انتهكت أمن واستقرار واستقلال العراق ووحدة أراضيه طوال السنوات الـ18 الماضية وسعت إلى تحقيق أهدافها الإقليمية المشؤومة من خلال إنشاء ودعم الجماعات الإرهابية وإثارة الفتن فى هذا البلد».

أمين المجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى على شمخانى

«محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقى فتنة جديدة يجب البحث عن خيوطها فى مراكز الفكر الأجنبية التى لم تجلب للشعب العراقى المظلوم سوى انعدام الأمن وخلق الفتن وعدم الاستقرار عبر إيجاد ودعم الجماعات الإرهابية فى هذا البلد من أعوام خلت».

الخارجية التركية: 

«نأمل أن يتم تحديد مرتكبى هذا الهجوم الجبان الذى يهدف بوضوح إلى إلحاق الضرر بسيادة العراق واستقراره، فى أسرع وقت، ومحاسبتهم أمام العدالة، وسنواصل الوقوف إلى جانب الشعب العراقى وحكومته فى مكافحتهم ضد الإرهاب مهما كان مصدره».

الخارجية الأمريكية: 

«استهدف هذا العمل الإرهابى الواضح الذى ندينه بشدة صميم الدولة العراقية، ولا نزال على تواصل وثيق مع الأجهزة الأمنية العراقية المكلفة بالحفاظ على سيادة العراق واستقراره وعرضنا عليها المساعدة فى تحقيقها فى هذا الهجوم».

الخارجية الفرنسية:

«ندعم بالكامل العملية الديمقراطية فى العراق.. ونرفض فى هذا السياق أى شكل من أشكال تقويض استقرار البلاد والعنف والإرهاب، تدعم فرنسا سلطات العراق وشعبها وتدعو إلى ضبط النفس والتهدئة».

وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس:

«نقف إلى جانب حكومة العراق وقواته الأمنية وشعبه فى رفضه العنف السياسى وندعم بشدة دعوة رئيس الوزراء إلى التهدئة وضبط النفس».