واحة الإبداع
أمان
الأعمال للفنان خالد عباس منير
يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين. إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة بإرسال مشاركتك من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:
أمان
خاطرة
كتبتها- مروة المرنح -البحيرة
خُذنى حيثُ تَرَكتُ قَلبى هُناك،
حَيثُ كُنَّا معًا..
كُنَّا نَحْنُ،
والآن صِرنا أَنا وأَنت،
خُذ بيَدى وَحدى،
ولا تَدَعْنى فى مُفْتَرَقِ الطُرُقاتِ،
ودَع مَنامى بَين حَنايا قَلْبِكَ،
فى مَأْمَنٍ مِنْ عَذابِ الفِراقِ،
خُذنى حَيثُ سَبَقَتْنا أَرْواحُ المُحِبينَ،
إلى كَوْخٍ صَغِيرٍ كَحَمامَتَينِ مُتَعانِقَتَينِ،
أو كَغَزالَةٍ وظَبِيٍ شارِدَينِ وَسَطِ المُروجِ البَعيدَةِ،
أنا هُنا الحاضِرُ الغائِبُ و يَهابُ الفِراقَ،
كُنَّا نَحْنُ،
والآن صِرنا أَنا وأَنت،
خُضْنَا مَعًا طَريقًا وَعِرًا مَليئًا بِأَشْواكِ الهَوى،
الآنَ كُل مَنَّا فى طَريقٍ مُخْتَلِفٍ،
الآنَ كُل مَنَّا له حُلُمٍ غَيرَ الذى كَانَ،
صِرنا فى عِدادِ الذِكْرَياتِ،
نَحْلُمَ ونَتأْمَلَ بَعيدًا عَن مَرْأَى ومَسْمَعِ الجَميعِ،
كُنَّا نَرَى كُلَّ شَيٍء وَكَأَنَّهُ حَقِيقَة،
صارَ الآنَ أَبْعَدَ مِن الخَيالِ،
كَبَيْتٍ صَغيرٍ مَهْجورٍ مُنذُ آلافِ السنين،
كَسَحابَةٍ عابِرَةٍ مَرَتْ فَأَفْضَتْ بِما فى مَكْنُونِها فَلَم تَعُدْ تَمْلُكَ شَيْئًا مِنْ أَحْلَامِهَا،
كَرُقْعَةِ شِطْرَنْجٍ صُرِعَ جُنودُها فى صِراعٍ دامَ بَينَ طَرَفَيّ الحُبِ،
فَصارَ كُلًّا مِنْهُما بِلَا أَمانٍ..،
وبِلَا جُنْدٍ،
وبِلَا دُرُوعٍ،
خُذنى حيثُ تَرَكتُ قَلبى هُناك،
ودَع مَنامى بَين حَنايا قَلْبِكَ،
فى مَأْمَنٍ مِنْ عَذابِ الفِراقِ،
حَيْثُ كُنَّا مَعًا،
تَأْخُذُ بِيَدى وَحْدى،
إِلى نِهايَةِ طَريقٍ وَعِرٍ لا يَنتَهى،
سِوَى مَعَكَ فِى أَمَان....
