خلال الصالون السياسى للتنسيقية: برنامج الإصلاح الاقتصادى قلل تأثير أزمة التضخم العالمى على مصر
كتب - أحمد إمبابى
عقدت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، صالونها السياسى بالأمس عقب المؤتمر الصحفى الذى أعلنت فيه خطة التطوير الجديدة، حيث ناقش الصالون الأزمة الاقتصادية العالمية، وانعكاساتها على مصر والعالم.
وأدار الصالون السياسى محمد موسى نائب محافظ المنوفية وعضو مجلس أمناء التنسيقية، بحضور د. محمد زكى الوحش وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب، ومحمد نجم الباحث والمحلل الاقتصادى، ود.محمد فايز فرحات مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية، حيث تم مناقشة موجة التضخم التى اجتاحت العالم خلال الفترة الحالية وتأثير التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا.
وناقش الصالون تأثير الأزمة العالمية على مصر، حيث أكد المشاركون أن مصر استطاعت أن تصمد أمام تلك الأزمة بفضل مئات المليارات التى تم استثمارها فى مشروعات الأمن الغذائى وزيادة المحاصيل الزراعية، حيث تم تحقيق الاكتفاء الذاتى فى غالبية المحاصيل الرئيسية، بجانب توافر احتياطى من السلع الأساسية.
وقال د. محمد فايز فرحات مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتجية، إن الأزمة الاقتصادية العالمية كانت بسبب ضعف فى مدخلات الإنتاج، بجانب تداعيات جائحة كورونا وسياسة الإغلاق التى طبقها عديد من الدول، بجانب التغيرات المناخية التى سببت ندرة فى بعض السلع وهذا ساهم فى ارتفاع فى تكاليف الإنتاج.
وأضاف: «من بين العوامل أيضا ضعف سلاسل التوزيع والإمداد على مستوى العالم للتعامل مع تلك الأزمة بما يساهم فى توفير سلع وسيطة، خاصة أن عملية توفير السلع الوسطية ومداخلات الإنتاج يتطلب زيادة فى تكاليف الإنتاج وهذا يترتب عليه ارتفاع فى الأسعار»، مضيفًا أن هناك متغيرا مهما يتعلق بالأزمة التى تواجهها سلاسل الإمداد والتوريد، علاوة على أن كل المنتجين العالميين اكتشفوا خطورة هذه الظاهرة وخلصوا إلى ضرورة نشر سلاسل التوريد على مساحات واسعة فى العالم، متابعا: قد نرى عالما مختلفا بشكل كبير بعد تداعيات أزمة كورونا».
وأشار إلى أن العالم أصبح إزاء حزمة من العوامل والمصادر التى تؤدى فى تغير تكاليف الإنتاج، والأزمة الاقتصادية، متابعًا:» لازالت هناك فجوة بين الدول المتقدمة والناشئة والدول النامية فيما يتعلق بأسباب التغيرات المناخية، وبالتالى نحن أمام صراع بين الفئات الثلاثة فى الاقتصاد العالمى».
فى حين اعتبر د.محمد زكى الوحش عضو مجلس النواب، أن العالم وجد نفسه أمام جائحة كورونا، وهذا يذكرنا بجائحة الإنفلونزا الإسبانية الكبيرة، حيث لم يشهد العالم وباء بهذا الحجم سوى فى جائحة كورونا التى لم تستثن أى دولة، مشيرًا إلى أنه كان يتوقع أن بعض الأنظمة الصحية فى الدول الكبرى قادرة على مواجهة الجائحة، لكن فى مصر كان يوجد استعداد وتوقع وإدارة جيدة للأزمة.
وقال إن الدول التى طبقت الغلق الكامل أضرت اقتصادها، مشيرا إلى أن تجربة كورونا لم تفرق بين أحد، ودفعت لتغيير أمور كثيرة فى المنظومة الصحية، منها مثلا التحول لاستخدام الأكسجين السائل.
وأضاف إن من دروس كورونا أنه يجب أن يكون هناك تنوع فى السياسات، الخاصة بالمنظومة الطبية، لأن الأزمة أثرت على العالم كله خصوصا مع أزمة الإمدادات.
وفسر الباحث والمحلل الاقتصادى محمد نجم، أسباب موجة التضخم العالمية فى الفترة الأخيرة، مضيفا أن السبب كان فى ارتفاع أسعار كل من الفحم والغاز الطبيعى والنفط عند مستويات تاريخية، بجانب ارتفاع أسعار الغذاء عند أعلى مستوى منذ 10 أعوام بحسب منظمة «الفاو»، وارتفاع أسعار الشحن البحرى، التى تضاعفت بين 400% و500% بحد أدنى.
وأوضح أن من تأثيرات تلك الأزمة التى بدأت تظهر عالميا، مثل ارتباك فى حركة عمل الموانئ وسلاسل التوريد والتجارة الدولية، هذا بجانب تصاعد أزمة الديون فى الصين وتراجع القطاع العقاري، وظهور طوابير فى بريطانيا، وأوروبا تطلب من روسيا زيادة ضخ الغاز لتلبية الطلب المتزايد مع قرب فصل الشتاء، وتزامن مع ذلك تهديد روسيا لأوروبا، مع تباطؤ فى زيادة إمدادات الطاقة من روسيا لأوروبا، فى المقابل أصدرت الولايات المتحدة بيانات عدة طوال الأسابيع الاخيرة، توضح فيها متابعة سوق النفط والأسعار، بينما الصين طالبت مواطنيها فى بعض المقاطعات وخاصة الشمالية بالاعتماد على ضوء النهار وتخفيض استهلاك الأجهزة الكهربائية والمصاعد والتكييفات.
وقال الباحث والمحلل الاقتصادى محمد نجم، إن من أسباب الأزمة الاقتصادية العالمية كان ارتفاع الطلب على كافة السلع والخدمات – خاصة الطاقة، بجانب تنفيذ أوروبا وكثير من الاقتصادات المتقدمة تحولاً متسرعًا نحو الطاقة المتجددة وأوقفت العمل بنسبة كبيرة من الطاقة الهيدروكربونية إرضاءً لجماعات الضغط الأخضر ومجموعات حماية المناخ ومكافحة التلوث ووسائل الإعلام الموالية لهذا الاتجاه (مكافحة التلوث)، وذلك قبل أن تكون مستعدة لذلك التحول.
وقال إن نفس الخطأ وقعت فيه الصين فى محاولة لإرضاء الغرب أثناء الحرب المفتوحة بين بكين وواشنطن وبروكسل، فتحولت مبكرا ناحية الطاقة المتجددة وأعلنت التزامها بذلك، فانخفض إنتاج محطات الكهرباء الصينية العاملة بالفحم، لأن الفحم الذى يتم استخراجه قد انخفضت كمياته بسبب تشديد الحكومة على المناجم والشركات العاملة فى هذا القطاع الملوث للبيئة.
وأضاف أن من بين الأسباب أيضًا، التغيرات المناخية والتى تسببت فى تقلبات فى الطقس، وبالتالى تدهور إنتاجية العديد من المحاصيل بجانب تدهور فى عمليات التنسيق بين الدول المنتجة والمستهلكة للمواد الخام الرئيسية، وعدم توازن فى معدلات تلقيح كورونا بين الدول الغنية والفقيرة، وبالتالى تذبذب الاقتصاد العالمى بين إجراءات الغلق والفتح وكذلك تذبذب بين التفشى والسيطرة على الوباء.